افتتاحية العدد 381- مجلة صدى نبض العروبة

بعض أسباب الرد العراقي على العدوان الإيراني

نحن نكتب ضمير الشعب والأمة، نحن لا نكتب سياسةً ولا تحزباً ولا مصالحاً ولا منافع، نحن العراق بصفائه ونقائه وتاريخه وحاضره ومستقبله، نحن لا أسماء لنا لأننا انصهرنا باسم العراق، نحن صلة الأرض بالسماء صدقاً وطهراً وشرفاً.

لذلك نحن لا نقول غير قول الوطن والشعب، وقولنا واحد: لولا الرد العراقي لكان العراق محتلاً بداية سنة ١٩٨٠.

لولا الرد الصاعق الماحق لكانت الأجيال تلعننا والتاريخ يديننا ومحاكم الوطن تحكم علينا بالموت رجماً.

أضعاف من شتمونا وشمتوا بنا بعد ٢٠٠٣ كانوا سيتهموننا بالتفريط بسيادة العراق وبالضعف والجبن في التصدي لمطامع خميني التي تم طبخها فوق قدور بريطانية وأمريكية وفرنسية وصهيونية، وسنكون حينها بلا علم في السياسة ولا دراية بمتغيرات العالم بعد التغيير المصنوع غربياً في طهران.

كنا سنكون فقاعة طافية لا سنداً شعبياً لها في العراق، وكنا سنكون قد بنينا جيشاً من أعواد القصب، وأسسنا مؤسسات أمنية كما الكارتون.

وعلى العموم ... نحن نثق أن الرد العراقي لم يضع في حساباته ما يقال ولا ما سيترتب على موجات الإعلام ومواكب المنافقين والمتربصين، بل جاء رداً أصيلاً شجاعاً مؤمناً متكلاً على الله ثم على الشعب لكي يبقى العراق سيداً مستقلاً واحداً، ويبقى شعب العراق شعب الذرى.

جاء الرد ليثبت للعالم إننا قول وفعل، وإن حرية العراق وسيادته وكرامته أغلى من دمائنا.

الرد العراقي هو الفعل الطبيعي وما سواه تخاذل واستهانة بسيادة الوطن وارتداد على إرادة الشعب والأمة.

جاء الرد ليقول للعالم إن القوي ليس من يصنف في الخانات الخمس الأقوى في العالم بل هو من يمتلك الإرادة واليقين والشجاعة والإقدام، هو من آمن بأن الشعب معه وأن الشعب سيقدم كل التضحيات لينتصر.

 الرد العراقي برهان على توافق ما في صدر القيادة مع ما تقوله وتفعله على الأرض.

كان الرد دفاعاً عن ثورة تموز القومية وعن أهدافها الوحدوية والتنموية والتقدمية، وكان دفاعاً عن إنجازات الثورة وشعبها وتعبير أصيل عن الاقتدار القيادي للعراق وقيادته وجيشه وشعبه.

الرد العراقي في ٢٢ أيلول ١٩٨٠ هو رد الأمة العربية على عدوان صهيوني بثوب فارسي، وهو الفعل الجسور الذي أبعد شبح احتلال العراق ليكون نقطة انطلاق خمينية نحو كل أرض العرب.