شبكة ذي قار
عـاجـل










متى ستنتهي معاناة العراق وشعبه؟

خنساء الفارس

 

يواجه العراق اليوم أسوأ أزمة تهدد أمنه واستقراره، فالنظام السياسي الحالي وفساد الطبقة الحاكمة وبرلمانها وأحزابها وخاصة الأحزاب المغطاة بالدين هم من أوصل البلد إلى ما هو عليه الآن، فقد شهدت مدن العراق وخاصة المحافظات الجنوبية تظاهرات احتجاجية واسعة، ومثلت تلك التظاهرات الاحتجاجية نقلة نوعية كونها عفوية وغير منظمة من قبل الأحزاب والقوى سياسية، ومطالبها وطنية بحتة، وصرخة شبابها نريد وطن، فقد بدأت التظاهرات ضد الفساد وانعدام الخدمات الأساسية والنفوذ الإيراني والميليشيات المسلحة المدعومة من قبله، ولكنها جوبهت بعنف غير مسوغ من قبل قوات السلطة العميلة الفاسدة وحصدت أرواحاً بريئة برصاصها الغادر، فتحولت إلى رفض لمجمل العملية السياسية.

إن العراق اليوم وهو يرزح تحت سلطة نظام سياسي متصدع فاشل وأحزاب عميلة يعاني من أزمة حقيقية، بل أزمات، وهذا قد يهدد مستقبله ومستقبل أجياله إن لم يتم تغيير العملية السياسية برمتها، ونظراً لأن النظام السياسي الحالي في العراق لا يحكمه رئيس بمستوى المسؤولية، ولم يعد مركزياً وقوياً كما كان في السابق إبان الحكم الوطني، ونظراً لأنه متكون من ثلة ضالة من اللصوص والعملاء والخونة لن يكون لشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" وقع فعلي ومؤثر.

إن طبيعة النظام الحالي قائمة ومبنية على محاصصة طائفية عنصرية، فالوضع الراهن المعقد يعني أن أي حركة احتجاجية سيتم وأدها، فالحلول السابقة مثل إجراء انتخابات مبكرة لم ولن تؤدي إلى أي تغيير ملحوظ.

إن القوى السياسية الحاكمة وأحزابها، وخاصة المغطاة بالدين، المستفيدة من الوضع المتردي الراهن تسعى جاهدة إلى إعاقة أي محاولة اصلاحية أو تغيير جذري يهدد هيمنتها وتسلطها، فالإصلاح والتغيير لم يحدث إلا إذا كانت هناك قوى عراقية وطنية تدرك أن الوضع الراهن الخطير يجب ألا يستمر، وتقف وقفة مشرفة لإنقاذ العراق وشعبه من محنته وتنهي معاناته.






الثلاثاء ١٠ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة