شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية مجلة صدى نبض العروبة العدد 353

عروبة العراق لا زالت في خطر داهم

 

كانت بطولة الخليج العربي الخامسة والعشرين التي اختتمت مؤخراً في ثغر العراق، مدينة المدن البصرة العظيمة، مناسبة مهمة لشعب العراق لأسباب كثيرة معروفة ليس على المستوى الرياضي فقط بل وعلى المستوى السياسي.

وما يهمنا هنا حصراً هو إعلان شعب العراق من منصة البصرة الخليجية عن كرمه وأصالته وسماحته، والإعلان عن كونه شعب عربي ينتمي للأمة العربية المجيدة.

هذا الإعلان، شاء من شاء وأبى من أبى، هو إعلان عن عروبة شعب العراق وحزب البعث الذي يمثله لأن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب العربي الذي يحمل لواء القومية ويعتنق النظرية القومية ويدعو ويعمل جاهداً مناضلاً من أجل الوحدة العربية ومن أجل إدامة زخم الإحساس والتعاطي بها كحقيقة مطلقة في حياة العرب.

وعلى أهمية الإعلان البصراوي عن عروبة العراق وعن توق وشوق شعب العراق إلى عناق أشقائه الذين عمل الاحتلال وقواه الدولية والمحلية منذ غزو العراق واحتلاله سنة ٢٠٠٣ على عزلهم عنه، وعلى صناعة حواجز من الدم بينه وبينهم، وعلى صناعة مطبات إرهاب حقيقي ومصطنع بينه وبينهم، غير إن هذا الإعلان وما سيؤول إليه من تداعيات لاحقة وسابقة له يؤكد:

أن العدوان والاحتلال والإرهاب الدموي الذي أودى بحياة ملايين العراقيين وشرد ملايين غيرهم قد بدأ أصلاً لذبح عروبة العراق، وأن إعلان البصرة الشعبي القومي العروبي سيوقظ ويجدد ويعظم أدوات العدوان على عروبة العراق بعد اكتشاف الأعداء كلهم أن ما قاموا به لحد الآن من محاولات طمس الهوية القومية العربية لشعب العراق قد باءت بالفشل. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن بطولة كأس الخليج العربي قد أوصلت رسالة بعثية قومية عروبية (البعثية فكرة ولا تقتضي بالضرورة الانتماء لحزب) إلى أميركا وبريطانيا والصهيونية وإلى المشروع الفارسي وذيوله بأن قوانين اجتثاث البعث التي لم تكن معنية بذبح حزب الوحدة القومية العربية والتي أُنفقت عليها مليارات الدولارات وجهود سياسية وعسكرية وإعلامية لا يمكن التكهن بثمنها الباهظ قد باءت بالفشل ولم تؤتِ أكلها.

ولعل من المفيد أن نشير هنا إلى فحيح الفرس وذيولهم في أجهزة الإعلام المختلفة الذي عبر صراحة عن أن ما جرى في البصرة تحت لافتة الخليج العربي هو افصاح متجدد عن فكر البعث وثقافته.

ثمة شواهد كثيرة يتوجب التوقف عندها في سياقات عنوان هذا الموضوع غير أننا ننتهي بعد الإشارات السريعة إلى حقيقة هامة حيوية ومصيرية هي:

أن قوى العداء الدولية والإقليمية والمحلية سوف تبدأ إجراءات ميدانية جديدة لإيقاف مد الإعلان الشعبي البصراوي العظيم الأمر الذي يتطلب من القوى القومية والوطنية المختلفة ليس استثمار ما حدث في البصرة وما تلاه في محافظات أخرى منها العاصمة بغداد بل واعتماده كمثابة لتصعيد نضالها ضد الاحتلال وأعوانه، لأن من المتوقع جداً أن يكون التصعيد ضد الإعلان القومي البعثي البصراوي شديد العداء والعنف والتوحش.

النصر لعروبة العراق حقيقة ثبت استقرارها في الوجدان الشعبي وتحتاج إلى قلاع جهاد ونضال متجددة لحمايتها وتعميقها وتصعيدها.






الخميس ٤ رجــب ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة