شبكة ذي قار
عـاجـل










الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق أنتج العنف السياسي الطائفي - الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

كان قرار الإدارة الامريكية  لما بعد تنفيذ الغزو والاحتلال السماح ببروز أحزاب طائفية وتبني نظام انتخابي يشجع الطائفية وقد أكدت أمريكا هذا التوجه عن طريق السماح ببروز الأحزاب التي تتبنى أجندة طائفية ، مثل الأحزاب (( الكردية وما تسمى بالشيعية والسنية )) ، الأمر الذي جعل هذه الأحزاب تناقش القضايا الوطنية من منظور طائفي وقد قامت هذه الأحزاب بدورها بتعميق الشعور والانتماء الطائفي ، لكي تصبح الطائفة كتلة اجتماعية سياسية تقاد وفقا لشعارات وزعامات طائفية كما أنها تبنت نظاما انتخابيا يقوم على التمثيل النسبي ، وتم اعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة ، مما يشجع الطائفية ويعزز الانقسامات الإثنية والمذهبية  ،  وذلك لأن هذا النظام يسمح للمناطق المختلفة في أن تتنافس بقوة ضد بعضها البعض من أجل التمثيل في حكومة الاحتلال  كما تعتمد نسبة تمثيل طائفة معينة في البرلمان على مدى مشاركة هذه الطائفة في الانتخابات ، ومن ثم فإنه إذا قامت طائفة معينة بالاشتراك بنسبة تقل كثيرا عن نسبتها إلى باقي الطوائف المختلفة فإنها لن تحصل على التمثيل ، وبالتالي فقد هدفت أمريكا إلى إقامة هذا النظام لتعزيز الطائفية  ،  وقد عززت ذلك من خلال  رعايتها إعلام طائفي  ، فقد قامت أمريكا بإلغاء وزارة الاعلام ولم تصدر أية قوانين أو تعليمات تنظم العملية الإعلامية ، الأمر الذي أدى إلى بروز العديد من القنوات الفضائية على أسس عرقية وطائفية ، وتقوم هذه القنوات بنقل الأحداث والأخبار من وجهة نظر عرقية وطائفية لمحاولة كسب الأفراد من خلال خطابات تكرس لمفهوم الطائفية والعرقية ، الأمر الذي أدى إلى اضعاف الانتماء الوطني والقومي للفرد وازدياد الهوس المذهبي وخاصة عند من عميت بصيرتهم  بالشحن الطائفي الذي أدى الى القتل على أساس الهوية والمذهب وبتوجيه من اطراف لاهم لها سوى تحقيق إرادة الغير الهادف الى تمزيق العراق ارضا وشعبا وتفيد الإحصاءات التي تناقلتها وسائل الإعلام أن أعمال العنف في العراق كانت تحصد نحو 30 قتيلاً كل يوم خلال عامي 2003 و 2004 ، ثم أخذت في الارتفاع مع نهاية عام 2005 لتصل إلى 50 قتيلاً ، وازدادت إلى أكثر من 100 جثة في اليوم مع منتصف عام 2006 بعد تفجير العسكريين في سامراء ، والأمر الخطير أن تلك الأعمال تقيد ضد مجهول يعرف عادة بعصابات الإرهاب التي تمثل وتنكل بالجثث ، ووفقا لأرقام وزارة الدفاع الامريكية – البنتاغون -  ارتفع عدد القتلى المدنيين العراقيين من 500 قتيل في بداية عام 2006 إلى حوالي 3700 قتيل في بداية 2007 مع تصاعد أعمال العنف الطائفي ، لكن العدد بدأ يتناقص على نحو متقطع إلى 2000 قتيل في منتصف عام 2007 ، وقرابة 600 قتيل في بداية 2008 وفي اعتراف صريح بتصاعد أعمال العنف الطائفي في العراق في ظل حكومة نوري المالكي في أواخر عام 2006 ، أكد تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية ارتفاع عدد الهجمات الأسبوعية إلى ما يزيد عن 1000 هجوم خلال عام 2006 ، وارتفاع المعدل اليومي للضحايا إلى ما يزيد على 140 قتيلاً ، ونوه البنتاغون إلى أن مساعي الحكومة في مجال المصالحة لم يكن لها أي تأثير على تهدئة أعمال العنف الطائفي هذه الأرقام قد نرجعها إلى غياب دور الدولة القومية في احتواء الأطياف المختلفة بها على إثر ما سببه الاحتلال في سقوط مؤسسات الدولة ، وضعف قدرتها على النهوض مرة أخرى من أجل احتواء الأزمة  وفي تقرير لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة للعراق ، ذكر أنه تعرض 94 مدنيا عراقيا للموت جراء العنف الطائفي طوال عام 2006 ، مع عدد مماثل من الإصابات ، ويشكل الرجال الأغلبية العظمى من الضحايا مخلفين ورائهم عددا غير معلوم من الأرامل والأطفال الذين حرموا من مصدر عيشهم ، مما يلقي بهم في دوامة من الأزمات ، ويخلف عددا كبيرا من الضحايا الذين هم بحاجة ماسة إلى العنف ويمكن ملاحظة أن أعلى مستوى لعدد القتلى في العراق كان بين عامي 2006 و2007 ، وهي فترة صعود العنف الطائفي

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الاحد ٤ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة