شبكة ذي قار
عـاجـل










الفوضى المنظمة تزحف تدريجياً على واقع الحياة في بغداد.. كيف؟ (ح-1)

د. أبا الحكم

12/12/2022

 

 

لا أريد حقيقة المقارنة بين واقعين في زمانين مختلفين، إنما اسعى إلى توصيف الحالة الراهنة وتحليلها وتشخيص عللها ومسبباتها لكي تتم المعالجة مستقبلا من لدن متخصصين سياسيين واجتماعيين وعلماء نفس واقتصاديين وتربويين وغيرهم من اختصاصات أخرى. ما الذي يجري في بغداد العاصمة وفي قلبها التجاري والحضاري العريق؟ لماذا هذا (الهرج والمرج) والفوضى التي قل مثيلها في عواصم العالم المختلفة؟ لماذا يشاع تحويل الارصفة الى عروض للبضائع الرخيصة المبتذلة، وعروض بالات البضائع المستوردة من مناشئ تعبانة وبأسعار لا تتعدى الدولارين إو الثلاثة؟ لماذا تحولت مبيعات المحلات التجارية إلى الرصيف؟ ولماذا تحولت بعض الشوارع في قلب شارع الرشيد وشارع النهر الى مخازن لبضائع مرزومة ومكدسة وتحولت ارصفتها ممراً للسيارات وعربات النقل وسيارات الـ(تكتك)، فضلا عن السابلة والحمالين الذين يحملون على رؤوسهم بالات البضائع دون اكتراث بالمارة ؟ لماذا يعرض صاحب المحل بضاعته على الرصيف مع اصحاب (البَسْطاتْ) وعددهم لا يحصى؟

لا احد يعرف من اين جاء والى اين يذهب والكل يصرخ ويضايق من حوله ويركل غيره ويكشر في وجهه، والصراخ يعلو على اصوات السيارات وضجيج الشارع لا احد يتحمله ولن تجد له مثيلاً في اتعس دول العالم فقراً اقتصاديا وحياة اجتماعية رثة .. فلماذا تتحول المحلات الى الارصفة؟ او بالأحرى لماذا تفرغ المحلات من بضائعها وتسد طريق السابلة والعابرين على ارصفة الشوارع؟

وامام هذه الاسئلة الواقعية المائلة امام الجميع، يتوجب السؤال: من هي الجهة المسؤولة عن هذه الفوضى (المنظمة)؟ والإجابة على هذه الأسئلة هي التالي:

اولاً- غياب أمين العاصمة تماماً عن هذا المشهد التعيس لبغداد عاصمة الرشيد وعدم تفحصة لمجريات الاحوال القائمة على ارض الواقع لا هو ولا مستشاريه وحاشيته والتابعون المسؤولون عن أمانته؟

ثانياً- انعدام رقابة وزير الاقتصاد والتجارة، وغياب شروط الاستيراد وتحديد نوع البضاعة المستوردة وجودتها ولياقتها لكي ترقى بذوق الناس لا ان تجعل من أذواقهم مسخرة ومهزلة لردائتها، ومن ثم الإنحدار بالذوق العام الى الحضيض.

ثالثاً- غياب دور النقابات التي من شأنها المساهمة في تصحيح واقع الفوضى وترتيب الاحوال والتخطيط الخاص بإنهاء حالة الفوضى موضوع البحث التي تجتاح الشوارع الاساسية في قلب العاصمة العراقية بغداد.

رابعاً- غياب القرار المركزي، الذي من شأنه ان يضع حداً للتجاوزات على الحق العام وعلى النظم والذوق العام والوجه الحضاري الذي عافته بغداد منذ عدد من العقود البائسات التي انحدر فيها العراق الى مستوى دون مستوى دول العالم الثالث في الاقتصاد والتجارة والصناعة والزراعة والتعليم والصحة والبيئة وغيرها الى مستويات مقرفة ومذهلة لا توجد امثالها في ادنى الدول تطورا وتقدما .

خامساً- ليس القصد من هذا الموضوع الحديث خصيصا في السياسة .. إنما في ملاحظات ومشاهدات كانت محط حالة من القرف الموصوف بالفوضى التي لم تكن موجودة قبل عقود .. لماذا تستشري هذه الظاهرة وتزحف على ما تبقى من ترتيب وجمالية لواقع الحال في العاصمة بغداد وبقية المحافظات التي بقيت على حالها وستبقى الى يوم يبعثون.. لماذا؟

قال محدثي وهو يصف واقغ الحال بأن السبب هو غياب الرأس وتعدد الرؤوس في قمة السلطة .. قلت له دعنا من الحديث الآن في السياسة، دعها الى ان يحين وقتها، وانت تتحدث عن واقع اسمه الفوضى .. لماذا الفوضى، عندها سيتم الحديث عن (الفوضى المنظمة) وهي في حقيقتها سياسة ذات طابع استراتيجي.. دعك من ذلك الآن .

سادساً-

للموضوع بقية.. (ح-2)

 

 






الاربعاء ٢٠ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة