شبكة ذي قار
عـاجـل










الرد العراقي الحاسم

 

مهند أبو فلاح

 

ثلاثة وأربعون عاماً انقضت على الرد العراقي العسكري الحاسم المزلزل الذي هز أركان نظام الملالي في طهران بعد سلسلة من الاعتداءات الإيرانية الدامية التي طالت العديد من المواقع المدنية داخل بلاد الرافدين من قبل حكام بلاد فارس الذين لم يحترموا ولم يراعوا أبسط قواعد الإخوة الإسلامية والجيرة الإنسانية.

على مدار أشهر طويلة في أعقاب الثورة الإيرانية التي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي الحاكم في طهران وسدنة ولاية الفقيه يصعدون من خطابهم العدائي السافر ضد عراق البعث الشرعي الأصيل، ويشنون العمليات الإرهابية عبر عملائهم الصغار في محاولة بائسة يائسة لزعزعة الأمن والاستقرار في جمجمة العرب وبوابتهم الشرقية، ولم تكن محاولة اغتيال الأستاذ الرفيق طارق عزيز في نيسان / أبريل من العام ١٩٨٠ عبر عناصر حزب الدعوة العميل إلا تعبيراً صارخاً عن السلوك الإجرامي لنظام الملالي.

لقد توهمت الطغمة الحاكمة في إيران وظنت أن العراق العظيم، عراق الحضارات والمجد التليد عاجزٌ عن ردعها ورد كيدها إلى نحرها فتمادت في غيها، ووصل البغي إلى ذروته في الرابع من أيلول / سبتمبر من سنة١٩٨٠ عندما صعدت المدفعية الإيرانية الثقيلة بعيدة المدى من قصفها الهمجي على القصبات الحدودية العراقية المتاخمة لإيران، وشن نظام الملالي عبر سلاحه الجوي غارات عنيفة على العمق العراقي منتهكاً المجال الجوي ومعرضاً أرواح الأبرياء من المواطنين العراقيين إلى الخطر الشديد.

 لم يكتف ملالي ولاية الفقيه في إيران بالغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف على البلدات العراقية الحدودية الأمامية بل تجاوزوا وتخطوا ذلك إلى احتلال منطقتي زين القوس وسيف سعد مما اضطر الجيش العراقي البطل إلى القيام بعملية عسكرية محدودة لاستعادتهما في السابع من أيلول / سبتمبر ١٩٨٠ ، وعلى مدار ثمانية عشر يوماً مارس رفاقنا في القيادة العراقية الرشيدة أقصى درجات ضبط النفس باذلين كل الجهود الديبلوماسية الممكنة لوقف العدوان الإيراني بالوسائل السلمية الحضارية ، وعندما فشلت وأخفقت هذه المساعي الحميدة من قبل القيادة العراقية في ثني حُكام طهران عن المضي قدماً في عدوانهم الغاشم على عراق العروبة والإسلام كان لا بد من اللجوء إلى خيارات متاحة أخرى وعلى رأسها القوة العسكرية الضاربة، من باب أن آخر العلاج هو الكي.

الثاني والعشرون من أيلول / سبتمبر من العام ١٩٨٠ كان شاهداً حياً على بطولة العراقيين وأقدامهم حينما سطروا سفراً خالداً من أسفار البطولة والشجاعة والإباء في مواجهة قوى الظلم الشعوبية الفارسية الخمينية فشن صقور الجو العراقيين البواسل سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على قواعد العدوان الإيراني وأوكار الإرهاب الإجرامي في تشكيلات قتالية رائعة حلقت ضمن أسراب متناسقة منسجمة متجانسة، فكانت ضربة في الصميم لكل من تسول له نفسه اللئيمة الإمارة بالسوء النيل من العراق العظيم وأبنائه الغر الميامين ، وبدأت قادسية صدّام المجيدة لتكرس وترسخ في أعماق الوعي العربي المعاصر ملحمة من ملاحم الخلود في مواجهة أعتى قوى الشر والظلام والجهل والتخلف والإجرام.






الاحد ٩ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مهند أبو فلاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة