افتتاحية العدد 374 – مجلة صدى نبض العروبة

ثورة تموز ١٩٦٨ حدث وطني وقومي خالد

رغم إن صوتنا الآن، وهو صوت الحق والحقيقة المطلقة، يراد له أن يضيع في زحام الادعاءات المزيفة وبحار من تشويه السمعة والشيطنة الظالمة المستندة الى مكر الماكرين وكيد الكائدين من أعداء ثورة تموز المحليين والخارجين، الا اننا نثق يقينا بأن التاريخ والشرف عصي على التغييب والاغتيال المتأتي من بؤر الغدر والخيانة والجاسوسية والحقد الأسود.

إن صراع ثورة تموز كتاريخ مشرق في سفر العراق والأمة العربية لا زال وسيبقى مستمرا شرسا مع غزو العراق واحتلاله الذي تم بقوة غاشمة للولايات المتحدة الأمريكية ومعها تحالف شرير مجرم مما يزيد على ٣٠ دولة بل ويتصاعد مع تقادم زمن الاحتلال الذي مضى عليه عشرون سنة لأنه صراع حق مع باطل وصراع إرادة شعب مع القوة الغاشمة التي سلبت سيادة العراق وأوقعت فيه وبشعبه خسائر كارثية. إنه الصراع بين ثورة بنت العراق بناء عملاقا وطورته وصنعت كل مقومات تقدمه ورقيه المتواصل والمتصاعد مع غزو همجي وحشي أرجع العراق الى عصور الظلام والجهل والتخلف.

إن غزو العراق كان في جوهره وحقيقته غزوا لإنجازات ثورة تموز الوطنية والقومية التي سجلها العراقيون في ضمائرهم بحروف من نور وذهب وثبتوها بصلادة لا تضاهيها حتى صلادة الماس وهذا هو سبب فشل الغزو في تحقيق كامل أهدافه لحد الان واضطراره لتغيير تكتيكاته واستراتيجيته في العراق بما في ذلك تسليم العراق لإيران كدولة احتلال تؤدي واجبات الاحتلال الأصلي بالوكالة وبالنيابة. جاء الغزو ليئد ثورة تموز ويغيب منجزاتها التاريخية وينهي دورها الفاعل النافذ في جعل العراق دولة محورية عربيا وإقليميا.

 الغزو والاحتلال أكد تاريخية ثورة تموز في حياة العراق والأمة العربية وقدم الأدلة القاطعة على ثبات الثورة على حقوق العراق وشعبه وعلى حقوق الأمة ورفضها القاطع لأية مساومة لا على دور العراق وسمعته وشرف موقفه ولا على حق العرب في فلسطين وكل الأرض العربية المسلوبة ولا على حق العراقيين والعرب في امتلاك العلم والتكنولوجيا واستثمارها بكل فوائدها وقنواتها لبناء وطن عزيز شامخ متقدم ينتج العلم والاختراعات ويجسر الفجوة بينه وبين شعوب الأرض المتقدمة.