افتتاحية العدد 369 –مجلة صدى نبض العروبة

ضجيج الخونة وعار الخيانة

أحد المعممين ذاع صيته بعد غزو العراق واحتلاله، اعترف في برنامج تلفازي علانية بعلاقته مع الأمريكان حيث زاره جي غارنر ومن بعده بول بريمر ومن ثم تم توظيفه من قبل الأمريكان وفق منظومة فلسفية عجيبة هو اخترعها مفادها (أنتم تبنون العراق وأنا أبني العراقيين)، ولم يفكر باني العقول كثيراً ولم يتردد لحظة واحدة في الاعتراف بخيانتة وكان حصنه الحصين الذي تمترس خلفه متوهماً أنه سيقيه عذاب الدارين هو أن الأمريكان هم الذين زاروه وطلبوا انضمامه إليهم وليس هو من ذهب إليهم!

 ومثله المعمم حسين الصدر الذي (تشرف) بعناق الأمريكان علناً وعلى رؤوس الأشهاد وعمق صلته بهم عبر موائد طعام عامرة على قاعدة ترصين الصلة بـ (الزاد والملح) وتيمناً بالسبق الذي فاز به أحد وجهاء قبيلة بني حسن الذي عرض على بريمر عندما زارهم في مضيف المشيخة أن يزوجه عراقية لترصين العلاقة قبل أن تصل سيوف حق المقاومة لتقطع رقبة ذاك الأفاك الحقير.

نحن نعرف طبعاً أن هؤلاء وامثالهم قد قبلوا بالغزو وقدموا له العون وثبتت أقدام الاحتلال وتبنت العملية السياسية، وكتبنا عن هذا كثيراً، والعراقيون والعالم كله يعرف دور هؤلاء وأمثالهم من جنودهم المتمثلين بحزب الدعوة الإيراني وعائلة الحكيم الفارسية ومقتدى الصدر وفيلق الغدر الذي يتصدره مرتزق إيران المدعو هادي العامري وغيرهم.

  وهؤلاء الذين يملئون الدنيا ضجيجاً  إلى يومنا هذا كانوا جنوداً مرتزقة عند المشروع الإيراني وليس لغرض استلام سلطة في بلد سيد مستقل وهم كلهم بلا استثناء كانوا هدفهم احتلال العراق، وكان الغزو الأمريكي سفينة نوح التي أقلتهم إلى سلطة احتلال إيراني.

أما أسباب ضجيجهم وصخبهم الإعلامي فهي كثيرة ومتعددة الأسباب والأغراض غير أن القاسم المشترك الأعظم بينهم هو أنهم يظنون واهمين أن اعترافهم بجرائمهم وعمالتهم وخيانتهم سيخفف عنهم وطأة جرائمهم وحماقاتهم التي نتج عنها عراق محتل ممزق منهوب يسوده الفساد ويتحرك بعوامل فساد لم يشهد لها العالم مثيل.