الفساد في كل محافظات العراق زينب علي   إن الفساد من الجرائم التي تقف عقبة في سبيل تطور المجتمعات، وأن تفشيها في مؤسسات الدولة تعتبر من أشد العقبات خطورة في وجه التنمية، حيث إن الحق في مجتمع خال من الفساد يعد من الحقوق الأصيلة للإنسان لأن الحق في الحياة والكرامة والمساواة والحقوق والقيم الإنسانية الأخرى الأساسية تعتمد اعتمادا كبيرا على هذا الحق. في الأسبوع الماضي زار ما يسمى برئيس الوزراء محافظة نينوى والتقى مع المسؤولين في المحافظة، لكن الملفت للنظر أن مجموعة من الشباب التقوا به وقالوا له بالحرف الواحد أن لا يسمع للمسؤولين في المحافظة لأنهم لا يقولون الحقيقة لأن الفساد ينخر كل مفاصل الحياة في نينوى وأيدهم بعض أعضاء مجلس النواب وأكدوا له أي مشروع لا يعطى إلا بأخذ نسبة من 15-10 بالمئة للمسؤولين وهناك فساد بأعمال أعمار نينوى وكذلك في الأمن الغذائي وفي الصحة وغيرها وأكدوا أن الحكومة المحلية فاسدة من الرأس إلى الذيل، وهذا يتطلب تعزيز قيم الشفافية والنزاهة من أجل نشر ثقافة مكافحة الفساد وترسيخ أخلاق النزاهة، وهذا يستوجب رقابة فعالة لمكافحة الفساد. الفساد في كل المحافظات ولم يقتصر على محافظة معينة أثر على فئات الفقراء، المرضى، المهجرين، المعوقين، بالإضافة إلى شريحة النساء والأطفال، من تحويل الأموال المخصصة لمعالجة مشاكل تلك الفئات ومحاربة الفقر إلى جيوب الفاسدين من المسؤولين، ومن ثم مكافحة الفساد وحماية حقوق الإنسان مترابطان إلى حد كبير، وعندما تفشل الحكومة في استئصال الفساد فإنها تفشل أيضا في تنفيذ التزاماتها بتعزيز وحماية حقوق الإنسان. كما يعيق التنمية ويكسر هيبة الدولة.