شبكة ذي قار
عـاجـل










الرد على العدوان الإيراني انتصار آخر يسجل لعراق البعث

 

كلشان البياتي

 

  لكل أمة من الأمم تأريخ مشرف يسجل باسمها وباسم حاكمها والشعب الذي عاصر ذلك الحدث والحاكم ونادرا ما تخلو أمة ما من إنجازات ومشاريع تفتخر بها وتقيم لها النصب والمجسمات والصور الفوتوغرافية وتدونها في الكتب والمجلدات لتتناقلها الأجيال فالأنسان يفنى جسداً ولا يخلده إلا عمل ٍ عظيم ومآثر بطولية والأمم السابقة كانت تنقش إنجازاتها على جدران المعابد والقصور والتي بقيت شاخصة ليومنا هذا..

شعوب العالم اليوم تذكر المآثر والمواقف والأحداث، بطولات وأمجاد نبوخذ نصر ومشاريع حمورابي وانتصارات أكد وسومر ورغبات كلكامش وفتوحات الأمويين والعباسيين ونهوضهم العمراني والعلمي والفكري وصلت إلينا عن طريق أثار ونحوت حجرية وعبر صور احتفظت بها المتاحف وحفظتها الكراسات والصحف والكتب.

كل نصر لابد أن يوثق بالدم، وكل إنجاز ومشروع نهضوي يجب أن يسجل بأحرف من النور ولأن العدوان الفارسي الصفوي عبر التأريخ كان أخطر عدوان يهدد العرب والامبراطوريات الأخرى فتوثيق النصر عليها وهزيمتها والتغني ببطولات القادة الذين حققوا تلك الأمجاد والانتصارات صار أمراً واجبا ملزماً فنصرهم نصر للأمة، ففي العصر الحديث يسجل للعراق أول معركة وأول انتصار على هذا العدوان الهمجي، الجار الذي لم يرعوا حق الجار عليه وكان دائما يسبب المشاكل والاضطرابات ويخلق الفتن..

والشواهد التاريخية تؤكد أن بلاد الفرس كان دائما البادئ بالعدوان والاعتداء وكان عدوانها يقابل بالرد من قبل الآخرين ولم يسجل التأريخ قديماً وحديثاً أن بلاد الفارس عبر كل عصورها أعتدي عليه من قبل أمة من الأمم أو من قبل إمبراطوريات أخرى.

 وعانى العراق في عصره الحديث، كما عانت الأمم الأخرى من التدخل الفارسي والصلف الفارسي بدأ بالمهاترات والاستفزازات وانتهت بحرب ضروس فهذا العدوان لم يكن لينتهي دون حرب فالأنظمة التي تدير بلاد فارس تمتلك العقلية العدوانية والعنجهية الموروثة منذ القدم..

وقام العراق بواجبه المحتوم المطلوب فالرد على العدوان من شيم الحكامّ الأبطال ومن سمات القادة الشجعان وعدم الرد معناه الاستسلام والخضوع والقبول بالاعتداء ومنح الحق للدولة المعتدية والصمت مذلة ومهانة والعربي لم يخلق ليهان ويذل بل خلق ليعيش بكرامة ويتفاخر ويتباهى بانتصاراته وأمجاده فالعرب أكثر الأمم انتصارات ومآثر.

وهكذا كان الرد على العدوان الخميني الفارسي يوم 22أيلول 1980 بعد أكثر من 18 يوماً من بدء العدوان الإيراني تعرض فيه شعبنا ولاسيما في القرى الحدودية والمناطق المحاذية لإيران ولاسيما في ديالى إلى قصف صاروخي ومدفعي يومي استشهد فيه العشرات من الأبرياء ونزح أبناء تلك القرى إلى مدن عراقية أخرى وتعالت اثنائها صرخات شعبنا تطالب القيادة بالرد وتلومه على الصمت إزاء عدوان ملموس واضح لا لبس فيه فالقرى الحدودية تصف بالمدافع والصواريخ والمدن في الداخل تتعرض لانفجارات باستخدام المتفجرات كما حدث في الجامعة المستنصرية وكاد العراق أن يفقد ابرز قادته وهو الرفيق طارق عزيز .

 إن يوم رد العدوان على عدوان ظالم هو يوم الانتصار الأعظم في العراق انتصر عندما أتخذ قرار الرد على النظام الإيراني المجرم ولم يستمع إلى كل الأصوات التي كانت تطالبه بالتأني والتحمل رغم المبادرات الدبلوماسية ودعوات الحوار والسلام من قبل الجانب العراقي لدرء الفتنة وحقن دماء المسلمين وكلها قوبلت بالرفض والاستفزاز من نظام جاء باسم الإسلام ليستهدف الإسلام في عمقه.

وهكذا قاد العراق معركة الرد على العدوان وأبلى فيها بلاءً حسنا تمكن من إيقاف أطماع إيران التوسعية في الوطن العربي وعجزت إيران بفضل بسالة جند القادسية وقادتها الشجعان عن التقدم شبراً واحداً نحو أية ارض عربية وحفظ العراق أرضه وأرض العرب من المشرق للمغرب ومن المحيط للخليج وهذا هو النصر الكبير الذي لا مثيل له في عصرنا الحديث وحتى في العصور الأخرى..

  إن النصر الفعلي والحقيقي كما أوردنا أعلاه هو اتخاذ قرار الرد من قبل قيادة البعث العظيمة قيادة القائد المناضل الشجاع صدام حسين ومن شاركه القيادة آنذاك رغم كل اساليب التهديد والوعيد ودعوات السلام المبطن وشيطنة نظام البعث وقادته واظهار العراق بلداً راغبا بالحرب لا بلداً مدافعا عن أرضه وسيادته وحقوق شعبه بحياة آمنة مستقرة.

إن العراق تمكن من الرد على العدوان الخميني المجرم المدعوم أميركيا وصهيونياً لكن بعد غزو العراق انتقاماً من انتصاراته وإنجازاته ومشاريعه التنموية والنهضوية وتأميم النفط، لم يجرؤ نظام أو دولة على إيقاف الأطماع الإيرانية التوسعية ولا إرهاب إيران ولا مشاريع إيران التدميرية وتمكنت إيران بعد غزو العراق وأضعاف جيشه والنيل من قادته بفعل التآمر العربي والدولي من التوسع والتدخل والتحكم في دول عربية عدة شملت العراق ولبنان وسورية واليمن والبحرين والأردن.

 إن الرد على العدوان الإيراني يمثل انتصاراً آخر يضاف لسجل انتصارات العراق فلولا يوم الرد لما كان هناك يوم النصر العظيم في 8/8/1988 وإذا كانت الشعوب تحتفل بانتهاء المعركة والحسم لصالحها فعلى العراقيين أن يحتفلوا ويتباهوا ويتفاخروا أنهم أول بلد وأول شعب أتخذ قرار الرد على العدوان بكل شجاعة واقتدار وأثبت للجميع أنه بلد

عظيم بشعب لن يقبل أن يذل ويهان وخلفه قادة شجعان ورجال بواسل قادرين على قيادة المعركة وحسمها لصالح العراق مهما غلت التضحيات فالأوطان تحفظ بدماء شعوبها وتصان بتضحيات شعبها ولا خير في شعب يبخل بدمه على الوطن..

تحية لقادة يوم الرد على العدوان الإيراني، تحية للقائد صدام حسين قائد يوم الرد العظيم وتحية لكل مناضلي البعث وقادة القوات المسلحة الأبطال ورحم الله الشهداء واسكنهم فسيح جناته..






الاحد ٩ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة