شبكة ذي قار
عـاجـل










حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني تاريخ نضالي حافل

مهند أبو فلاح

 

يتمتع حزب البعث في القطر الأردني بتاريخ نضالي عريق يمتد إلى عشرات العقود منذ العام ١٩٤٧ حينما شارك مجموعة من الطلبة الجامعيين الأردنيين الدارسين في القطر السوري في المؤتمر التأسيسي الأول للحزب الذي عقد في دمشق الفيحاء في شهر نيسان / أبريل من العام ١٩٤٧.

وتأسس فعلياً أول فرع للحزب في الوطن العربي خارج سورية في الأردن منذ ذلك الحين بفضل هؤلاء الطلبة الذين شكلوا الرعيل الأول من البعثيين المناضلين والذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل حصول البعث على الترخيص القانوني لمزاولة نشاطه في المملكة الهاشمية، وهو الأمر الذي تحقق بعد جهد جهيد وعناء شديد عبر قرار صادر عن محكمة العدل العليا في العام ١٩٥٤.

خاض البعث نضالاً جماهيرياً مريراً مستميتاً من أجل تخليص الأردن وتحريره من قيود التبعية الإمبريالية البريطانية، فسير المظاهرات الشعبية العارمة ضد حلف بغداد في العام ١٩٥٥، وقدم كوكبة من الشهداء، وأسهم بشكل فعال في خلق رأي عام مناهض للنفوذ البريطاني داخل القوات المسلحة الأردنية من خلال تنظيم الضباط الأحرار مما ساعد العاهل الأردني الراحل الملك حسين على اتخاذ قرار تاريخي في غرة آذار / مارس من العام ١٩٥٦ بتعريب قيادة الجيش الأردني وتخليصه من الضباط الإنجليز وعلى رأسهم الجنرال كلوب.

شارك حزب البعث في الحياة السياسية العامة من خلال الانتخابات النيابية التي أجريت في العام ١٩٥٦ وتمكن من إيصال عدد من أعضائه إلى قبة البرلمان ليسهم لاحقاً في تشكيل أول حكومة حزبية في تاريخ الأردن وعبر حصوله على حقيبة الخارجية  .

 

دعم البعث في القطر الأردني بقوة مسيرة الكفاح المسلح للشعب العربي في فلسطين، وقدم كوادره الدعم اللوجستي والإسناد للثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت في مطلع العام ١٩٦٥ وتعرض البعثيون في ضفتي نهر الأردن لحملات اعتقال رهيبة في نيسان / أبريل من العام ١٩٦٦ في أعقاب الردة الشباطية التي حدثت في القطر السوري الشقيق والتي شكلت مقدمة تمهيدية لنكسة حزيران / يونيو في العام ١٩٦٧.

انخرط البعثيون الأردنيون بكثافة في صفوف الثورة الفلسطينية في أعقاب نكسة حزيران ١٩٦٧ وشاركوا في تأسيس جبهة التحرير العربية ورفدها بالفدائيين الأبطال،  وخاضوا غمار الكفاح المسلح جنباً إلى جنب مع قطعات الجيش العراقي الباسل التي تواجدت في الأردن في أعقاب عدوان الخامس من حزيران ١٩٦٧ وقدموا الشهداء والجرحى دفاعاً عن الثورة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني المتكرر على الضفة الشرقية، وشاركوا في عمليات المقاومة في الضفة الغربية وصولاً إلى الدفاع عن الثورة الفلسطينية وحركة المقاومة في أيلول / سبتمبر من العام ١٩٧٠.

أسهم البعثيون في الأردن في مؤسسات المجتمع المدني عبر النقابات المهنية والروابط الثقافية، فكان لهم حضور فاعل مؤثر في مجالسها وعبروا تعبيراً صادقاً عن توجهات الشعب الأردني القومية العروبية الأصيلة، وقدموا الدعم والإسناد لقضايا الأمة العادلة وفي طليعتها قضية فلسطين، ولعبوا دوراً بارزاً في تعبئة الشارع الأردني لمساندة العراق في قادسية صدام المجيدة وشاركوا في هبة نيسان المجيدة عام ١٩٨٩ التي عجلت في عودة الحياة السياسية العامة إلى الأردن ، وشارك البعثيون في أول انتخابات تشريعية تجرى بعد ذلك في أواخر العام ١٩٨٩ وتمكنوا من الحصول على عدد من المقاعد في البرلمان الأردني.

وفي العامين ١٩٩٠ و ١٩٩١ تمكن البعثيون مرة أخرى من تعبئة الشارع الأردني دعماً واسناداً لعراق البعث الشرعي الأصيل في مواجهة العدوان الثلاثيني الغاشم  في صفحة أم المعارك الخالدة وما تلاه من حصار غاشم ظالم عبر الأطر النقابية واللجان الشعبية، ولم يكد يطل العام ١٩٩٢ برأسه حتى تمكن البعثيون من ترخيص حزبهم المقدام في القطر الأردني قانونياً مرة أخرى، ليعود إلى مسرح الحياة السياسية من أوسع أبوابها بما يتناسب مع الدستور الأردني، ويشارك بعد ذلك في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام ١٩٩٣ ثم في العام ١٩٩٧ ويتمكن من إيصال أحد مناضليه الى مجلس النواب الأردني لدورتين متتاليتين  .

وبالرغم من غزو واحتلال القطر العراقي الشقيق في سنة ٢٠٠٣ واصل البعث نضاله القومي داخل القطر الأردني وانخرط في الحراك الشعبي الجماهيري السلمي منذ العام ٢٠١١ مطالباً بالإصلاح السياسي الشامل، وكان لرفاقنا صولات وجولات في هذا الميدان عبر المشاركة في العديد من المسيرات الجماهيرية  .

وفي العام ٢٠١٥ تمكن الحزب من توثيق أوضاعه قانونياً استجابة لمتطلبات قانون الأحزاب الجديد، وهذا ما تكرر في العام الحالي ٢٠٢٣ في المؤتمر العام العاشر رغم كل العقبات والعراقيل التي وضعت في طريقه ليبقى البعث في الأردن عنواناً للنضال القومي من أجل قضايا الأمة المصيرية.






الاثنين ١٦ ذو القعــدة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة