شبكة ذي قار
عـاجـل










قراءة في بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

الصادر في 26 تشرين الثاني 2022

الحلقة الأولى

 

زامل عبد

 

أدانت القيادة القومية كل أشكال العدوان الذي تتعرض له الأمة العربية ودعت إلى إعادة الاعتبار للكفاح الشعبي المسلح لتحرير فلسطين وتأسيس صندوق قومي لدعم ثورتها ، وقيام الجبهة الشعبية العربية وإعادة الاعتبار للقضية الديموقراطية في عمليات التحول السياسي، وأكدت على الثوابت الأساسية في رؤية البعث الخالد للواقع العربي والإقليمي والدولي بإدانة العدوان الخارجي على الأمة العربية والانتفاضة الشعبية في إيران دليل تحول في الرأي العام ضد نظام الملالي، وتفهم ضرورات أمن روسيا القومي ، وحق أوكرانيا في وحدة أرضها وشعبها، هكذا هي رؤية البعث الخالد للواقع العربي والإقليمي والدولي منذ التبشير والتأسيس والتفاعل مع الاحداث كونه الوليد الشرعي من الرحم العربي لمقاومة كل اشكال العدوان أو التدخل المباشر والغير مباشر بالواقع والمشهد السياسي العربي والإقليمي الذي ينعكس سلبياً على الحياة العربية والتأثير بشكل مباشر أو غيره على حالة التصدي العربي للعدوان أو غير ذلك  حيث أكدت  قيادة البعث ببيانها على:

 {{ بعدما استمرت الساحة العربية لسنوات ، جاذباً للأنظار ، ومسرحاً لأحداث كبرى من العدوان الخارجي عليها إلى الانتفاضات الشعبية التي انفجرت في العديد من الأقطار العربية وتولد أزمات بنيوية ، تعيش بعض الساحات الدولية والإقليمية تطورات هامة ، لن تقتصر نتائجها وتداعياتها على ساحاتها وحسب ، بل تتعداها إلى الجوار الإقليمي والدولي ومن بين هذه الأحداث الكبرى يبرز الحدث المتفجر في الشرق الأوروبي والانتفاضة الشعبية في إيران، لكن انفجار أزمات كبرى على المستوى الدولي،  كتلك المتولدة عن سياقات الحرب الروسية - الأوكرانية التي تدخل هذه الأيام شهرها التاسع دون أن تلوح في الأفق بوادر قريبة لوضع نهاية لها ، لم يحرف الأنظار عن تفاعل تطورات الأحداث على الساحة القومية ، وتلك الدائرة في دول الإقليم، بدءاً من النتائج التي أفرزتها الانتخابات التشريعية في الكيان الصهيوني مروراً  بالانتفاضة الشعبية ضد نظام الملالي في إيران التي  دخلت شهرها الثالث ، وصولاً إلى احتدام الصراع على الساحة القومية بين قوى الحراك الشعبي العربي ونظم الرجعية والتطبيع والاستبداد والتسلط والتوريث السلطوي واستباحة القوى الدولية والإقليمية للأمن القومي العربي، إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، التي واكبت من خلال مواقفها تطورات الأحداث على مدى العام الذي يطوي أيامه الأخيرة على وقع استمرارية تفاعل الأحداث عربياً وإقليمياً ودولياً  }}...

 ومن خلال تسعة محاور تناولت فيها  المشهد المحلي والإقليمي والدولي  بقربه وبعده عن الساحة العربية وانعكاسها  الإيجابي والسلبي في ان واحد ، ومن هنا يمكننا الربط فيما بين هذه الرؤيا وما قاله الشهيد الحي الخالد صدام حسين رحمه الله وارضاه  في اكثر من موقع  وحدث  ،  في خطابه باجتماع مجلس التعاون العربي في عمان بتاريخ 24 فبراير 1990  قال الشهيد الحي عن تفرد أمريكا  ما نصه ((   غير اننا نرى ان أمريكا  ستبقى قادره على ان تنفلت خارج ضوابط  ما خرجت عليه العادة في المحيط الدولي  في مدى السنوات الخمس  القادمة ولحين  تتكون قوى الموازنة الجديدة ،  يضاف الى ذلك ما مقدار التأثير الغير منضبط من عداء وضغينة غير منضبط وغير مسؤول من قبل الغير ان أقدمت على حماقات مرفوضه ...  )) وما ورد  في بيان القيادة في 26 تشرين الثاني 2022 الذي جاء فيه  (( إن الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا ، هي بمقدماتها وسياقاتها وما ستؤول إليه من نتائج لم تكن صاعقة في سماء صافية ، بل بدأت عناصرها بالتشكل بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ومسارعة أميركا لملء الفراغ الناجم عن سقوط حلف وارسو ، عبر التمدد إلى الشرق الأوروبي ، ونشر منظومات صاروخية فيه ، بدأت روسيا تشعر بعد استفاقتها من غيبوبة الصدمة ، أن أمنها القومي أصبح عرضة للتهديد من جراء تواصل انضمام دول أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي  ، إن روسيا التي بدأت استعادة حضورها على مسرح الأحداث الدولية والقارية ، رأت في السعي الأوكراني للانضمام إلى الحلف الأطلسي ، ليس تهديداً مباشراً للأقلية الروسية في أوكرانية والتي كانت إحدى الأوراق التي توظفها موسكو في الضغط على الداخل السياسي الأوكراني وحسب ، وإنما لأمنها القومي الذي لم يفارق ما يستوطن ذاكرتها  من أحداث تاريخية  كان القوقاز وشبه جزيرة القرم مسرحاً لها ، من روسيا القيصرية إلى الاتحاد السوفياتي ، وصولاً إلى المرحلة الراهنة ، حيث تسعى موسكو لإعادة الاعتبار لدور فاعل فقدته منذ أصبحت أميركا تتصرف كقطبية أحادية مقررة لمسار الأحداث الدولية  ، إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تؤكد على حق الشعوب في ممارسة خياراتها السياسية وفق مقتضيات مصالحها الوطنية بعيداً عن التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية ومنها الحق السيادي للشعب الأوكراني ، تتفهم هواجس دولة روسيا الاتحادية لما ينطوي عليه تمدد الأطلسي إلى مقربة من حدودها من مخاطر محتملة على أمنها القومي وهي تعتبر أن الحل السياسي الذي يضع حداً لهذا الصراع الذي يتسم بالطابع الدولي بعد الاصطفاف الغربي عامة والأطلسي خاصة خلف أوكرانيا ، يجب أن يرتكز على قاعدتين   تتعلقان بتفهم ضرورات الامن القومي الروسي من جهة أولى ، ووحدة الأراضي الأوكرانية من جهة ثانية وكل محاولة لكسر واحدة من هاتين القاعدتين على حساب الأخرى ، سيؤسس لحرب جديدة إذا ما انطوى حل الصراع المتفجر حالياً على عكس ما تقضيه موجبات هاتين القاعدتين  ))  يوضح الرد الروسي على الحماقات الامريكية  وعملها  من اجل تطويق روسيا الاتحادية وهذا ما يؤكد  صواب الرؤية والتحليل في حينه  من قبل القيادة الوطنية القومية للعراق

 

يتبع بالحلقة الثانية






الثلاثاء ١٢ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة