شبكة ذي قار
عـاجـل










(الاجتثاث) جريمة العصر

أبو فرات العراقي

 

بعد أن تعددت الصفحات العدائية وأساليب المحتل الأمريكي الخبيثة وطرقه ووسائله المتعددة المختلفة وما فعله من جرائم يندى لها جبين الإنسانية  وما اتخذه من قرارات ظالمة مجحفة غير مبررة ، بدأ من عدوانه المتكرر والضربات العسكرية حتى غزوه واحتلاله للعراق وما رافق الأحداث والمجربات من قتل العراقيين الجماعي وتدمير البنية التحتية والخدمية والاعتقالات بالجملة للقادة والمسؤولين الوطنيين الأحرار المخلصين والتهجير المنظم والاقصاء وجريمة العصر الجديدة التي تضاف إلى جرائمه التي لا تعد ولا تحصى ، ظنا منه إضعاف المعنويات العالية للعراقيين عموما وقادة البعث الابطال الشجعان خصوصا  والروح الوطنية المقدسة في كوامن الخلجات من أجل التخلي عن القيم والمبادئ العظيمة والثوابت الأصيلة التي آمنوا بها ، وعن قضايا وهموم الأمة العربية المجيدة المهمة والخطيرة ، زاعما المحتل الأمريكي المعتدي البغيض من خلال القرار ، إحداث التغيير ونشر الحرية والعدالة والديمقراطية وحرية التعبير والرأي والقبول كذبا وتزويرا بالراي الآخر ، ورفع الشعارات التي ملأت الدنيا ضجيجا المتجردة من كل المعاني الإنسانية الحقيقية مثل المساواة والعدالة وحقوق الإنسان والمرأة والأقليات ليبهر عقول وأذهان وقلوب الناس السذج والمغفلين .

لقد خاب ظن وغاية المحتل الأمريكي وأذنابه من الخونة والعملاء والجواسيس والسراق والحاقدين والمنتقمين ، بأن جريمة العصر التي ارتكبت بحق البعث والبعثيين وما لحقه من قرارات ظالمة ، هي بمثابة الضوء الأخضر للقتلة والمجرمين من الأحزاب السياسية الفاسدة واذرعها بتصفية الحسابات و لمزيد من القتل والاجرام والانتقام والتهجير والاقصاء من الوظائف والحقوق ، فضلا عن محاولة الخضوع والإذلال والحرمان والموت البطيء حتى  التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل للبعث العظيم  والاستسلام ، لكن جاءت النتيجة عكسية وليس على ما يرام وردت الفعل غير متوقعة ومقبولة وسريعة ، بالرغم من كل التضحيات الغالية التي قدمها رفاق الدرب الطويل ، وقد كانت تلك المواقف البطولية الوطنية المقدسة  رسالة أخرى جديدة للمحتل وأعوانه وعملائه  وهي اروع  نموذج ودروس بالمواقف الإنسانية النبيلة ، وقد انقلب السحر على الساحر ، ليبقى فكر البعث العظيم نير عميق يعشعش ويتجذر في ضمائر وافكار البعثيين المخلصين الأوفياء الثابتين .

اليوم ومن جديد نكرر وندين ونستنكر كل تلك القرارات الصادرة عن المحتل الأمريكي الظالمة وجرائمه التي ارتكبها وعملائه الخونة اللصوص المرتزقة الذين جاء بهم من كل بقاء الدنيا ، وما نهجه العدو المحتل الأمريكي وطبقه على الجميع ومنها قرار جريمة العصر الحديث والمعاصر (( الاجتثاث )) ، ونرفض رفضا قاطعا تلك القرارات وما اتبعها ولحقها من إجراءات تعسفية وستثبت الأيام ، أن تلك المحاولات البائسة قد باءت بالفشل ، وان البعث والبعثيين اليوم أكثر وحدة وقوة وتنظيما وتماسكا وانسجاما ، ما دامت الإرادة موجودة مع الإصرار والعزيمة الحاضرة بالداخل والخارج ، ولم ينكسر ويتراجع  ، ومهما كانت التضحيات الغالية البشرية والمادية وعلى المستويات والصعد كافة ، للدفاع عن العراق والعراقيين الصابرين وعن الحقوق المكفولة والاستحقاقات والاستمرار بذلك حتى الخلاص والتحرير والتغيير  وتحقيق الأهداف المرجوة والنصر المؤزر والفتح المبين القريب ، ويشهد التاريخ الإنساني ويوثق صمود وثبات وتحدي الرفاق  المشمولين بقرار الاجتثاث وما رافق حياة كل واحد منهم من معاناة وصعوبات قد لا تطاق  ولا تصدق ، متسلحين بصدق الايمان والانتماء والقوة والثبات والتحدي الاسطوري والاخلاص والوفاء، لأنهم على يقين واطمئنان ، بأن هزيمة الأعداء الأشرار الطامعين والحاقدين قريبة ، والعاقبة للمتقين ، وإن غداً لناظره قريب.






الاثنين ٩ رمضــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو فرات العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة