شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 384 – مجلة صدى نبض العروبة

المقاومة الفلسطينية ليست خيار، بل حق مطلق

 

نعرف حق المعرفة أن الماسونية والصهيونية قد جندت القوة الإمبريالية الغاشمة المجرمة بكل إمكاناتها وقدراتها الخرافية ومؤسساتها الرسمية وغير الرسمية بما تملكه من علم وتكنولوجيا وإعلام وسلاح، ووظفت مراكز بحوث وجامعات وشركات تصنيع عملاقة متعددة الأنشطة ومسكت عنق الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل التشكيلات التابعة لها ثم استطاعت منذ اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها أن تطوع معظم الأنظمة العربية وتخترق الكثير من القوى السياسية في الوطن العربي، وبذلك ملكت ميزان القوة ،عدة وعدداً، لصالحها لكننا نعرف أيضاً أن فلسطين حق رباني وشعبها شعب الحق الذي لا يضام ولا يتنازل عن أرضه وعرضه، ونعرف أنه شعب مؤمن متوكل على الله لا ييأس ولا يتخاذل ولا يطاله الجزع والقنوط رغم كل أنواع سبل الفناء والتشريد والبطش والإرهاب وقتل الحريات التي مارسها الاحتلال النازي الصهيوني ضده منذ سنة النكبة ١٩٤٨ و إلى  يومنا هذا .

لقد خبرنا العالم المجرم الذي صنع الكيان الصهيوني ومنحه كل أدوات وسبل القوة الغاشمة والبطش والإرهاب ومكنه من أدوات العلم والتكنولوجيا، ووضع اقتصادياته وتكنولوجياته وبحوثه، وأعطاه السلاح بأحدث أنواعه، وجدده له بلا انقطاع ودون قيد أو شرط ليديم عدوانه على فلسطين وشعبها وعلى الأمة العربية كلها، خبرناه مدافعاً بلا بصر ولا بصيرة بل بجنون أخرق عن الصهيونية وكيانها لأن الصهيونية قد مسكت ذاك العالم من تلابيبه وصارت فعلياً هي الدولة العميقة في الولايات المتحدة وكل دول الغرب ونفذ (الحق الصهيوني) الذي لا أحد يعرف كيف صار حقاً  إلى  دول الشرق أيضاً.

إن كل هذه المنظومة الماسونية الصهيونية المتسلطة المتحكمة برقاب العالم، والتي يمكن القول بلا تردد أن الكيان الصهيوني هو وليدها الذي مسك مقدراتها.

إن المعادلة غير متوازنة البتة، وقد صنعت أصلاً ليكون الكيان الصهيوني هو اليد العليا في الكون كله.

لكن طرف المعادلة الآخر وهو شعب فلسطين البطل، ومعه كل إنسان عربي حر شريف لم يذعن لمعادلة الباطل الذي ألبسه الشيطان لباس حق كافر ضال ظالم مجرم بل ظل منذ بداية الاغتصاب وإلى الآن يثلم بعض مكونات معادلة الباطل الصهيوني الماسوني الامبريالي ويمنع وصولها إلى ناتج تفاعلاتها المرسومة أصلاً فبقي شعب فلسطين يقاوم وظلت الصهيونية وكيانها المسخ تجرم.

بعيداً عن الرضوخ لفلسفة الأمر الواقع وبعيداً عن مسارات الإذعان والاستسلام والتطبيع وبغض النظر عن كل ما أفرزته سنوات القهر واللجوء والتشرد والتجويع والإذلال وهتك العرض وتدنيس المقدسات ظل الحق الفلسطيني ثابتاً لا يتزعزع بفعل تمسك الشعب بحقوقه المشروعة التي لا يلغي شرعيتها المطلقة وقوف كل العالم الأخرق المجرم ضدها، والحق الفلسطيني له معنى عام شامل جذري عميق هو المقاومة الفلسطينية.

المقاومة الفلسطينية ستبقى هي خيار شعبنا الفلسطيني والعربي الوحيد حتى تتحرر فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر، وتتكون دولة الحق التي تحتوي كل من يؤمن بالحق ويعيش تحت خيمته، وخيمة الحق هي خيمة فلسطين والمقاومة الفلسطينية التي حافظت على بقاء معادلة الباطل والظلم غير قادرة على الوصول إلى نهاياتها.

إن عملية طوفان الأقصى البطولية هي برهان قطعي على قدرة رجال فلسطين على المضي قدماً في عملية قضم معادلة الأمر الواقع الظالمة وإجبار العالم على الاعتراف بأن القوة الغاشمة لن تمنع الدم المؤمن الشجاع من أن يغرق تلك القوة ويحدث في مكوناتها شقوقاً عميقة تشي بغد التحرير إن شاء الله.




الاثنين ١ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة