شبكة ذي قار
عـاجـل










طوفان الأقصى عرى ازدواجية المعايير

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

 

لم تنجح المقاومة الفلسطينية منذ تأسيسها في ستينات القرن الماضي كما نجحت في عملية طوفان الأقصى، طوفان الأقصى معركة متكاملة حسبت لها أدق الحسابات وأولها استعداد الشعب وجاهزية جند الله في غزة، بعض إنجازات هذه المعركة الأسطورية بينة واضحة جلية وبعضها ستتضح ملامحه فيما بعد.

لأول مرة نرى هذا الالتفاف الشعبي العربي والإنساني حول القضية الفلسطينية، فالمتابع للشارع العربي يرى بوضوح براكين الغضب التي تفجرت في النفوس التي أعياها الوقوع تحت سياط الظلم وتحت طائلة الإرهاب الصهيوني وتحت وطأة الإهانة المتواصلة للأمة، والمتابع أيضاً لوسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي يمكنه أن يلتقط صراعاً عميقاً بين:

من وصلوا إلى قناعات ذاتية بعدوانية الكيان الصهيوني ومنهجه الإرهابي وحربه المتواصلة على شعب فلسطين فارتفعت أصواتهم وانطلقت ألسنتهم وأقلامهم تكشف العلل المستديمة في هذا الكيان المسخ ووجوده غير الشرعي وتماديه في الدموية والتطرف، وبين من لا زالوا يرزحون تحت الضلالة والباطل ويدفعون بكل قدراتهم للوصول إلى كلمة إدانة للمقاومين الفلسطينيين الشجعان ولكلمة مغالطة لحقيقة دفاع الفلسطينيين عن وجودهم.

لقد شاهدنا إعلاميين كبار يستميتون على مدار الساعات للحصول من ضيوف برامجهم على إدانة فلا يفلحون.

إن من بين النتائج التي ستنجلي لاحقاً لمعركة طوفان الأقصى هو تأثيرها العميق على ما يسمى بالأمن القومي للكيان الصهيوني الذي وضعت لتحقيقه إمكانات وأموال لا تعد ولا تحصى، وسيزداد بشكل كبير عدد اليهود المهاجرين هجرة عكسية إلى بلادهم التي جاؤوا منها، وستزول أو تنخفض أعداد المستوطنات وستتدحرج مكانة جلب المهاجرين إلى فلسطين المحتلة إلى هاوية سحيقة كما لم تتدحرج من قبل.

أما مواقف الولايات المتحدة والغرب وعرب اللسان فإنها لم تحرج يوماً كما أحرجتها بطولة شباب فلسطين الشجعان، ولم يوضع ميزان المواقف المائلة في زوايا قاتلة كما وضعت الآن.






الثلاثاء ٢٣ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة