شبكة ذي قار
عـاجـل










رمضان .... موعدك مع النصر يا بغداد

 

مآتم الظــــلم تتلوهن أعيادُ .... إياكِ أن تجزعـــي إياكِ بغدادُ

أمس استبد بأهليكِ الطغاةُ أذى .... وراح يمتــــحن الأحرارَ جلادُ

ما كان للظلم أن يمحو عقيدتَنا .... ولن يروقَ لـــــنا كفرٌ وإلحادُ

نهــــاية الظلم يا بغدادُ واحدة .... الله والحـــق والتاريخ أشهادُ

 

الظلم ظلمات يوم القيامة، والظلم مصرعه وخيم، وعلى الظالم تدور الدوائر، "فالعدل نظام كل شيء؛ فإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت؛ وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق، ومتى لم تقم بالعدل لم تقم؛ وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يُجزى به في الآخرة".

وإذا كانتِ الدولة الكافرة تقوم إن كانت عادلة؛ فكيف إذا كانت الدولة كافرة ظالمة مستبدة كحال أمريكا! وإن على أهل الإسلام أن يدفعوا الظلم، ويُظهروا العدل حسب الإمكان؛ فإن ذلك من أعظم أسباب النصر والتمكين، "فإن الإنسان إذا اتبع العدل نُصر على خصمه، وإذا خرج عنه طمع فيه خصمه".

أوليس مخزياً أن نرى بعض عبّاد الأصنام من مشركي الغرب يتحالفون على العدل، ونصرة المظلوم، ثم ترى في عرب اليوم ومسلمي هذا العصر من يؤيد هذا الظلم السافر من قبل علوج المحتل وأفراخ التتار ونجاسة المجوس.

إن علينا في هذه النازلة أن نتوكل على الله تعالى؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل، وأن نفعل الأسباب المشروعة والمقدورة في كل هذه الأزمة، فلا جدوى في العجز ولا في الجزع، فما كان في وسعنا من الأسباب فلا نعجز، بل نجتهد في تحصيله وفعله، وما لا طاقة لنا به فلا نجزع، وإنما نصبر ونحتسب تحقيقاً لقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله ما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان).

إن ما يحدث في العراق من ظلم فادح تقوم به قوى الباطل والطغيان، قوى الكفر والعصيان، يحفزنا في هذا الشهر الفضيل أن نواجهه ونقاومه متسلحين بإيماننا بالله وبقضيتنا وبحقنا في وطننا، وبحقوقنا المشروعة التي وهبنا الله إياها، وأن ندافع عن العراق ضد كل أشكال الظلم والبغي، وأن تطرد الاحتلال الأمريكي الفارسي البغيض، وأن نتمسك بثوتنا الباسلة التي أثبتت صدق منهجها الرباني لأنها على الحق، ولن تحيد عنه لأنها توكلت على الله الذي وعد عباده المؤمنين بالنصر والفوز.

إن علينا أن نحرص على تحقيق التوكل على الله تعالى وحده، فما لم يكن بالله لا يكون، ولا يكن حظنا من التوكل مجرد تنظير في حال الرجاء، فإذا جاءت هذه الأزمات اضطرب التوكل واختل الإيمان.

علينا أن نتأسى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كثرة تضرعه إلى الله -تعالى- ولجوئه إلى ربه، ومن ذلك الدعاء على أولئك الكفرة الظالمين؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو على المشركين بالهزيمة والزلزلة .

إن مناشدة ما يسمى بـ(هيئة الأمم) أو (المجتمع الدولي)، وأشباههما لا يجدي شيئاً وكما هو مُجرب، وما أشبه من المناشدة بالاستغاثة بالغريق أو السجين .

إن الخالق جل جلاله إذا اشتكى إليه المخلوق وأنزل حاجته به واستغفره من ذنبه، أيّده وقوّاه وهداه، وسدّ فاقته وأغناه، وأحبه واصطفاه.

اللهم عليك بالظالمين الذين يصدون عن سبيلك، ويبدلون دينك، ويعادون خلقك، اللهم خالف بين كلمتهم، وشتت قلوبهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم، وأدر عليهم دائرة السوء، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.




الثلاثاء ٦ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أذار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة