شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 344 من مجلة صدى نبض العروبة

الخوف من البعث

 

لن نقول جديداً إذا أعدنا التأكيد على قناعاتنا التي هي قناعات كل العرب الشرفاء، بل كل الإنسانية الخيرة، بأن غزو العراق واحتلاله قد جاء نتيجة العداء لحزب البعث العربي الاشتراكي والخوف منه، الخوف من السياسة العربية الوحدوية التحررية التي أفصح عنها البعث بشكل صريح واضح لا لبس فيه، الخوف من سياسة ميدانية أثبتت أن بوسع العرب أن يحققوا نجاحات في التنمية والعلم والصناعة، وأنها قادرة فعلاً على الخروج من حفر التخلف والأمية والجهل.

بكلمات أخرى، إن البعث قد أثبت فعلياً أن بوسع العرب أن يحرروا فلسطين وكل الأرض العربية المحتلة في الأحواز والخليج العربي وسورية وغيرها، وهذا ما يرعب أمريكا وحلفاءها.

 

فإذا كانت أمريكا وحلفها المجرم قد غزا العراق لإنهاء نظام البعث فأين العجب أن تقوم العملية السياسية الأمريكية الإيرانية البريطانية الصهيونية ومن وظفتهم فيها أمريكا من أحزاب إيرانية طائفية وقوى وأشخاص وميليشيات طائفية مجرمة بتطبيق سياسات وتنفيذ برامج متجددة لتصفية حزب البعث العربي الاشتراكي؟

 

إن من الطبيعي والبديهي جداً أن تتواصل قوانين الاجتثاث في مساراتها المادية المتمثلة بالتصفيات الجسدية للبعثيين وبملاحقتهم أمنياً، هم وعوائلهم، داخل وخارج العراق، وتجديد حملات الاعتقال والتهجير والنزوح والإقصاء وقطع الأرزاق.

وبديهي جداً أن نسمع بين الحين والآخر وكما اعتدنا منذ نيسان ٢٠٠٣ م على إعلان أحزاب إيران وميليشياتها وذيولها عن مطالبات جديدة بقطع أنفاس البعثيين في العراق بشكل خاص وفي كل الأمة وفي المهاجر بشكل عام، خاصة بعد أن تصل هذه الأطراف العميلة الخائنة إلى اثباتات ميدانية أن البعث عصي على الفناء.

 

إن من البديهي أن تعادي ميليشيا عصائب أهل الحق الإيرانية مثلاً حزب البعث، لأنها وُجِدت أصلاً لمعاداة البعث والانتقام منه ومن الشعب العراقي الذي أذاق خميني والفرس كؤوس السم والحنظل بالانتصار الحاسم على حرب التوسع والاحتلال الفارسي للعراق التي شنها خميني لثمان سنوات.

 

العصائب كما التيار وكما الحشد وكما حزب الدعوة وبدر مثلاً لا يخشون أحداً في العراق غير البعث، لأن البعث هو قائد مقاومة الاحتلال الثابت الراسخ البعيد عن احتمالات الترويض والمساومة. ولأن البعث هو برنامج تحرير العراق الذي لا يطاله خرق مخابراتي ولا تهاون ولا تنازل.

العداء للبعث هو عداء للوحدة العربية، هو عداء لقوى الأمة الحية المناهضة للصهيونية ولاحتلال فلسطين، هو العداء لنهضة العرب وتقدمهم، هو العداء للنزاهة والعفة والاقتدار في بناء الدولة وصيانة مؤسساتها وتنفيذ مشاريعها الخدمية في التربية والتعليم والصحة والبلدية.

 هو العداء لبناء الإنسان المتحرر من الطائفية والعقول التائهة في مستنقعات الكهنوت والخرافات والشعوذة وعبادة الأصنام والرقاد في ثياب الماضي وكتبه المحرفة المزيفة ورواياته الخرقاء.

هو العداء للإنسان المنتج المجتهد، وتكريساً لنموذج الإنسان المترهل الخاوي الفاشل الساقط في أتون الجنس والمخدرات والبلاهة.

الذين يقتلون البعثيين هم الذين قتلوا العراق ولا زالوا، ودعواتهم للاستمرار بالقتل هو جزء من سعيهم المتواصل منذ ٢٠٠٣ لقتل العراق.

الذين يشكلون فرق الموت لتصفية البعثيين وضباط جيش العراق الباسل هذه الأيام هم ذاتهم الذين قتلوا وحدة العراق ومزقوا نسيج شعبه ولا زالوا يفعلون ويتمادون ويعمهون في غييهم وجرائمهم. ضد الشرف والعفة والنجاح والقيادة والفكر.

أعداء البعث هم أعداء القومية والفكر القومي العربي.

ولأن البعثيين هم حملة الإيمان والعقيدة فإن من يقتلهم أو يدعو لقتلهم هو عدو الدين والعقائد والإيمان الحقيقي.

البعث هو شعب العراق وكل العرب، ويتوهم من يظن أن الجريمة المنظمة لبدر والعصائب والدعوة الإيرانية كفيلة بإفنائه نيابة عن أمريكا والصهيونية وإيران المجرمة.






الاربعاء ١٥ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة