شبكة ذي قار
عـاجـل










إيران تختبئ خلف روسيا والصين استراتيجياً.. كيف؟

د. أبا الحكم

 

يُعْرَفُ عن الفرس بأنهم لا يجرؤن الحرب في المقدمة، إنما يساهمون في مخطط غيرهم للوصول الى اهدافهم الاستراتيجية.. فما هي شواهد التاريخ على ذلك؟

1-  إيران لا تجرؤ على حلحلة دعامة حدود واحدة بينها وبين العراق، ولا تجرؤ ان ترسل باخرة او زورق الى ميناء المحمرة على شط العرب، (مسموح لإيران حسب اتفاقية أرضروم كيلومتران فقط لرسو البواخر التجارية والزوارق في هذا الميناء بعد الحصول رسمياً على موافقة المسؤولين في ميناء البصرة).

2- إيران ساعدت امريكا في احتلالها أفغانستان.

3- إيران ساعدت امريكا في احتلالها العراق وشاركت في تدميره ونهبه.

4- إيران ساعدت روسيا في حربها على اوكرانيا بالمسيرات والصواريخ البالستية والاعتدة كما ساعدتها لوجستيا في مسائل الامدادات وساعدتها في ابرام عقود مع عناصر الحشد الشعبي للحرب في اوكرانيا وفق مخطط تنظيمات (فاغنر) التي تتصدر وحدات الجيش الروسي الآن.

5- إيران ساعدت روسيا للوصول الى تنظيم (الردع السريع) الذي يقوده حميدتي في السودان الذي يستحوذ على مناجم الذهب والمشاركة في الاستثمارات، ومقاربة التدخل مؤكدة (روسيا- فاغنر- إيران- الاخوان) في الحرب القائمة في السودان.

6- إيران تدعم التوغل الروسي في القارة الافريقية وخاصة في دول الساحل الافريقي.

7-  إيران تقدم تسهيلات لوجستية للشركات الصينية في ضوء اتفاقية الـ(25) عاماً التي عقدتها مع الصين في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتقنية والثقافية وتنفيذ خطة الشراكة الاستراتيجية والمساهمة في مشروع الحزام والطريق الصيني للوصول الى المناطق الحيوية في الشرق الاوسط والمنطقة العربية على وجه الخصوص، فضلا عن الوصول الى دول الساحل الافريقي.. وتظهر إيران وهي تقدم خدماتها لمسيرة الصين الاستراتيجية لغرض تحقيق اهدافها الفارسية التوسعية ببلوغ سواحل البحر المتوسط وحافات الساحل الافريقي.

8- إيران تتحاشى إرسال جيوش وقطعات عسكرية عند تمددها وتوسعها الإقليمي، إنما تدعم عناصر وقوى محلية في بلدانها بالسلاح والعتاد والاموال والتوجيهات يقودهم مستشارون عسكريون من الحرس الايراني.. هذه العناصر والقوى المحلية تصنع منها إيران أذرعاً ميليشياوية مسلحة تعمل على تنفيذ استراتيجية الدولة الايرانية (جنوب لبنان – حزب حسن نصر الله) و (سوريا- مليشيات لبنانية وعراقية) و (اليمن- الحوثيون) و (العراق- مليشيات الحشد الشعبي المسلحة).. فيما تؤسس إيران خلايا طائفية وعنصرية في عدد من الاقطار العربية.

9- إيران رغم انها بارعة في تنفيذ سيناريو (صراعها) مع امريكا و(اسرائيل) إلا انها فاشلة في إثبات تعاطيها مع القضايا العربية والاسلامية وخاصة تعاطيها مع حماس والجهاد الاسلامي على حساب القضية الفلسطينية.

10- إيران فاشلة في التعاطي الانساني والاعتباري والاخلاقي حين (تقايض) البشر بصفقات إطلاق أموال مجمدة وبطريقة بشعة ومذله ولاإنسانية.. تلقي القبض على السواح الاجانب والموظفين العاملين في المنظمات الدولية لدى إيران رسمياً وتتهمهم بأنهم (جواسيس) وتعدم بعضهم بدم بارد وتحكم على البعض الآخر بالسجن المؤبد.. ثم (تقايض) بعد حين دول هؤلاء السجناء فرنسا وبريطانيا والمانيا وامريكا والدانيمارك وفنلندا – على إطلاق سراحهم بإطلاق اموالها المجمدة او إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح أحد جواسيس إيران الرسميين لدى أحد الدول الغربية.

11- صفقات (المقايضة) التي تتم بين إيران والدول المذكورة يتحملها العراق وكوريا الجنوبية.. ومؤخراً دفع العراق مبلغ (6) مليارات دولار ودفعت كوريا الجنوبية (8) مليارات من الاموال المجمدة الخاضعة للعقوبات الامريكية، ولكن لماذا يدفع العراق وتدفع كوريا الجنوبية من أموال شعبها؟

التحليل المنطقي والموضوعي يؤكد على التخادم الامريكي الايراني.. هذا التخادم أو التوافق الاستراتيجي موجهاً ضد الأمة العربية بكل اقطارها وبدون استثناءً.. والتخادم الثنائي يعني: تدمير وتهجير وتغيير بنى الاقطار العربية برمتها مقابل السكوت على النهب والسلب والتمدد والتوسع الفارسي شريطة عدم المساس بالمصالح الامريكية والاوربية على الأرض وفي الخلجان والبحار العالية.. نكثت إيران بالتزاماتها فتوجب تقليم اظافرها وقلع مخالبها في العراق ولبنان وسوريا واليمن ومنع تطاولها على حرية الملاحة العالمية.. وهذا لن يلغي التوافق الاستراتيجي وشروطه السابقة المتفق عليها، لأن المهمة الخاصة بالمشروع الأمريكي لم تنتهي فصولها بعد.

الحشود العسكرية الضخمة في العراق والوجود البحري العسكري الامريكي في الخليج العربي والطيران العسكري المكثف المراقب لحركة السفن العالمية، هي في حقيقتها (للردع الاقصى) وليس لدخول الحرب، كما إنها لمنع تمدد روسيا والصين بمعاونة إيران نحو المنطقة التي تعد منطقة مصالح حيوية امريكية (حسب مبدأ جيمي كارتر) ومنطقة أمن قومي أمريكي (حسب مبدأ ريغان) من جهة، ومنعهما من التوغل صوب دول الساحل الأفريقي وإشعال النيران فيها والاستيلاء على مناجم الذهب في السودان ومناجم اليورانيوم في النيجر والمعادن النادرة التي تدخل الصناعات الحربية الحيوية من جهة أخرى .

القرار الامريكي استراتيجي حيال روسيا والصين وإيران تختبئ خلفهما وتخدم فعالياتهما العسكرية واللوجستية ومنها خدمات تنظيمات فاغنر في سوريا والسودان وفي عمق القارة الافريقية.

 

 

 

 






الخميس ٧ صفر ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أب / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة