شبكة ذي قار
عـاجـل










الخامس من حزيران نكسة أو هزيمة؟ أم؟

خالد مصطفى رستم

 

لمناسبة الذكرى السنوية لهزيمة الخامس من حزيران التي حدثت في عام 1967 علينا أن نستفيد من العبر التي ولدتها نتائج تلك الحرب

في الخامس من حزيران انتصر الموساد الصهيوني على شركائهم الأنظمة العربية فقد دخل العدو الصهيوني مسرحية أسماها حربا واحتل أراضي أضعاف مساحته وضد جيوش تعداد سكان دولها عشرات الأضعاف لتعداد سكانه...

الخامس من حزيران لم يكن هنالك حربا ولا حتى مناوشات بين الجيش الصهيوني والجيوش العربية... وإنما كان هنالك هزيمة وتسليم لأراض عربية ودون قتال...

5 حزيران مفتاح التداعي العربي ونمو العنجهية والاستكبار الصهيونية...

أقدمت الحكومة المصرية ودون استعداد لاحتمال الحرب وأغلقت مضايق تيران في البحر الأحمر وهذا يعني بالنسبة للعدو الصهيوني خنقه كليا وشل أي حركة له باتجاه آسيا وحتى باتجاه الدول الجنوبية من إفريقيا أي إعلان إضعافه مقدمة لانهياره...

الموقف العسكري قبل اندلاع الحرب:

(1) الجيش الصهيوني تعداده في الخدمة الفعلية 350 ألف جندي ولديهم أسلحة متطورة نسبيا عن كل ما تمتلك الجيوش العربية... وتدريبه أقل نسبيا من تدريب الجيش المصري إلا إنه جيد...

(2) الجيش المصري كان تعداده 250 ألف جندي ومنهم في اليمن 60 ألف جندي... تسليحه نسبيا جيد إلا أنه أقل بالكفاءة من تسليح الجيش الصهيوني ولكن تدريبه ممتاز...

- استطاع العدو الصهيوني ومنذ الساعات الأولى للمنازلة من تحييد القوى الجوية المصرية كليا حيث أقدمت طائراته على قصف الطائرات المصرية بكاملها على مدارج المطارات المصرية ( لم يكن مهيأ لهذه الطائرات ملاجئ) وبذلك حقق العدو الصهيوني على سيطرة مطلقة على أجواء العمليات القتالية...

(3) الجيش السوري كان تعداده لا يزيد عن 180 ألف مقاتل بما فيهم الخدمات... وتسليحه شرقي ولا يختلف عن تسليح الجيش المصري ولكن تداخل الانقلابات العسكرية (التي أستخدم الجيش فيها) مع السياسة واعتقال مئات الضباط البارزين والفنيين وتسريح المئات منهم وإحلال مكانهم ضباط عبر مهنيين ولا أكفاء (ولاؤهم سياسي ليس أكثر) قبل إعلان الحرب كان في في سجن المزة العسكري مئات الضباط الكفوئين وفي مقدمتهم المرحوم الفريق الركن البطل الرئيس أمين الحافظ واللواء البطل المرحوم فهد الشاعر والعقيد البطل المرحوم منير الجيرودي رئيس عمليات القوى الجوية إضافة إلى مئات الضباط الأكفاء الآخرين... وتقدموا بطلبات تطوع من داخل السجن للحرب في معركة الوطن وكنت معهم... ورفض طلبهم كل ذلك قلل من كفاءة الجيش الفنية وأضعفت تدريباته، وعلى الرغم من  وجود الموانع الطبيعية والمعدة في هضبة الجولان واستحالة خرق تلك المواقع فقد تم احتلال هضبة الجولان ومساحات شاسعة من الأراضي السورية بدون أن يخسر العدو الصهيوني جندياً واحداً من قواته وكل ما ذكر من شهود عيان أن الجيش انهزم بدون قتال وتعداد الذين استشهدوا في معركة مصيرية كهذه لا يزيد عن عدد الأصابع من الشهداء...

(4) الجيش الأردني (نوعية قتالية ممتازة) تسليحه جيد وتدريبه ممتاز ولكنه في تلك المعركة لم يكن مشارك في الحرب إلا بقوة رمزية، وكذلك القوات العربية الرديفة فقد كانت رمزية ولا تأثير لحجمها وقواها في موازين القوة... بالمحصلة ميزان القوة العسكرية تعداد وتسليح واستخبارات... وقوة جوية ودعم أمريكي غربي لهذا الكيان الصغير نسبيا كان أفضل من مجموع ما أعد للحرب في تلك الفترة من كل الوطن العربي... وبما معناه لم يكن العرب متوقعين الحرب ولا معدين لها ما تتطلب...

لماذا إذن أغلقت مضائق تيران ?

وقع هزيمة 5 حزيران/ يونيو 1967 على الأمة العربية خطير جدا، حيث استطاعت إسرائيل في حرب خاطفة لم تستغرق سوى ستة أيام، احتلال ما تبقى من فلسطين (الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة)، كما احتلت هضبة الجولان السورية المنيعة والغنية بينابيع المياه دون قتال، وصحراء سيناء المصرية.

في ستة أيام أصبح جيش الاحتلال الإسرائيلي يرابط على طول الضفة الشرقية لقناة السويس وعلي بعد 35 كيلومترا من دمشق.

الهزيمة لم تكن نتائجها فقط احتلال الأرض العربية بل كان وقعها كارثياً على الجماهير العربية فقد أضعفت المشروع القومي العربي الذي كان يقوده باقتدار الرئيس جمال عبد الناصر إلى مستوى خطير جدا وبحيث لا زالت نتائج ذلك ينعكس على حال الأمة العربية حتى يومنا هذا...

لقد بادر الرئيس جمال عبد الناصر في حينها إلى تحمل مسؤولية الهزيمة والاستقالة بعد توقف الحرب، لكن الملايين من جماهير شعبنا في مصر وفي الوطن العربي التي خرجت إلى الشوارع أجبرته على التراجع، في حين رفع نفسه وزير الدفاع في سوريا إلى رئيس بعد فترة.

ومن نتائج الحرب قبول العرب بالقرار الدولي 242 والذي يعني بمضمونه الاعتراف الكلي بشرعية وجود الكيان الصهيوني.

استعاد السادات سيناء بعد أن وقع اتفاقية العار (كامب ديفيد) ولا زال الجولان محتل من قبل إسرائيل حتى الآن وتجدد الهدنة تلقائيا كل عام.

بعد أن سمعنا بأخبار الحرب من الراديو تطوعنا من داخل سجن المزة (كنا مئات من خيرة ضباط الجيش العربي السوري معتقلين في سجن المزة العسكري في حينها) ولكن لم نتلق أي جواب.

الشيء الخطير في مجريات حرب 67 .

الهزيمة لم تكن نتائجها فقط احتلال الأرض العربية بل كان وقعها كارثياً على الجماهير العربية فقد أضعفت المشروع القومي...

رحم الله شهداء الأمة العربية

الخزي والعار للخونة والمتخاذلين.






الاثنين ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خالد مصطفى رستم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة