افتتاحية مجلة صدى نبض
العروبة- العدد 370
التشكيلة
العجيبة لقوى العملية السياسية وتمثيلها الطائفي والديني والعرقي والعشائري وطبيعة
العلاقات القائمة بين هذه الأطراف المتناقضة تشي بل تفضح طبيعة العملية السياسية وأهداف
تشكيلها أمريكياً وإيرانياً، وأهم هذه الأهداف هو إبقاء العراق مضطرباً بلا سيادة أو
بسيادة شكلية مظهرية وعلى حافات التقسيم.
والطبيعة
المعقدة للقوى المنضوية في عملية الاحتلال السياسية تقتضي التعامل الباطني لكل منها
واعتماد المكر والدهاء والخبث، فضلاً عن الاستعداد للاقتتال وإسالة الدماء بينها البين
إضافة لاستعدادها لقتل الشعب.
إن
هذه القوى هي قوى تلتقي بهدف إيران المعلن، وهو مشروعها الطائفي، إلا أنها تختلف إلى
حد الاستعداد للاقتتال من أجل مصالحها الشخصية والحزبية والفئوية.
إن عامل
التنافس للاقتراب من المنهج الفارسي هو أحد عوامل الاقتتال والتنافس غير البناء، إذ
أنه عامل إخراج هذه القوى من إطار الوطنية ويدفعها ويحرضها ويكرس عمالتها وخيانتها
للعراق وعدائها لشعب العراق وتوريطها لمن تجبره أو تغرية أو تحرفه للانضمام إليها.
إن الأفاعي
التي قبلت بالغزو وانضوت تحت عمليته السياسية لا تعرف الصدق ولا الصراحة، ولا تعرف
شيئاً اسمه مصلة شعب ووطن، بل يهمها حماية حضورها في العملية السياسية لتضمن انسياب
وتوسيع مكاسبها ومنافعها المختلفة.
العملية
السياسية في جوهرها صراع تستحضر فيه كل الأطراف المكر والحيل والدهاء والخبث والتآمر،
وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيران والكيان الصهيوني بحفظ مسارات هذا
الصراع وتوجيهه تكتيكياً واستراتيجياً لكي يبقى دور أطراف العملية السياسية محدداً
ومعرفاً في إبقاء الوضع السياسي قلقاً والأمن قابلاً للاختراق، والمال العام المسموح
به من قبل دول إدارة الاحتلال يتحرك بيد هذه الأطراف داخل وخارج العراق.
العملية
السياسية عملية احتلالية وافقت أطرافها على إبقاء احتلال العراق إلى أمد طويل ووافقت
على إبقاء مشروع تفتيت العراق حاضراً ضمن توازنات حراكها، ورهانها الأعظم خداع العراقيين
مذهبياً وعرقياً وهذا السلاح الخائن لا يمكن الركون إليه، فإرادة الشعب لا تحسب بحسابات
تلفونات عمار الحكيم ونوري المالكي والحلبوسي وهادي العامري.