شبكة ذي قار
عـاجـل










في ذكرى بدء العدوان الايراني على العراق

 

تمر في مثل هذه الأيام الذكرى الثانية والأربعين لبدء العدوان الإيراني على العراق في 4-9-1980، فإن هذا العدوان كان في حقيقته بداية للمشروع الصفوي التوسعي الطائفي الذي تولت إيران في عهدها الصفوي الجديد تنفيذه ضد الأمة العربية حال تسلم خميني السلطة سنة 1979.

ولقد حشدت قيادة العراق الوطنية كل طاقات العراق في التصدي لهذا العدوان، فقاتل العراقيون جيشاً وشعباً قتالاً بطولياً استمر ثماني سنوات وقدموا تضحيات غالية، حتى وفقهم الله في دحر مشروع إيران الصفوي التوسعي.

وفي هذا، لم يكن العراقيون يقاتلون دفاعاً عن وطنهم العراق فحسب بل أيضاً نيابة ودفاعاً عن كل الأمة العربية.

 لكن النظام الإيراني الصفوي التوسعي ما لبث أن أنعش مشروعه التوسعي العدواني بعد نحو سنتين من اندحاره مستغلاً أبشع استغلال حالة الانكفاء القسري التي فرضتها الحملة الحربية الاستعمارية الضخمة بقيادة الولايات المتحدة على العراق منذ آب / أغسطس عام 1990 والمتمثلة بمحاصرته حصاراً خانقاً وتكبيله بقرارات أممية ظالمة ثم الاعتداء عليه في حرب عدوانية مدمرة سنة 1991.

فعقدت إيران الصفوية تحالفات معلنة مع من كانت تصفه بالشيطان الأكبر وعملائها وعملاء شركائها، ومن أبرزهم الكيان الصهيوني، ودفعت بعدة ألوف من حرسها وعملائها حال وقف إطلاق النار، وتم تنفيذ جرائم صفحة الغدر والخيانة يوم 1 / 3 / 1991 لغزو مدن جنوب العراق مستغلة حالة الدمار الكارثي الواسع التي خلفها العدوان الاستعماري.

وإذ تمكن العراق من وأد هذه المحاولة الخبيثة خلال بضعة أسابيع وردع إيران نحو اثنتي عشر سنة، فإنها واصلت تحالفاتها مع كل أعداء العراق من صهاينة وعملاء مخابرات غربية وشاركت مشاركة فعالة في تنفيذ عملية الغزو والاحتلال سنة 2003 التي هي الحلقة الكبرى في مخطط الكيان الصهيوني لتدمير دولة العراق.

وانطلق النظام الإيراني من العراق المحتل لتنفيذ حلقات أخرى من مشروعه التوسعي الطائفي ضد دول عربية مستفيداً من هيمنته على العراق القاعدة العربية الكبرى ومما وضعته حكومته بقيادة عملائه تحت تصرفه من موارد العراق الضخمة المنهوبة.

وما تشهده سورية واليمن من أعمال حربية مباشرة لمقاتلي إيران ومليشيات عملائها وما تشهده أقطار عربية أخرى مثل الكويت والبحرين والسعودية من أعمال إرهابية على يد خلايا عملائها التي تدربها وتمولها وتوجهها خير دليل على صحة ودقة تشخيص البعث لهذا النظام منذ صعوده المريب إلى السلطة في إيران سنة 1979 ولمشروعه العدواني التوسعي منذ بدء تنفيذه بالعدوان على العراق في 4 / 9 / 1980.

 وأمام حصيلة السنوات الكارثية من عمر السلطة التي نصبها المحتل في العراق وتولت إيران إدارته عبر أحزابها وميليشياتها، فإن العراقيين يعارضون هذه الهيمنة، ولم يعد لديهم أدنى شك في نوايا إيران لتدمير وطنهم ونهبه ونشر التخلف والجهل والتردي والفوضى في مجتمعهم والفساد في أجهزة دولتهم وإسقاط سمعتها في العالم.

لذلك ندعو من بقيت لديه أوهاماً من العراقيين حول طبيعة نظام إيران وسياساتها ومواقفها أن يصحو قبل فوات الأوان فيعود إلى رشده ويرجع إلى أهله ومجتمعه وغيرته الوطنية ويكفر عن إساءته لشعبه.

فشعب العراق لن يسكت على هذه الحالة الشاذة وكما كسر ظهر الاحتلال العسكري الأميركي-البريطاني، فإنه بعون الله وبهمة رجال العراق الغيارى من رجال البعث والقوى الوطنية وكل الخيرين من العراقيين المناهضين للاحتلال سيدحر الاحتلال الإيراني عاجلاً أو آجلاً ويحرر العراق ويعيد له استقلاله وسيادته ودوره القومي الحضاري والإنساني.






الجمعة ١٣ صفر ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيلول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة