شبكة ذي قار
عـاجـل










في آذار 2003 حَلَّت الكَارثةُ على الأُمَّةِ

أبو شام

 

لن تنسى الأمة العربية يوم19 من آذار 2003، يوم شنت قِوى الظلام والبربرية الأمريكية الأطلسية حربها على العراق، لأن هذا التاريخ شكل جرحاً غائراً في ذاكرة الأمة ووجدانها، فكان بداية احتلال العراق الذي ما زالت تداعياته مستمرة حتى اللحظة، إضافة إلى أنه شكل بداية انطلاق مشروع الفوضة الدموية التي انتقلت من العراق إلى العديد من أقطار الأمة العربية.

في هذا اليوم أدرك أبناء الأمة بوضوح أنه لولا تواطؤ بعض حكام الأمة في التحريض والتشجيع والتسهيل وتكريس نتائج الاحتلال، ولولا تنسيق سري مع حكام آخرين في المنطقة، لما أمكن لهذا الاحتلال أن يمر، ولما أمكن لتداعياته أن تتحكم بمصير العراق، ولما أمكن أن تنتقل مفاعيله إلى خارج العراق.

بين الخطيئة المدمرة لمن حرض وشجع وسهل وكرس النتائج، والخطأ الفادح الذي وقع به من راهن على أنه قادر على الاستفادة من احتلال العراق لصالحه، دخلت الأمة، وفي المقدمة منها العراق، في نفق دموي معتم مجهول المصير دون أن ينج أحد من نتائجه.

في يوم كهذا لا بد من أن نحيي كل شهداء العراق، من وعسكريين ومقاومين ومدنيين، من قادة ومواطنين، ممن قدموا حياتهم ثمناً لكرامة بلدهم وأمتهم، ونحيي كل من وقف ضد هذه الحرب المستمرة حتى اللحظة على العراق والأمة ويدفع اليوم ثمن وقفته، وكل من كتب أو تظاهر أو تطوع دفاعاً عن العراق، فهم كانوا الأكثر التزاماً بالمبادئ الوطنية والقومية والإسلامية، وهم كانوا الأكثر حكمة ودراية ومعرفة بمآل الأمور ونتائجها.

فإذا كانت مصيبة الأمة العربية في بدايات القرن الماضي بدأت بنكبة فلسطين، فمصيبتها في القرن العشرين بدأت باحتلال العراق، لتمتد إلى أقطار عربية أخرى.

إن الخروج من الكارثة التي وقعت بها الأمة يبدأ في العراق، عبر تحريره من كل أنواع الاحتلال وتداعياته، واستعادة الكرامة المسلوبة، وتطهير العراق من دنس الفرس وأذنابهم الذين عاثوا فيه فساداً وقتلاً وتهجيراً، ولنا في ثورة شباب العراق، ثورة الكرامة، سبيلاً نمضي فيه لنصل من خلاله إلى تحرير العراق وإعادته إلى حضن أمته العربية.






الثلاثاء ٦ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو شام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة