افتتاحية العدد 337 من مجلة صدى نبض العروبة الحل الوحيد لزلزال العراق   نحن، شعب العراق الأبي الحر الشريف، رأينا في غزو العراق واحتلاله زلزالاً مدمراً طال بخرابه الإنسان والبناء على حد سواء. نحن الشعب الذي غلفه العجب، ولفه الذهول وهو يرى بعض المحسوبين عليه يتعاقدون مع الغزاة، ويدلونهم على ربوع الوطن، ويقيمون لهم الولائم، ويفلسفون خيانتهم وديوثيتهم في الإعلام، بعض من حُسِبوا على جلدتنا كمثل أحمد الجلبي وعبد العزيز الحكيم ونوري المالكي  ، يتعاطون بسياسة انتهاز الفرصة، ويطأطئون رؤوسهم لما يسمونه الأمر الواقع من أجل أن يمسكوا سلطة خزائن العراق، ويمسكون سيوفاً تحز شرايين رقاب البلاد. نحن العراقيون المشردون في البلاد، الجياع، المنكوبون بوطننا، نحن فقط من يعرف كيف يعمر العراق بعد زلزال الغزو والخيانة. فالطائفية زلزال هز مجتمعنا وهدم البيوت والمصانع، وحرق المزارع، بُنانا التحتية. ولا حل إلا بأن نعيد بناء الإنسان والبنيان، وإعادة البناء تحتاج أولاً إعادة الثقة بالروح العراقية الوثابة التي هزها هول ما جرى ولا زال يجري منذ سنة الغزو المشؤومة. يتطلب إعادة بعث الروح بقُوانا الوطنية والقومية، التي ظلت تعاني الموت والإقصاء والاجتثاث والتهجير والنزوح والاعتقال. فهذه القوى، ولا أحد سواها، يزيح اللصوص الفاسدين الخونة. وهي التي تحمل بنادق التحرير، وهي التي تمسح عن وجوه الشعب غبار وأتربة حقبة الاحتلال. الطائفية احتلال، والمحاصصة احتلال، والاجتثاث احتلال، ومقتدى وعمار وعلاوي والجعفري وزيدان والكاظمي والحلبوسي احتلال، تماماً كما حواجز الكونكريت والخزائن المنهوبة والأنهار التي أصابها الجفاف، وشعبنا وحده بثورة تشرين وما يعززها ويقويها ويوسعها هو القادر على إعادة بناء العراق كما بنى اليابانيون هيروشيما وناكازاكي. بغير إعادة بناء كل شيء سيبقى العراق مجرد أثر بعد أن كان عين العرب ومحط اعجاب الإنسانية.