شبكة ذي قار
عـاجـل










اسكات صوت الحرية العربية / اختطاف شبلي العيسمي

مهند أبو فلاح

 

في الرابع والعشرين من أيار/ مايو 2011 وبعد أقل من ثلاثة أشهر على اندلاع الثورة السورية المجيدة أقدمت العصابة الأسدية الخائنة عبر أدواتها العميلة في لبنان على اختطاف الأستاذ شبلي العيسمي، هذا الرجل الكهل الطاعن في السن، والذي أفنى زهرة شبابه مكافحاً بلا هوادة في سبيل الحرية، أيقونة الفكر البعثي الأصيل المتوهجة.

الأستاذ العيسمي ابن السويداء، عرين العروبة، في جبل حوران الأشم كان يشكل بتاريخه النضالي العتيد المعروف للقاصي والداني من أبناء شعبنا العربي السوري الحر الأبي عنواناً للتواصل بين الأجيال ومشعلاً يوحي بالأمل لكافة الأحرار في جميع ربوع هذا الوطن بإمكانية تشكل زعامة تاريخية حقيقة للحراك الشعبي في القطر العربي السوري بعيداً عن تلك الأجندة الخارجية التي أرادتها تلك القوى الإقليمية المعادية للأمة العربية والمرتبطة بمصالح الدوائر الصهيونية الحاكمة في تل أبيب.

كان رفيقنا المناضل في تلك الحقبة المبكرة من عمر ثورتنا المتقدة ضد الطغمة الحاكمة في دمشق الفيحاء محط أنظار كثيرين من الشرفاء في سهل حوران الشرارة الأولى لثورة الثامن عشر من آذار / مارس الخالدة، كما في جبل العرب المجاور له، حيث انعقدت الآمال عليه ليكون حلقة وهمزة وصل بين الثوار هنا وهناك بعيداً عن أي وصمة طائفية مشوهة يستخدمها أبواق سفّاح قاسيون لتلطيخ سمعة الثورة بالوحل وعزلها عن عمقها الجماهيري في تلك المناطق التي تتميز بلونها الطائفي المختلف عن السواد الأعظم في بلادنا الجميلة الغنّاء.

لذا لم يكن غريباً أن يبادر نظام بشّار وعصابته المجرمة إلى اختطاف رفيقنا ابن السويداء عرين العروبة وحاملة لوائها، لا سيما أنه في نظر العديد من الأوساط الثورية كان مقدراً له أن يلعب دوراً تاريخياً حاسماً في اضفاء صبغة وطنية عروبية قومية على ثورة شعب سورية عابرةً لحدود التقسيمات الطائفية المصطنعة من قبل أعداء العروبة والإسلام، على غرار ذلك الدور الخلاّق الذي لعبه بطل الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش في العام 1925 عندما هب شعبنا مطالباً بحريته ضد فرنسا الإمبريالية الكولينالية.

اليوم وبعد انقضاء اثنا عشر سنة على تلك الواقعة المؤلمة ما زال شعبنا بذاكرته الحية وعقله الجمعي يذكر رفيقنا المناضل الأستاذ شبلي العيسمي ويتطلع إلى تلك اللحظة التي يحقق فيها الحرية والخلاص والانعتاق من نير العصابة الأسدية كمحطة رئيسية لا غنى لنا عنها في نضالنا من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية التي آمن بها الرفيق شبلي العيسمي عضو القيادة القومية، وضحى من أجلها بالغالي والنفيس قربى لعيون سورية صانعة الكرامة والمجد لأمتنا العربية.






الثلاثاء ١٠ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة