شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 348 –مجلة صدى نبض العروبة

عراق المبادئ والشرف ... وغيره

 

جزء هام من مكونات العدوان على العراق بشكل خاص وعلى أمتنا العربية عموماً هو لتضييق الخناق على الثوابت الدينية والقومية والأخلاقية، وجعلها تبدو غريبة على عالم يطغى على مشاهده البراغماتية والمرونة السائبة وتغليب المصالح على المبادئ.

لقد صار الحصار على القيم والمثل والثوابت الوطنية والقومية أعظم من الحصار على الحياة، فصار الأحرار يفكرون بمواجهة الظلام الذين يوضعون فيه أكثر من تفكيرهم بالبقاء على قيد الحياة.

لو تحدثنا، من باب الجدل الافتراضي، عن نهضة عمرانية مادية لأقطار عربية بعضها لا تساوي جغرافيتها جغرافية أصغر محافظة عراقية وعن معيشة شعبها والأمن والاستقرار ونزاهة السلطة في تعاملها مع المال العام مقارنة بالعراق الذي تم غزوه واحتلاله وصناعة عملية سياسية فيه لوجدنا أنفسنا أمام جبال من الفوارق، بل لوجدنا أنفسنا خارج موضوعية المقارنة. وسنجد من يقول لنا بالفم الملآن إن ما حصل للعراق هو بسبب سياسة النظام الوطني العراقي.

وعندما نراجع نحن العراقيون الذين عشنا أيام نظامنا الوطني وأيدناه وشاركنا معه في كل ما قام به في السلم وفي الحرب فسنجد أننا وفقاً لمنطق الفوز المظهري البراق اللماع لأنظمة عربية صغيرة محاصرين بالآتي:

أولاً: إن نظامنا الوطني قد أخطأ في تأميم ثروات العراق النفطية من احتكارات الامبريالية. نعم هم يرون أن استرداد حقوقنا الربانية( تهور وسياسة رعناء).

 

 ثانياً: إن نظامنا الوطني قد أخطأ بمنح أكراد العراق حقوقهم لينعم العراق بالأمن والسلام، ويتجه نحو التنمية والتطور. إنهم يرون أن نبقى نقاتل بعضنا ونعمق جراح وحدتنا الوطنية.

ثالثاً: كان على نظامنا الوطني أن ينسحب  إلى حافات بغداد أمام زحف جيوش خميني الذي أعلن بملء الفم أن هدفه الثاني بعد اسقاط نظام الشاه هو اسقاط نظام البعث في العراق.

كان علينا أن نتحلى بالحكمة والصبر لحين تحتل جيوش خميني بلادنا وعندها سيرجمنا المنافقون بألف ألف ألف حجر لأننا فرطنا بسيادة بلادنا وانهزمنا.

ستنبري علينا ألسن المنافقين والدجالين والمزيفين لتجلدنا أعظم مما تجلدنا الآن لأننا قهرنا مشروع خميني.

سنتوقف هنا ولن نتكلم عن خطط ذبحنا التي وضعت بعد تأميم النفط عام ١٩٧٢ واستمر تنفيذها  إلى سنة ٢٠٠٣ لأننا في كل الأحوال سنجد أنفسنا محاصرين بمنطق الأمر الواقع وهو منطق الاستسلام للكيان الصهيوني ليس إلا.

العراق الذي أمم النفط ومنح شعبنا الكردي حقوقه والعراق الذي صد العدوان الإيراني وقاتله ببسالة لثمان سنوات حتى انتصر عليه هو عراق الشرف والمبادئ. هو عذراء عربية مسلمة مؤمنة آثرت أن تموت ولا تستسلم لمغتصبيها، إنه عراق الوطنية والقومية التي جاء الأمريكان ومن معهم من عجم ومن عرب ليقتلوها ويظهرونها بمظهر المتهور شحيح الدراية بالسياسة ومطباتها والمتعصب للثوابت والإيمان والأخلاق.

كان العراق جبل الأمة في الثبات على مبادئها وحقوقها، ولذلك كان لا بد أن يدمر وأن تنتعش ماديات الصغار لإغراق الأمة بسراب ووهم وكسل وتكاسل حيثياته الغدر والتنكيل بالشرف وبمواقف المبادئ. لكننا نثق ونؤمن أن مسارات الحق ستعود وتنتصر لأنها إرادة الله وأن الماديات ستندثر مع الزمن.

 






الثلاثاء ١٢ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة