شبكة ذي قار
عـاجـل










الهجرة النبوية استلهام للعبر والعظات

زينب علي

 

السيرة النبوية منهج يتجاوز التاريخ ويجدد الإيمان في القلوب وتتجدد به الحياة، الهجرة النبوية هي حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عند المسلمين، ويقصد بها هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه من مكة إلى  المدينة، بسبب ما كانوا يلاقونه من أذى وعذاب من زعماء قريش خاصة بعد وفاة أبي طالب .

اعتبار الهجرة موقفا فارقا بين مرحلتين وأنها أساس الولاء، لقد تحقق للرسالة الإلهية في مكة ما أراده الله من الإعلان وانتشار خبرها في الجزيرة، ولأن مجتمع مكة فشل في حمل الرسالة ونيل فضلها إذن الله لرسوله بالهجرة فقال تعالى(فتول عنهم فما أنت بملوم) سورة الذاريات-آية ٥٤ وكان لابد من مجتمع حاضن للرسالة وناصر لها، بدلا عن مجتمع مكة فاز بذلك الشرف مجتمع المدينة، الذي كان مجتمعا معطاء مجتمعا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله(إنَّكم لتَكْثُرون عند الفَزَع وتَقِلُّون عند الطَّمَع) هذه أهم مواصفات المجتمع الحاضن للرسالة والناصر لها، ورتب الرسول صلى الله عليه وسلم خروجه إلى المدينة مع صاحبه ورفيق دربه أبو بكر الصديق رضي الله، وأختار الإمام علي عليه السلام ليكون أول من يفدي النبي بنفسه ،  وتوجه النبي صلى الله عليه وسلم  بحس أمني عال في غير إتجاه المدينة بعد أن وصل الحال بقومه إلى التآمر على قتله. خرج وكله ثقة بالله، وفي أصعب الظروف عند الاحتماء بالغار وهو يقول لصاحبه ما جاء بالقرآن الكريم (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) ما أعظمها من كلمة وهو يحمل رسالة الله للعالمين؛ فلم يطلب من الله الحرس ولا الجيوش ولا الأمن والمخابرات ولا الأموال، ولم يتذمر ولم يقلق؛لأنه يشعر أن الله معهما، ومن كان الله معه فهو في أمن وآمان، ووصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ليستقبله مجتمع المدينة المعطاء بكل ترحاب وافتخار مرددين:

طلع البدر علينا      من ثنيات الوداع 

وجب الشكر علينا   ما دعا لله داع  

التعبير عن الفرح بمقدمه إلى المدينة صورة من صور الحب للقيادة والوفاء للمبدأ.

وهكذا يغلب مكر الله كل مكر،وينصر الله الدين رغم كل محاولات الطغاة على طمسه واطفاء نوره(ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) سورة التوبة- آية ٣٢.

وواقعنا في العراق هجرة وتهجير ومعاناة منذ عقدين من الزمن وتتمثل في قتل النفس ونهب المال واحتلال البيوت والمزارع وطمع رؤساء الأحزاب والميليشيات في مال وحلال الآخرين من أبناء الشعب العراقي المظلوم. علما هناك مهجرين في داخل العراق قسراً من مناطقهم مثل أبناء جرف الصخر وغيرهم، مضاف لذلك الهجرة خارج الوطن وهم في شتات الأرض في معاناة لا توصف وبعضهم وهم في غربتهم تم الاستيلاء على أملاكهم، ومن يقوم بهذه الأعمال يدعي الإسلام ويستقبل العام الهجري بالعويل والبكاء والبذخ في الطبخ وغيرها للحسين وأهله والحسين منهم براء، إن الهجرة تحاكم مواقفنا لنعلم أين نحن من ميراثنا وتراثنا.






الخميس ٩ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة