شبكة ذي قار
عـاجـل










صفات البعثي

من هو البعثي وما هي شروطه وصفاته؟

 

لقد جاءت فكرة هذه المقال لتحديد مفهوم البعثي بعد أن كثر المدعين بالبعثية نابعة عن نوايا، منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي، إيجابي نتيجة إيمان الفرد بالقومية العربية والمشروع النهضوي لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا لا يعفيه من أي نتائج سلبية قد تنتج عن ادعائه بأنه بعثي، وهناك نوايا سلبية تهدف إلى بث بذور الفرقة بين البعثيين وتشويه فكر البعث، وقد يصل إلى محاولة من خلال هذا الادعاء إلى اختراق صفوف البعثيين لجمع معلومات يهدف إليها، وهذه النوايا لا يمكن اعتبارها إلا جزءاً لا يتجزأ من مشروع الاجتثاث الذي سعت إليه الإدارة الأمريكية الصهيونية وعملاؤها الصغار في العراق والوطن العربي.

 

فمن هو البعثي؟ وما هي الشروط الواجبة توفرها فيه؟

البعثي هو ذلك الفرد العربي المنتمي إلى البعث العربي الاشتراكي وتوفرت فيه الشروط الواجب توفرها وهي:

أولاً: أن يكون منتمياً إلى البعث العربي الاشتراكي، ويعني الانتماء بمفهومه البسيط الارتباط والانسجام والإيمان مع المنتمي إليه وبه، وعندما يفتقد الانتماء لذلك فهذا يعني أن به خللاً، ومع هذا الخلل تسقط صفة الانتماء، ومن خلال التعريف السابق يجب على البعثي أن يكون أحد الأعضاء العاملين في حزب البعث العربي الاشتراكي والمقصود بالعضوية العاملة هي العضوية التي ينالها المنتمي للبعث بعد أن يتجاوز مرحلة المؤيد، النصير، النصير المتقدم، والعضو المتدرب.

ثانياً: على البعثي أن يرفض كافة أشكال الطائفية والمذهبية والإقليمية والقطرية والمحسوبية والمنسوبية والوصولية، وهو ما أسماه القائد المؤسس بالعربي الجديد حيث تحدث خلال اجتماع في مكتب الحزب عام 1950 قائلاً: إن (عضو البعث العربي إذن في نظرنا هو العربي الجديد، العربي الصالح، العربي المستقيم الفكر والخلق، الذي فهم بالتجربة والخبرة والتفكير الحر المستقل، أن العروبة لا يمكن أن تتحقق إلا على ضوء نظرية واضحة منسجمة متينة الأسس الفكرية متحققة في عمل واعٍ نشيط. هذا العربي الجديد هو الذي ننشده وهو الذي نخاطبه).

نقول لمناضلي البعث الشجعان ولفرسانه الصامدين في ميادين المنازلة التاريخية الكبرى في قطر العراق الأشم، فلا مكان في حزب الرسالة للطيرة، ولا مكان في حزب الرسالة للتشاؤم، ولا مكان في حزب الرسالة لليأس والقنوط، ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للعنصرية والطائفية والقبلية والإقليمية والعائلية، ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للمحسوبية والمنسوبية والوصولية، ولا مكان في حزب الرسالة اليوم للتردد والتراجع والتقهقر، وإنما هو ثورة كبرى شاملة وعميقة يحرق لهيبها كل الصفات الذميمة الرديئة المتخلفة السيئة في نفوس وضمائر أبناء البعث ورجاله، لكي ينير للصفات الحميدة الكريمة الشريفة في نفوس وضمائر أبنائه فيثورها وينورها ويفجرها عطاءً وإبداعاً فتزدهر وتثمر عطاءً سخياً لا ينضب، فالبعث عزم وحزم وأقدام وعطاءً ثر ومتجدد واستبسال وفداء وحمية وفروسية وبطولة وصدق وإخلاص وأمانة، والبعث إيثار ومحبة وتسامح، والبعث إيمان عميق بالنصر حد إيمان عين اليقين وتفاؤلاً بالخير واستبشار بالنصر على الدوام حتى يأتي الله بنصره وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، هذا هو بعث العروبة ورسالتها الخالدة قد جاء منذ يومه الأول ثورة شاملة وعميقة لتحقيق التغيير الجذري والشامل في حياة الأمة وواقعها المر المتخلف المريض.

ثالثاً: البعثي هو من يتسلح بالفكر والإيمان والقوة ويعمل على تجسيد فكر البعث من خلال فعله وتصرفاته أي كما وصفه القائد المؤسس بأنه الصورة الحية للأمة خلال حديث في مدرسة الإعداد الحزبي بتاريخ 12/2/1975 قائلاً: (البعثي يذهب إلى جموع الجماهير من أبناء شعبنا، لا يذهب إليهم ليعلمهم وإنما ليشاركهم.. لا يذهب إليهم ليلقي درساً نظرياً ثم يرجع، وإنما ليقرن الفكر بالعمل وبالممارسة. لا يشاركهم في بعض نواحي حياتهم وبتحفظ في نواح أخرى، لا يكشف لهم عن نواح في شخصيته ويخفي نواحي أخرى، إذا كان يريد أن يحدث ثورة وانقلاباً في حياة شعبه فعليه أن يضع كل شخصيته كل حياته في هذا العمل في هذا النضال، أن ينفتح كل الانفتاح على جماهير الشعب ليحصل التجاوب العميق الذي يوقظ في الجماهير أصالتها ونزوعها إلى التقدم وإلى المستوى الإنساني اللائق وإلى التضحية والبطولة. هكذا نتصور المناضل البعثي، إنه الصورة الحية للحزب وللأمة، للماضي والمستقبل، للتراث والأصالة وللتقدم والإبداع الجديد.)

رابعاً: المناضل البعثي هو الذي يجسد الأمة والحزب في أفكاره وفي سلوكه وفي أخلاقه وفي مسيرته وتطوره ونضجه.

خامساً: البعثي هو الملتزم بالمتطلبات الحزبية نصاً وروحاً، والالتزام الواعي والمخلص بمبادئ وأفكار الحزب والتحلي بالسمات الأخلاقية، فالسمات الأخلاقية للبعثي تتكون من تواضعه واحترامه لرفاقه ولقياداته التاريخية والحالية والالتزام بالشرعية الحزبية.

ومن خلال ما سبق يتضح من هو البعثي، ذلك البعثي الذي أول من يضحي وآخر من يستفيد، ذلك المناضل الملتزم فكرياً وتنظيمياً وينبذ كافة الأشكال الطائفية والمذهبية والإقليمية، ويحترم رفاقه وقياداته ذلك المناضل الملتزم بقواعد الضبط والربط الحزبي.






الثلاثاء ١٩ صفر ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة