شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 349 –مجلة صدى نبض العروبة

العملية السياسية في العراق بطرق مغلقة

 

التمسك بمشروع، أي مشروع كان، له أسبابه ومبرراته على الصعد الوطنية والقومية والإنسانية، يتم التمسك والاستمرار في الحالات الآتية كخطوط عامة:

الأولى: أن يرى القائمون على المشروع بقناعات ووقائع منظورة فرص تطور محتملة للمشروع.

الثانية: أن المشروع قائم على ثوابت وطنية وقومية بل وحتى دينية شاملة تحقق الوحدة الوطنية للبلد.

الثالثة: أن المشروع قد أنتج ما يعز البلاد وشعبها عبر سنوات تجربة تطبيقه.

الرابعة: أن مكونات المشروع قد أثبتت أنها قادرة على اجتياز العقبات والعثرات وعلى إصلاح الاعوجاج وردم حفر الفساد وبؤره وقنواته.

الخامسة: أن للمشروع قنوات تنموية، اقتصادية، تربوية وصحية وخدمية مختلفة يرتكز عليها ويضع الخطط الكفيلة بتحقيقها.

والسؤال المفصلي الذي يقف حائراً على لسان كل عراقي (متضرر من العملية السياسية منذ تأسيسها سنة الغزو والاحتلال ٢٠٠٣ وإلى يومنا هذا وهم الغالبية المطلقة الساحقة التي تزيد عن ٩٥ من شعب العراق) هو؟:

هل العملية السياسية في العراق تمتلك كلاً أو جزءاً من الحالات التي أشرنا إليها بتلخيص مكثف كما آنفاً؟

لو تحاورنا مع أي عراقي لم يكن طرفاً في إيجاد هذه العملية الاحتلالية ولم يجن منها شيئاً أو إنه عانى الأمرين منها فإننا سننتهي إلى نهاية حتمية في الحوار مفاده: إن العملية السياسية ليست مشروعاً وطنياً ولا قومياً ولا دينياً بل مسار تدمير وتخريب وضياع للعراق وإنهاء لوحدة شعبه. هذا ليس فقط لأن العملية السياسية قد أنتجت:

-      تفتيت اللحمة الوطنية بطائفيتها ومحاصصتها.

-      انعدام الوزن للعراق وشعبه محلياً وإقليمياً ودولياً.

-       انعدام الأمن السياسي والاقتصادي والمجتمعي سواء بالإرهاب أو العنف أو الاعتقال او التشريد أو التجويع أو بانسداد أفق المستقبل انسداداً كاملاً.

-      التوافق السياسي بين أطراف العملية قائم على فقدان تام للثقة وافتراق للمصالح واجتماع تحت خيمة الأمر الواقع الذي فرضته وتحميه الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وبريطانيا والكيان الصهيوني.

-      تبعية ذليلة للأجنبي وتمثيل وحشي قذر لمصالحه، والتوزع المهين بين ولاءات مختلفة نتيجة انعدام الروح الوطنية للقائمين على الوظيفة في المشروع الاستعماري للعراق.

يمكننا أن نؤلف كتباً في عنوان موضوعنا، ولكننا نقف عند هذا الحد لنقول: العملية السياسية هي مشروع لموت العراق وتدمير شعبه، ولا خلاص للعراق ولشعبه منها إلا بثورة شعبية شاملة جمرها متقد عبر ثورة تشرين الباسلة.

إنها تعيش في أنفاق مظلمة وطرق مغلقة وشعبنا يرفضها وحالها يسوء مع الزمن والحكومات التي تنتجها تلد من رحم فاسد موبوء بالعفن والسرطان.

إنها صممت لتكون تمثيلاً حقيقياً لإرادة الدول المحتلة في جعل العراق وشعبه في حالة موت سريري.




الثلاثاء ٢٦ جمادي الاولى ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة