ثورة تشرين ثورة شعب رفض الظلم والاستبداد خنساء الفارس ثورة تشرين هي ثورة الشعب الذي رفض الظلم والعبودية والاستبداد والخنوع بكافة أشكاله، فانتفض وثار وجعل المحتلين وعملاءهم وأذنابهم لا تغمض لهم عين ولا يرتاح لهم بال، فهزت مضاجعهم وعروشهم الخاوية، لهذا تآمر الجميع على اجهاضها... إن الثورة العراقية التشرينية هي ثورة الثورات في المرحلة الراهنة، فقد بدأت بتظاهرات رافضة للواقع المأساوي والظلم الذي حل بشعب العراق منذ مجيء الاحتلال، ونادت بالإصلاح، ثم تحولت المطالب إلى التغيير الشامل للواقع العراقي المزري وإسقاط حكومة العمالة والفساد ... لقد كانت أهزوجة "نريد وطن" رصاصة قاتلة أطلقها الثوار الأحرار بوجه الأشرار والمارقين والخونة، فكانت ثورة شعبية عارمة، قامت بعد فترة ركود شعبي استمر ستة عشر سنة عجاف عانى فيها الشعب العراقي ما عانى من ويلات ومآسٍ وجور وظلم وانتهاك حرمات ... لقد أحدثت تلك الثورة الشعبية السلمية نقطة فارقة في تاريخ العراق المعاصر، وكانت حلماً للشعب العراقي للخلاص من الظلم والفساد والاستبداد بعد أن عاش محناً ومعاناة لسنوات طويلة، ولا يزال، بسبب تحكم الخونة وعملاء الاحتلال في مصيره ومستقبله ومقدراته، حتى أصبح لا يجد من يحنو عليه وينجيه من محنته، فقد تحول العراق بؤرة كبيرة من الفساد والخراب والدمار، ودماء أبنائه ملأت الشوارع والحارات ... على الرغم من صعوبة المرحلة والتحديات التي تواجه كل من يقف ضد حكومة الاحتلال الفاسدة العميلة والمؤامرات التي أحيكت ضد ثوار العراق والأساليب القذرة اللَّاإنسانية التي مارستها أجهزة السلطة القمعية ضدهم، إلا أن هناك مواقف وطنية ثابتة أذهلت المحتل وأذنابه وعملاءه في السلطة الفاسدة، فمواقف الثوار والماجدات في ساحات العز والشرف والكرامة قلبت كل موازين الأعداء وأذنابهم العملاء المأجورين ... إن ثورة تشرين الغراء كانت بحق، وبكل معنى الكلمة، ثورة شعب عظيم رفض كل أشكال الظلم والجور والتعسف والاستبداد، فألف تحية لشعب الحضارة والتاريخ العريق، شعب القيم العروبية الأصيلة والمبادئ السامية، وتحية فخر واعتزاز للماجدة العراقية الأبية التي كانت سنداً وعوناً لإخوانها الثوار.
