شبكة ذي قار
عـاجـل










DNA العملية السياسية

الأستاذ الدكتور عبد الرزاق محمد الدليمي

 

تابعت وربما مثلي ملايين بأرجاء المعمورة ما عرضه البرنامج التلفزيوني الأمريكي (برنامج على الهواء مباشرة) حيث يُخبر الأزواج إن كان الطفل من صلب أبيه أم لا، ويلاحظ ما حصل للأزواج بعد وصول نتيجة فحص الحمض النووي، من مشاهد وحقائق صدمت الجميع، حيث تبين من خلال فحصوات DNA للأزواج أن الغالبية العظمى من ذريتهم (أولادهم) ليسوا من صلبهم، هذا الموضوع في واقع الحال لم يفاجئني لأني (ولست الوحيد) أعلم أن نسبة الممارسات غير المنضبطة وغير المشروعة في المجتمعات الغربية كبيرة جداً، وقد تكون موجودة في المجتمعات الأخرى بدرجات متفاوتة (أقل والله أعلم)، وما شاهدته كعراقي يعاني مما حل بشعبه ووطنه من خراب ودمار وفساد وقتل ووو..أقول كل ذلك دفعني لا شعورياً للتفكير والتأمل بشرعية وأبوية و DNA العملية السياسية ورعاتها وأصحابها، وأكيد أن كل العراقيين الوطنيين الشرفاء حتى من الذين لم يسمعوا ولا يعرفون ما يعنيه مصطلح   DNA، سيستنتجون أن كل المشاركين بالعملية السياسية ليسوا من صلب العراق وأهله، بل هم إما من صلب الارجنتين أو شبيهاتها، ولا ينتمون بأي صفة بيولوجية أو أخلاقية أو إنسانية أو دينية إلى شعب العراق!!!

 

العراق العظيم

في نهاية عام 1980  كانت الحرب الدفاعية ضد النظام في إيران في بداياتها كانت وسائل الإعلام العراقية تستخدم مصطلح العراق العظيم بكثرة، وأكيد كانت لتلك الظاهرة الإعلامية مبرراتها المنطقية، كنا أنا وأخي الأصغر ومعنا أحد الأصدقاء نتجول في شارع المتنبي، وكنت أجتهد في الإجابة عن أحد الأسئلة لهذا الصديق، باغتني هذا الصديق (كان يعمل في إحدى المؤسسات الأمنية المهمة) بسؤال وهو مزعوج لماذا صدعتم رؤوسنا وتقولون ( العراق عظيم، العراق العظيم) ما هو العظيم الذي فيه؟!!

أجبت هذا الصديق بما ملكت من معلومات أظنها كانت وفيرة، ولكي أنور قلوب وعقول وضمائر العراقيين من أشباه ذلك الصديق، أنقل لكم معلومة جديدة جداً تم اكتشافها أخيراً عن هذا العراق العظيم لنعرف نحن كعراقيين وليعرف العالم في أي أرض نعيش؟

(( فُكت رموز لوح طيني سومري حديثاً من قبل العالم البريطاني “ ايرفينغ فينكل باحث وأمين المتحف البريطاني التي وجدها أحد العامة واستغرق فك رموزها نحو 20 عاماً وتعتبر أول سيناريو للحياة البشرية.

يحوي تفاصيل عن سفينة نوح والطوفان يعود إلى ٤٠٠٠  ق.م يروي قصة الطوفان العظيم ويصف سفينة يُعتقد إنها "سفينة نوح " بقارب نهر مُستدير بدلاً من كونها سفينة شبه مستطيلة تلائم أجواء المحيطات كما كان يُعتقد سابقاً، فاللوح يخبر قصة مماثلة، متكاملة بإرشادات مفصلة عن بناء سفينة عملاقة دائرية، تُعرَف بـ "Coracle"  فضلاً عن تعليمات بوجوب أن تدخل الحيوانات "اثنين اثنين" ذكراً وأنثى .. وقد صممت مجموعة من العلماء الهنود والبريطانيين نموذجاً مصغراً عن (سفينة نوح) الأصلية، واعتمدوا على الأبحاث العلمية والأدوات والتقنيات البسيطة الموجودة بالهند لتشييد السفينة.)).

 

الرئيس أيزنهاور والعراق

من ضمن الأسئلة التي وجهت إلى الرئيس والقائد الأمريكي أيزنهاور الذي قاد الجيوش الأمريكية في الحرب العالمية الثانية ثم أصبح رئيساً لأمريكا بعد الحرب (في كتاب عن مذكراته نشر قبل خمسين سنة من الآن)، كان السؤال عن تصور أيزنهاور لمستقبل الصراع في العالم بعد خمسين عاماً؟ (كان اللقاء في بداية الستينيات من القرن الماضي)، فأجاب على الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المرحلة أن تحتل العراق وأفغانستان، ثم بدأ يحلل الأسباب والمبررات لهذه الرؤيا وسط دهشة واستغراب السائل.!!! ولا أريد هنا أن أذكر أموراً أصبح الجميع على علم ومعرفة بها لاسيما بعد احتلال العراق في نيسان 2003 ، أما  كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق فلديه من ضمن كلام طويل قول اقتبسته وهو (لم أجد في حياتي أعند من رجال العراق).

منذ سنة 2003، يفتقر العراق لموازنات مالية رصينة يعرف فيها المردود المالي للحكومة وقيمة النفقات وقيمة الفائض أو العجز وأسبابه التفصيلية، إذ وعلى الرغم من أن البرلمان كان قد صوّت على بعض الحسابات الختامية للموازنات المالية في بعض السنوات، إلا أن هذه الحسابات يتم التصويت عليها داخل قبة البرلمان في مدة لا تزيد عن نصف ساعة من دون أي دراسة، فضلاً عن سنوات أخرى لم تقدم فيها حسابات ختامية.

 

الحسابات الختامية

تعرف الحسابات الختامية للموازنة المالية في أي بلد على أنها تلك الحسابات والجداول التي تبين أوجه الصرف المالي الحكومي التي جرت خلال عام مالي كامل، بحسب الأستاذ في علوم دراسات الجدوى الاقتصادية “فارس خضر” في حديثه لوكالة “يقين”.

أن الحسابات الختامية تعني أن جميع ما تصرفه الحكومة مبوب ومعروف من حيث الباب المالي الذي أنفقت بموجبه تلك الأموال، أو من حيث الموازنة التشغيلية التي صرفت على النفقات والرواتب وغير ذلك بما يعني أن تعرف الحكومة أين ذهب كل دولار في الموازنة.

إن الحسابات الختامية ضرورية جداً في معرفة ودراسة المصاريف الحكومية للسنة القادمة، فضلاً عن ضرورتها في معرفة أوجه الإهدار، وفيما إذا كانت الحكومة ترمي إلى تقشف مالي في السنة اللاحقة، بحسبه.

إن العراق ومنذ سنة 2003 لا يحظى بموازنة مالية يمكن أن تعتمد كموازنة عامة للبلاد كما في بقية دول العالم.

إن النظام المعتمد في وضع الموازنة العامة للعراق يعتمد على الأبواب والبنود، لافتا إلى أنها لا تسلط الضوء على تحقيق الإيرادات المالية من دون أي اعتبار للتخطيط المتوسط أو طويل الأجل للموازنة وللوضع الاقتصادي العام في البلاد، إذ لم تعمد أي موازنة إلى تقييم عوامل الإنتاجية والأداء الحكومي العام والخاص.

أما النفقات العامة في العراق، فإنها تحدد وفق المعطيات الحكومية بما لا يشكل خطراً على الوضع السياسي في البلاد (ما يتعلق برواتب الموظفين في الموازنة التشغيلية)، وأن ذلك يؤدي إلى هدر في هذه الموارد، بما لا يحقق الكفاءة الاقتصادية للبلاد، خاصة أن العراق بلد غني ويضم الكثير من الموارد الطبيعية كالنفط والغاز والزراعة.

وتستمر الأحزاب المهيمنة على سدة الحكم، في التمسك بالقوانين التي تخدم مصالحها على حساب العراق والمصالح الوطنية، في ظل الفوضى وغياب الرقابة، والاستنزاف المستمر لميزانيات العراق

موازنات العراق، منذ الاحتلال ولحد الآن:

14 مليار دولار سنة 2003

18 مليار دولار سنة 2004

26 مليار دولار سنة 2005

34 مليار دولار سنة 2006

  42 مليار دولار سنة 2007

70 مليار دولار سنة 2008

 74 مليار دولار سنة 2009

75   مليار دولار سنة 2010

84   مليار دولار سنة 2011

101 مليار دولار سنة 2012

130 مليار دولار سنة 2013

150 مليار دولار سنة 2014 تم سرقتها بالكامل

105 مليار دولار سنة 2015

98 مليار دولار سنة 2016

68 مليار دولار سنة 2017

88 مليار دولار سنة 2018

112 مليار دولار سنة 2019

100 مليار دولار سنة 2020

88   مليار دولار سنة 2021

 

مجموع الموازنات

1477 مليار دولار، ماعدا واردات إقليم كردستان المنتظمة من مبيعات النفط وموارد المنافذ الحدودية.

بهذا يتجاوز مجموع الموازنات حاجز ال 2000 مليار دولار، ما عدا عائدات سرقات النفط الغير معلنة، من جميع الحقول والمنافذ، التي تقدر بمئات المليارات..

نتيجة حكم جماعة DNA العملية السياسية خلال الفترة من 2003حتى 2021

العراق لا توجد فيه:

 لا صحة

ولا كهرباء

ولا مدارس

ولا زراعة

ولا صناعة

ولا تجارة

ولا خدمات

ولا بنى تحتية

ولا شوارع مبلطة

ولا حلت أزمة السكن

ونهري دجلة والفرات بدآ بالجفاف

اقتصاد البلد شبه منهار ولولا ارتفاع أسعار النفط لقضت الحكومة أنفاسها الأخيرة.

والفساد أصبح ثقافة بدوائر الدولة..

ولو قارنا نفوس سكان العراق الذي يبلغ 40 مليون نسمة …

وقيمنا هذه الأموال على عدد النفوس فإن حصة الفرد العراقي الوحد تكون  45 مليون دولار خلال الـ 14 سنة ..

يعني كل عراقي يطلب المنطقة الخضراء 50 مليار دينار يعني أربعة آلاف ومائتين دفتر الدفتر 12 مليون دينار.

هذا الرقم الذي ذكرته لكم (1159) يكفي لبناء عشرين دولة مثل العراق ويكفي أن تكون أرصفة هذه الدول من الذهب الخالص عيار (24).

كل هذا الفساد والدمار يستحقه الشعب العراقي لأنه هو من أسهم مع قوى الاحتلال بمجيئهم للمشهد السياسي وسلمهم زمام الأمور وقد ينتخبهم في كل مرة!.

 

 

 






الاربعاء ٧ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور عبد الرزاق محمد الدليمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة