شبكة ذي قار
عـاجـل










القائد المؤسس

الحكومات العربية وسياساتها الفاشلة تجاه فلسطين

 

زينب علي

 

بعد إعلان تقسيم فلسطين، وبدأ القتال الذي نشب في أواخر نيسان من عام ١٩٤٨  بين العرب والكيان الصهيوني كتب القائد المؤسس يقول، وهو في جنين بفلسطين مع مجموعات من المتطوعين البعثيين، أن الشعب العربي ككل لا الحكومات المجزأة، كفيل بإنجاح نضاله: (( إن الدروس القاسية التي ألقتها الحوادث علينا في الأسبوعين الأخيرين لجديرة بأن تقنع الحكومات العربية بإن سياستهم  معكوسة فاشلة، وأن أفضل سياسة يتبعونها في هذا الوقت هي أن يكفوا عن كل سياسة ويضعوا قضية فلسطين بين أيدي المقاتلين بعد أن يجهزوهم بكل ما تقضيه حرب حديثة جدية قاسية.

لقد كان مفروضاً أن تكون معركة فلسطين منذ البدء معركة العرب جميعا لأن مصيرهم مرتبط بمصيرها، ولكن السياسة المعكوسة عملت على خنق وتبديد إمكانيات الشعب العربي بشتى السبل...))

وظل القائد المؤسس يؤكد على هذا الموقف طوال حياته وقال: إن قضية فلسطين ليست قضية الثورة فحسب، بل قضية العصر، أن قضية فلسطين، كما عرفها الحزب هي خلاصة للقضية العربية، وهي روح الثورة العربية وقضية الأمة المركزية، أن الدول الاستعمارية أقامت(إسرائيل) لكي تحول دون نهضة الأمة العربية، ودون وحدة العرب، لأن المستهدف من بقاء(إسرائيل) هي الأمة العربية والمخطط الصهيوني الذي وضع هي (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات) يعني لا يكتفون بما هم عليه.

ومرت السنين وعانت فلسطين ما عانت، وجاء يوم السابع من أكتوبر(طوفان الاقصى) من المقاومة الفلسطينية وهو  فرصة ثمينة مشرفة، لأن المقاومة الفلسطينية بهذا العمل البطولي شقت لنفسها دوراً طليعياً بإمكانياتها معتمدة على الله رب العالمين ،ما قامت به المقاومة الفلسطينية جاء تعبيراً عن مستوى أكمل وأكثر نضجاً من المستوى السابق من حيث الإعداد والتخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الدقيق، وكان تعبيراً صادقاً نحو تحرير فلسطين وتعبيراً أصيلاً عن روح التحدي كطليعة مقدامة في الثورة العربية متوجهة نحو تحرير فلسطين، باعتبارها التجسيد لحيوية الشعب الفلسطيني وهو ينهض بدوره الطليعي في النضال القومي لتحرير بلده، فالصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية أمام العدو الصهيوني الغاشم والتضحيات الجسام، يبرز المعاني الإيجابية لكفاح المقاومة، كما أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة معيار أساسي وضمانة لاستمرار المقاومة الفلسطينية في القتال، أن صمودهم انتصار لإرادة الشعب.

لكن المؤلم حقاً موقف الحكومات العربية المتخاذلة والخائفة على كراسي الحكم، لم تهب لنصرة المقاومة الفلسطينية، وكل ما كان يقال عن محور المقاومة كذب في كذب. ما أشبه اليوم بالبارحة!

جاءتهم الفرصة وتنصلوا عنها، أن العرب ظلوا بأكثريتهم الساحقة بعيدين عن المعركة رغم مطالبتهم بفتح الحدود..






الاربعاء ٢ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زينب علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة