شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

صدق الله العظيم

 

استذكار سيرة ومواقف الشهيد عواد حمد البندر السعدون

أحمد شهاب

 

كلما يمر تاريخ يوم الخامس عشر من كانون الثاني من كل عام نستذكر المواقف البطولية، وموقف الوفاء، للشجاع الأمين النزيه، صاحب الوصية التي تُعَلِّم الأجيال حب الوطن والدفاع عنه، ذلك الشهيد بإذن الله المرحوم عواد حمد البندر السعدون الذي انتقل إلى جوار رب كريم في مثل هذا اليوم من سنة 2007 عندما نفذ خدم المحتل عملاء إيران جريمة اغتياله.

الشهيد عواد لم يكن فقيد عائلته فقط، بل فقيد العراق، وهو ينتمي إلى قبيلة السعدون، وهم من الأشراف وجدهم سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم، وأجداده من أشراف المدينة المنورة، وهاجروا إلى جنوب العراق، وأسسوا إمارة المنتفق، وهي متكونة من ثلاث قبائل وهم (بنو مالك وبنو سعيد والأجود) وكانت بزعامة آل سعدون. مع العلم بأن معظم هذه القبائل هم من (الشيعة) والسعدون من (السنة) وهذا دليل على أن الطائفية لم يكن لها تأثير في المجتمع العراقي بل خلقها المحتل وعملاء إيران.

كان جدهُ بندر أمير المنتفق، واشتهر بالكرم والجود ورعاية الأيتام، ومن شخصيات قبيلة السعدون: ناصر باشا السعدون مؤسس مدينة الناصرية، وسميت تيمناً باسمه.

وعجمي باشا السعدون أمير المنتفق الذي قاتل القوات البريطانية عند احتلالهم للعراق، ورفض عروضهم.

وعبد المحسن فهد السعدون رئيس الوزراء في العهد الملكي، والذي شيد له نصب في قلب العاصمة بغداد لمواقفه الوطنية، وسمي الشارع الذي به النصب باسمه (شارع السعدون).

في هذه العائلة الكريمة تربى شهيدنا، ومن هذا النسب الشريف كان أصله، وامتداداً لموقف أجداده كان موقف الشهيد عواد حمد البندر في المحكمة الصورية التي أوجدها المحتل الأمريكي، موقف إيماني شجاع، موقف الوفاء للوطن وقائده، موقف المحافظة على العهد، لذلك رفض كل المساومات حتى قدم حياته من أجل أن يبقى على العهد الذي تربى عليه.

الجود والكرم صفة من صفات العربي الأصيل تحلى بها أجدادنا... ولو قلبنا صفحات التاريخ لوجدنا قصصاً كثيرة عن الكرم والجود، ولكن... رغم هذا الكرم كله تبقى التضحية بالنفس أقصى غاية الجود.

وهكذا استحق الشهيد عواد البندر هذه الصفة، وهو الذي قال مقولته التي ستبقى خالدة (إنه لن يبيع دينه وشرفه)، فأي تضحية هذه.

بمثل هذا المقال لا نستطيع أن نستعرض جميع المواقف الإيمانية والشجاعة للشهيد عواد حمد البندر السعدون، وما ثَبَّتَه بوصيته لعائلته التي يقول فيها: (ربوا أولادكم على حب الوطن وفدائه بالغالي والنفيس ولا قرت أعين الجبناء).

 

https://www.thiqar.net/Art.php?id=30775

 

رسائل الشهيد عواد البندر وموقفه البطولي خير ما خلفه لأولاده وأحفاده.

https://www.thiqar.net/MakalatH/MK-AhmedShehab15-01-09.htm

 

اليوم نقف بين صورتين وتاريخين:

نتذكر الشيخ البطل عُمر بن مُختار بن عُمر الذي نفذت جريمة اعدامه بتاريخ (16 سبتمبر 1931- الموافق 3 جمادى الأولى 1350هـ)، والشهير بعُمر المُختار.

 حارب عُمر المُختار الإيطاليين لأكثر من عشرين عاماً في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأُجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا.

وتاريخ تنفيذ جريمة اغتيال الشهيد عواد حمد البندر بتاريخ 15-1-2007 من قبل المحتل، وما أشبه الجريمتان بحقِّ مجاهدين عربين واجها محتلين لبلدهما.

والصورتان المتشابهتان للشهيدين وهما يقفان كالأسد في عرينه ينظران إلى المجرمين وكأنهم كلاب أمامهما.

ومثلما ظل عبر التاريخ يلاحق من اغتال المجاهد عمر المختار الخزي والعار. فأي عار سيلاحق محكمة الاحتلال من قضاة وادعاء عام وكل من عمل بها، لاغتيالهم قاضي، والتاريخ لن يرحمهم، وسيلاحق أبناءهم وأحفادهم.

 

 






الاحد ٢٣ جمادي الثانية ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد شهاب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة