شبكة ذي قار
عـاجـل










المرأة الفلسطينية تقول... لن نرحل

زينب علي

الأم الفلسطينية...أم عظيمة أنها ربت الأجيال الفلسطينية على حب الأرض والانتماء إليها وزرعت فيهم أنهم مشاريع استشهاد وحملت على عاتقها تنشئة (جيل التحرير) بما يتلاءم مع متطلبات كل مرحلة.

وتحملت مشاق الحياة من تربية الأولاد ورعايتهم، فأصبحت هي المعيلة عند اعتقال الزوج في غياهب السجون أو شهيدا. سطرت المرأة الفلسطينية مرحلة جديدة في النضال والعطاء والبذل في طوفان الأقصى، وشاهد الجميع من خلال شاشات التلفاز العمليات العسكرية المروعة وهدم البيوت على ساكنيها وتناثر أشلائهم هنا وهناك، ورغم هذا ظلت المرأة الفلسطينية صامدة تشد من عزم من تبقى على قيد الحياة، رغم محاولة الاحتلال مراراً كسر صمود المرأة الفلسطينية لكن دون جدوى. وقالت امرأة عندما استشهد أبنائها وسئلت عن مشاعرها قالت أنا بشر من لحم ودم، أحزن بالتأكيد لكنني أحرص ألا تنزل دمعتي أمام من حولي كي لا يضعفوا، وهي تنظر إلى بيتها المهدم في حي الشيخ جراح، بالله عليكم هل توجد امرأة في العالم مثل المرأة الفلسطينية بصبرها وصمودها وايمانها، وامرأة فلسطينية، قالوا لها استشهد زوجك وولديك في المعارك رفعت يدها بالدعاء (اللهم فرج كربنا وعوضنا خيرا، اللهم ثبتنا ولا تفتنا، واجمعني بزوجي وابنائي في الفردوس الأعلى يا رب العالمين). لم أرى مثل هذه الصور إلا في نساء فلسطين. وتصر فلسطينية مسنة على تحقيق حلمها في الاستشهاد، رغم بلوغها ٧٦ عاما من عمرها وسط دعم من عائلتها واستغراب مني لكونها في هذا السن. وتصرخ أخرى وتحتضنها أمها وهي طفلة لم يتجاوز عمرها ٥ سنوات وتقول لوالدتها (ما بدي أموت، خايفة ينهد البيت وكلنا نموت) والأم تقول لا تخافي نذهب إلى رب العالمين بالجنة الجميلة، وتتساءل طفلة فلسطينية بعمر ١٠ سنوات (لماذا يقتلوننا؟) وهي تبكي من آثار العدوان الإسرائيلي على مدينتها غزة. لاحظ الإيمان المطلق برد الأم ...إننا لا نموت بسبب وجودنا في غزة، إنما لأن الله كتب علينا الموت، الآلية والطريقة هي التشريف الإلهي لنهاية رحلة الحياة بالاستشهاد. الموت والاستشهاد هنا هي المكافأة الإلهية لنا، على كل العذاب الذي نعيشه منذ ولدنا، الاستشهاد في فلسطين، هو ترتيب الله الجميل لحسن الخاتمة.

رغم هذه المعاناة والموت والحصار والمرأة الفلسطينية تقول (لن نرحل) هل تعتقدون أننا نترك أرضنا بسهولة للصهاينة لا والله ... سيخسف الله بهم الأرض. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته الإنسانية تجاه جرائم الحرب التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني.






الثلاثاء ١٦ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة