شبكة ذي قار
عـاجـل










بيان رقم ( 1527)

المتعلق بفاجعة حريق الحمدانية في محافظة نينوى

 

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد:

 

ففي مأساة جديدة تنزل بساحة العراقيين؛ لقي (114) شخصًا مصرعهم، وأصيب  ما يقرب من (200) آخرون بجروح وحروق -ما يزال عدد كبير منهم في حالة حرجة  وغير مستقرة تنذر بارتفاع هذه الحصيلة- نتيجة حريق كبير اندلع داخل قاعة  للمناسبات أثناء حفل زفاف مساء أمس الثلاثاء (26/9/2023م) في قضاء  (الحمدانية) بمحافظة نينوى.

 

وبينما تؤكد مصادر في الدفاع المدني أن الانتشار السريع للنيران في  القاعة -غير المرخصة من الدفاع المدني- سببه البناء المخالف لشروط السلامة؛  حيث استُخدمت في تشييدها مواد سريعة الاشتعال لا تستخدم في هذا النوع من  المباني؛ يتضح مرة أخرى أن من بين أسباب الكوارث التي تحلّ بالعراقيين هو  الفسادَ المستشري في وزارات ومؤسسات وأجهزة (حكومات الاحتلال) المتعاقبة  التي سرعان ما بدأت (الحكومة الحالية) بمحاولات التقليل من تداعيات الحادثة  الأليمة وصرف الانتباه عن مسبباتها بالادعاء تارة أن الحريق سببه أطفال،  أو بالإعلان تارة أخرى عن حصيلة للضحايا أقل من الحصيلة الحقيقية،  والاكتفاء بمناشدة المشافي في محافظات: صلاح الدين وكركوك وأربيل وغيرها؛  لاستقبال المصابين، ثم بالإعلان المعتاد عن (تشكيل لجنة تحقيق) يدرك  العراقيون جميعًا أنها لن تحقق شيئًا، على غرار ما سبق من لجان على مدى  السنوات الماضية.

 

إن مأساة حريق (الحمدانية) تعيد إلى الأذهان حوادث مؤلمة مشابهة، ومنها:  حادثة الحريق في (مستشفى ابن الخطيب) في بغداد في نيسان/2021م، وقبلها  حادثة غرق العبارة في نهر دجلة بمدينة الموصل في آذار/2019م، التي كان أحد  أسبابها الرئيسة هي المكاتبُ الاقتصادية التابعة لميليشيات الحشد المهيمنة  على محافظة نينوى، التي تعبث بأمن وحياة المواطنين هناك، وتتخذ من فسادها  وسيلة للتحكم بالناس وأنماط معيشتهم.

 

ولعل في محاولات الاستعراض الرخيصة التي بدأت بممارستها منصات وقنوات  تابعة لأحزاب طائفية، في سياق تجميل الوجه القبيح للميليشيات مع الساعة  الأولى لحريق القاعة؛ دليلًا على ما تقدم بيانه.

 

إن المسؤولية الأولى والمباشرة عن فاجعة (الحمدانية)، التي يملكها أحد  التابعين لميليشيا (بابليون) إحدى تشكيلات الحشد الشعبي؛ تقـع على عاتـق  حكـومة الاحـتلال التاسعة، وأجهـزتها الأمـنية، وأحـزاب السلطة التي  تسـابـق ممثلوها وشخصياتها في الترويج لأنفسهم وكياناتهم السياسية بمواقف مصطنعة وسريعة  تجاه الحادثة في مشهد أقل ما يوصف به أنه انتهازي، فهو يكشف عن بواعث هذه  المواقف التي تُستثمر فيها جراح العراقيين، ويُراد منها التحشيد لسباق  الانتخابات المحلية بعد أشهر.

 

ونحن في هيئة علماء المسلمين في العراق؛ إذ نعرب عن تضامننا مع ذوي  الضحايا ووقوفنا إلى جانبهم، ومشاركتهم في مصابهم الجلل، وندعو الله عز وجل  أن يكتب الشفاء والعافية للمصابين؛ فإننا ندعو العراقيين كافة إلى أن تكون  كلمتهم قوية، ومواقفهم موحدة؛ في مواجهة الراقصين على جراحهم، والمستثمرين  في مآسيهم، من أحزاب العملية السياسية، وتحالفاتها، وميليشياتها، الذين لا  يُفرِّق فسادهم المستشري وفواجعه بين عراقي وآخر؛ حيث طالت (حرائق) فسادهم  العراقيين من كل الأطياف، ومازالوا على حالهم لا يلقون بالًا لفاجعة  أليمة، ولا تهمهم أرواح بريئة، ولا يعملون على إنهاء مسبباتها أو يعالجون  آثارها وتداعياتها بما يحفظ أرواح العراقيين ويوقف سيل دمائهم.

 

الأمانة العامة

12/ ربيع الأول/ 1445هـ

27/ 9/ 2023م

 

 

#الحمدانية

#حريق_الحمدانية

#فاجعة_الحمدانية

 

للاطلاع على البيان: https://amsi-iq.net/?p=56684

 






الاربعاء ١٢ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أيلول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة