شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 375 – مجلة صدى نبض العروبة

ثورة ١٧-٣٠ تموز هي الثورة العراقية البيضاء الوحيدة

 

 هي بيضاء لأنها تجنبت عند تفجيرها وبعد نجاحها سقوط قطرة دم عراقية واحدة على خلاف الانقلابات والثورات التي سبقتها التي سالت اثناءها وبعدها أنهار من الدم العراقي. والبيضاء هنا ليست كلمة عابرة بل هي منهج سياسي جديد تولى تنفيذه حزب البعث العربي الاشتراكي ومضامينه العظيمة تتلخص بوقف نزف الدم العراقي الناتج عن الصراعات السياسية المريرة والدموية بين القوى السياسية وفتح صفحة جديدة ينتفي فيها الثأر السياسي المترافق مع القتل والعدوان على الحياة والاحتقان والسلبية والانتقال بالعراق إلى  حياة الاستقرار والبناء والمشاركة الديمقراطية في إدارة البلاد من قبل كل القوى السياسية عبر ائتلاف وطني قومي لهذه القوى. لذلك فتح الثوار صدورهم بعد نجاح الثورة لكل القوى السياسية وتشكلت جبهة وطنية قومية ومنها تشكلت وزارة وبدأ العراق حقبة جديدة مغايرة تماما لما كان قبل فجر ١٧ تموز ١٩٦٨. ولو ان القوى السياسية التي ائتلفت في تلك الجبهة قد صفت نياتها الوطنية وغادرت أنانيتها وسقوطها تحت وطأة القرار الأجنبي ولو انها مارست الصدق والنبل والشرف في تعاطيها مع واجبات الائتلاف الوطني وعدم لجوئها إلى  حفر خنادق خاصة بها تتخندق بها وكأنها معارضة وهي في قلب السلطة ومنتقدة وهي شريك افتراضي في الإنجاز ولو انها لم تلجأ للصيد غير الشريف في مياه الجبهة لكان للعراق شأن آخر ومسار للمعالي المرتكزة على استقرار سياسي وحياة ديمقراطية حقيقية ناتجة عن تفاعل الارادات الصادقة. وقد كان للشيوعيين دور أساس في تقويض المنهج الديمقراطي للثورة وتهديم البناء الذي خطط له البعث وقدمه بعد خمس سنوات من نجاح الثورة على طبق من ذهب لهم ولغيرهم من الأحزاب والقوى السياسية. 

 لقد خطط البعث لحياة بيضاء في ظل الثورة وكان تخطيطه جديا وصادقا لكن البعض لم يستطع الخروج من شرنقته وضيق أفقه وقصر نظره ولم يصدقوا ان البعث في جوهره حزب قومي أصيل في رؤاه الديمقراطية وصادق في توجهاته. البعض لم يستطع فهم فكرة الحزب القائد واستكثرها على منفذ الثورة والداعي للجبهة وبانيها وتمسكوا بفكرة الأحقية في الصدارة فجروا العراق وشعبه وجروا أنفسهم إلى نهايات ضاعوا فيها وتحولوا إلى ذيول وتابعين يمسحون اقدام الامبريالية ومارينز جيوشها وهم الأدعياء بأنهم الامميون والاشتراكيون! لقد استكثروا على البعث أن يكون قائد الإنجاز فصاروا بعد ٢٠٠٣ عبيدا للاحتلال وجزء من أفسد منظومة سلطة عرفها العالم. والمؤكد ان هناك من شارك الشيوعيين هذا المسلك المهين فغاص في متاهات ما يدعي انه معارضه لكنه في جوهره وحقيقته عمالة وخيانة وتجسس.






الخميس ٩ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة