شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 361 من مجلة صدى نبض العروبة

البعث يواجه التحديات ببطولة

 

 

الرسالة الوطنية والقومية لا تتحقق بعمل سياسي تقليدي مقترن بالذكاء والحصافة لوحدهما لأن الرسالة القومية، وخاصة العربية، لها أعداءها التقليديين والجدد والمتجددين. فإرادة الأمة العربية تصطدم بإرادة الصهيونية العالمية حيثما نفذ العرب فعليا خطط بناء قوتهم لتحرير فلسطين وتصطدم بالإمبريالية المجرمة الجشعة حيثما مارس العرب استقلالاً سياسياً واقتصادياً حقيقياً. ان القناعة الراسخة على ان العرب لا يتحررون ولا يتقدمون الا بالنضال والتضحيات الجسيمة ليست نظرية ولدت على مكاتب للتفكير المجرد بل هي حقيقة مطلقة واقعية عاشها حزب البعث العربي الاشتراكي وعاشتها بدرجات أقل تتناسب مع حجم التحدي القومي الذي مثلته قوى قومية ومنهج دولة قومي كما حصل مع مصر عندما واجهت العدوان الثلاثي بعد اقدامها على تأميم قناة السويس مثلا.

إن الخمينية هي خطط متجدد للماسونية العالمية وخط هجوم جديد للإمبريالية والصهيونية ولذلك استخدمت الخمينية لوقف سير المشروع القومي البعثي في العراق وكان على العراق أن يقاتل إيران ثمان سنوات دفاعا عن سيادته ودفاعا عن الامة وحماية للمشروع القومي القائم بقوة واقتدار في العراق.

 لم يقاتل البعث في كل المعارك التي فرضت عليه لأنه يحمل عقيدة عدوان فالبعث ولد وترعرع وعرفه العالم حزباً للاستقلال والسيادة والحرية بل قاتل في كل المعارك التي فرضت عليه ليحمي ويديم زخم مشروع وحدة الامة وحريتها وتقدمها الناهض في العراق خلال حقبة سلطة البعث الوطنية القومية التي انتهت بغزو العراق واحتلاله.

لو كان نظام البعث نظاماً سياسياً قطرياً منغلقاً على نفسه لا تهمه حقوق الأمة ولا يتصدى بجدارة واقتدار لتحقيق وحدة العرب التي تبدأ بتحرير فلسطين ولو كان نظاما سياسيا يناور لتحقيق مكاسب قطرية ويغرق في هذه القطرية لما صار البعث وقيادته التاريخية الفذة هدفا للتآمر العلني والسري ولما أصدرت الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية ومعها ايران الطائفية الإمبراطورية ذات المشروع القومي الفارسي قرار تشكيل حلفها الذي ضم اكثر من ١٣٠ دولة وفقا لآخر الاعترافات الامريكية بجيوشها واعلامها واقتصادها وقدراتها الحربية الخرافية وغزت العراق الذي قاتل ببسالة دفاعا عن نفسه وخيارات شعبه ولا زال يقاتل الى الان رغم مرور ٢٠ سنة.

إننا نحن الجيل الذي عايش تجربة البعث في العراق لا نستغرب أبداً من الحملات الظالمة التي يتعرض لها البعث لأننا ندرك بعمق ان البعث حزب للنضال القومي التحرري وليس حزب سياسة تقليدية وندرك بعمق أيضا أسباب العدوان على دولة البعث داخليا وخارجيا وندرك دوافع ودواعي استمرار هذه الحملات الاجرامية لان الأعداء فهموا ان البعث طائر عنقاء وان موته محال وان تنازله عن عقيدته القومية الوحدوية التحررية النضالية محال أيضاً.

إن الكثير من السياسيين والإعلاميين والكتاب المعاصرين من راكبي موجة الاحتلال أو من الذين يسمون أنفسهم واقعيين هم واقعاً أعداء الامة وأعداء وحدتها وحريتها وتقدمها وكل طروحاتهم التي يراد منها شيطنة البعث وتحميله أخطاء لا يتحملها بل هي في واقع الأمر مواقف جبارة للبعث. فالحركات والأحزاب الرسالية قد ولدت وهي تعرف أنها لن تنام على أرائك السلطة. 




الاثنين ١٩ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة