شبكة ذي قار
عـاجـل










 

لماذا لا يفتش الأمريكيون عن بديل للنظام الطائفي التوسعي الإيراني؟

د. أبا الحكم

 

ما دام هذا النظام مصدراً للمشاكل والمخاطر التي يصدرها إلى جيرانه.

ما دام منهجه توسعيا- طائفياً في منطقة المصالح الحيوية في الخليج العربي.

وما دام نظاماً مخادعاً وغير أمين على تعهداته، ويعمل بالباطنية.

وما دام يسعى في منهجه الى ابتزاز دولاً كبرى وصغرى، ويهدد التجارة العالمي في المضائق والخلجان والبحار العالية؟

ما الذي يجعل امريكا واسرائيل تهددان ولا تفعلان شيئا طيلة أكثر من (43) عاماً من الصمت ازاء خروقات وتدخلات إيران ودمويتها مع شعبها وشعوب المنطقة؟ ثم، ما هو موقف المنظمة الدولية من كل هذه الخروقات والتجاوزات؟

 

 هذا يدركه الغرب وفي مقدمتهم أمريكا، ومع ذلك فهم يتعاملون مع النظام الإيراني، وخاصة أمريكا، بمنهج انتظر لترى (Wait and See) إذا كان هذا النظام جديراً بالثقة.. ومضى على هذه السياسة أكثر من خمسة وثلاثين عاما.

  والاعتماد هنا، على كلام الأفاعي، السلس المخادع المراوغ المناور، (حسن روحاني الرئيس السابق ومحمد جواد ظريف وزير خارجيته، وابراهيم رئيسي الحالي ووزير خارجيته عبد اللهيان) دون الرجوع إلى ما يحصل على أرض الواقع.. وهنا أيضا تبرز لنا إشكالية أخرى، هل أن أمريكا لا تعلم بوجود عسكريين من الحرس الإيراني وعناصر من جيش القدس، وعناصر من حزب الله الإرهابي، ومليشيات المالكي المدعومة إيرانياً وتحت قيادة الإيراني المقبور " قاسم سليماني" و " قاآني " على الأراضي السورية، لتثير الاضطرابات وتشيع القتل والنهب والترحيل القسري، فضلاً عن التدمير المبرمج للدولة السورية، وكذا الأمر يحدث في العراق بأبشع الصور المجرمة؟

هل ترى امريكا ان الشعب العراقي والعرب اغبياء حين تتعامل مع النظام الايراني الدموي بهذه الطريقة منذ ما قبل عام 1979 وما بعد هذه السنة التي نصب فيها خميني على رأس السلطة في طهران؟ لماذا تتعامل امريكا مع الشعب العراقي والعرب على اساس انهم مغفلين؟

الشعب العراقي على وجه الخصوص يعلم بالصفقة التي توسطت فيها ألمانيا لنسج استراتيجية مشتركة بين واشنطن وطهران، تقوم على اساس تقاسم النفوذ مع امريكا في الشرق الأوسط والعراق والمنطقة مقابل التعهد بعدم امتلاك إيران للسلاح النووي والامتناع عن تخصيب اليورانيوم أكثر من 20% والامتناع عن تصنيع الصواريخ البالستية.. فما الذي يجري الآن؟ وهل نفذ النظام الايراني الدموي التزاماته على الأقل مع أمريكا؟

دعونا نراجع الصفقة المريبة التي توسطت إيران فيها ألمانيا - بناء على ما نشرته صحفها في حينه (برلينر زايتونغ) و (فرانكفورت روندشو) و (كولنرستاتننزايغر)، وذلك يوم 6/10/2013 حول طلب النظام الايراني رسمياً من عضو البرلمان الالماني الدكتور " يورغن تودنهوفر " التوسط لعقد صفقة قبلتها امريكا رسمياً بتاريخ 26/ نيسان /2010 وتضمنت كما ذكره عضو البرلمان الالماني

أولاً- ان تقدم طهران ضمانات موثقة بعدم صنع القنبلة الذرية.

ثانياً- عدم تخصيب اليورانيوم لأكثر من 20%.

ثالثاً- تقاسم مناطق النفوذ مع امريكا في الشرق الاوسط (Sphere of Influence in the middle east).

رابعاً- التعاون مع امريكا في سياستها لمحاربة الارهاب الدولي.

 

وتجدر الملاحظة : أن هنالك اتفاقاً انجزه عبد العزيز الحكيم في واشنطن بعد انفضاض مؤتمر العملاء في لندن قبل الاحتلال، تعهد فيه للرئيس الامريكي بوش الأبن رسميا بالتعاون السياسي نيابة عن ايران وهو الاتفاق الذي عرف في حينه بـ (gentlemen agreement) ، كما التقى عبد العزيز الحكيم في واشنطن بالرئيس بوش الابن لتعزيز الاتفاق في شهر كانون اول 2006 -  ويذكر ان عمار الحكيم قد اعتقلته قوة امريكية من ثلاثة جنود سود بالقرب من منفذ (بدرة و جصان) الحدودي وهو عائد من ايران ولفترة غريبة ومريبة من الساعة (9) صباح يوم الجمعة حتى الساعة (8) مساءً اي احد عشر ساعة، ثم اطلق سراحه الى مدينة الكوت وقال (كنت طيلة تلك الساعات معصوب العينين وعوملت بطريقة خشنة) ، الأمر الذي جعل المجلس الاعلى يقوم بتجهيز ملف خاص ارسل سريعا الى الممثلية العراقية الدائمة في نيويورك لغرض عرضه على الجهات الامريكية المختصة، إلا ان السفارة العراقية في واشنطن رفضت إرساله الى القضاء الأمريكي وذلك منعاً لانتشار الفضيحة الفاحشة في هذا الملف المقزز .!!

نعود إلى صلب موضوع المقال.. حيث أن اللافت في الأمر، ان لعبة (الشيطان الاكبر) و (تحرير القدس) هما شعاران اعلاميان - ايديولوجيان استهلاكيان لتسويق منهج الاستراتيجية الايرانية في ظل السياسة الامريكية التساومية، التي مكنت إيران من التغلغل في العراق ولبنان وسوريا واليمن والتدخل في الشؤون الداخلية للاقطار العربية والبلدان الأفريقية.

إن مشكلة النظام الايراني تكمن في منهج النظام ذاته القائم على أيديولوجيا (ولآية الفقيه) ذات المدلول الإقصائي والنزعة الدموية التوسعية ، كما أن الإشكالية في السياسة الامريكية هي انها تعيش تناقضات صعبة وشائكة بين مفاهيم (الديمقراطية) و (الحياة الامريكية) و (الدولة المؤسساتية) و (قرارات الكونغرس الخارجية) و (سياسة العولمة) التي لفضت أنفاسها الأخيرة وبين (التدخلات الامريكية الخارجية) و (الانتهاكات والمساومات الامريكية) غير المنصفة للشعوب و(الصمت الامريكي) على الجرائم التي يرتكبها النظام الدموي الفارسي في الداخل ضد شعبه وفي الخارج ضد الدول العربية، فضلاً عن السلوك السياسي الخارجي الايراني المتوحش ضد الانسانية .. هذا التناقض الذي كرسه العنصري (باراك اوباما) ونفذه ممسوح الشخصية (جو بايدن) سيدفع الى تصدع الجبهة الداخلية الامريكية، نتيجة لتراكم مشكلات الداخل الامريكي وتصدع العلاقات الامريكية مع العالم الخارجي، فيما يبقى النظام الدولي يعاني من فراغ الادارة وعدم القدرة على تطبيق القانون الدولي ومبادئ ميثاق الامم المتحدة، ويظل العالم يعيش في غابة تحكمها معايير القوة المتوحشة.. فهل ان امريكا قوة عالمية تقود العالم؟!

 

 

 

 






الاحد ٩ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة