شبكة ذي قار
عـاجـل










الأبعاد القومية لقادسية العرب الثانية (قادسية صدام)

ثائر عبد الله

 

 

تشكل قادسية العرب الثانية رداً تاريخياً للعدوان الفارسي على العرب عامة والعراق بشكل خاص لذلك فإنها لم تكن معركة عسكرية فحسب بل انها كانت معركة حضارية شاملة عسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية وان هذه المعركة وضعت حدا فاصلاً بين عهدين عهد الاستسلام والقبول بالأمر الواقع المفروض وعهد النهضة والاقتدار ورفض الخنوع والوقوف بعزة وشمم بوجه العدوان واعلان الارادة باقتدار

واستطاعت هذه المعركة ان تنمي الشعور الوطني والقومي لأبناء العراق والامة العربية حيث ان هذه المعركة هي اول معركة يحارب فيها العراق أعداء الأمة نيابة عن الأمة ويحقق انتصاراً في أشرس معركة استمرت ثمانية سنوات أو أكثر حتى تحقيق النصر الناجز عن الفرس المجوس وعصابة خميني التي أرادت احتلال العراق والخليج العربي.

ويمكن تحديد الأبعاد القومية لقادسية صدام بما يلي:

أولاً: إن دفاع العراق عن أرضه وشعبه بوجه الهجمة الخمينية الشرسة لم يكن دفاعاً عن النفس فحسب بل إنه دفاع عن الوطن العربي كله أرضاً وشعباً لاسيما أن العراق هو الحارس الأمين للبوابة الشرقية للوطن العربي ويمثل قلعة الصمود والتحرر العربية فكانت حسابات الزمرة الخمينية، إن هدم هذه القلعة سيفتح ابواب لاجتياح الوطن العربي والخليج العربي بصورة خاصة لذلك يمكن القول إن العراق كان يقاتل نيابة عن (الأمة العربية).

ثانياً: - إن موقف العراق المدافع عن حقه كان ظاهرة جديدة بالتاريخ العربي الحديث اذ اعتادت الأنظمة المتخاذلة أن تلجئ إلى تقديم الاحتجاجات إلى الأمم المتحدة ومجلس الامن وان تقف موقف سلمي من اي اعتداء على ارض العرب مما شجع الطامعين على التمادي في غيهم والتجاوز على المصالح العربية وما ضياع فلسطين واجزاء اخرى من الوطن العربي الا مثال لتلك المواقف السلبية للأنظمة العربية المتخاذلة

ثالثاً: - أكدت قادسية صدام أن مصير الأمة العربية مصير واحد وأن تعرض اي جزء من الوطن العربي الى العدوان يعد اعتداء على الوطن العربي كله وان تطوع الاشقاء العرب من مصر وسوريا واليمن والسودان والمغرب وتونس في صفوف الجيش الشعبي يمثل صورة مشرقة لمستقبل الامة العربية

رابعاً: - اظهرت قادسية صدام انظمة الحكم العربي على حقيقتها ومنها من وقف الى جانب العراق مثل الاردن واليمن ومصر واقطار عربية اخرى ومنهم من وقف الى جانب النظام الايراني وجهز إيران بالسلاح والرجال مثل النظام السوري ومنهم من وقف موقفا سلبيا انتهازيا يترقب النتيجة

خامساً: - اظهرت قادسية صدام ان العرب قادرون على تحرير اراضيهم المغتصبة معتمدين على قدراتهم الذاتية إذا توفرت لهم القيادة الحكيمة وما تحرير الفاو إلا مثال على ذلك حيث عقد العدو الفارسي الآمال العريضة على احتلالها وأعلنوا انها سلخت من العراق وإلى الأبد إلا أن إرادة العراقيين بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي والرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله هم الذين خططوا لتحرير الفاو واشرفوا مباشرة على تنفيذ الخطط حيث خيبت امال المعتدين وكان تحرير الفاو حقا (فتح الفتوح وبوابة النصر العظيم).

تحية التقدير والاعتزاز لقادة قادسية العرب وعلى رأسهم الرئيس الشهيد صدام حسين أسكنه الله فسيح جناته والمجاهدين البعثيين، والمجد والخلود لشهداء القادسية الأبطال والمساهمين في هذه المعركة والمقاتلين الذين أذاقوا الويل للعدو الإيراني.






الاحد ٩ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر عبد الله نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة