شبكة ذي قار
عـاجـل










المدعين بالجهاد الراغبين بالشهادة لماذا اكتفيتم بالحرب الكلامية؟

 

زامل عبد

 

سنين عجاف مرت بها امتي العرب والمسلمين بفعل العدوان المتكرر من نصارى يهود تحت يافطة محاربة الإرهاب  ،  وترافق مع هذا السلوك الأمريكي الغربي المتصهين صوت الملالي في قم وطهران والموالين لولاية الفقيه التي حذر من أهدافها ونواياها وخاصة في الوطن العربي حزب البعث الخالد كونها تمكن النظام الإيراني ما بعد التغير المخابراتي المعد 1979 تحقيق حلم الفرس الصفويين الجدد بقيام إمبراطوريتهم التي هدت أركانها بسيف العرب المسلمين في معركة فتح الفتوح -  نهاوند  - بعد هزيمتهم الكبرى في القادسية الأولى من خلال شعارهم العدواني -  تصدير الثورة الإسلامية -  وبه يريدون تسويق قناعتهم  العدائية بان الواقع العربي السياسي غير إسلامي  وهذا تجني ونفاق وضلال والحقيقة التي هم عازمون على تنفيذها هي تمدد التشيع السياسي الذي لا ولن يمت الى الدين الإسلامي المحمدي ومنهج ال بيت النبوة أي صلة مباشرة او غيرها ما عدى الادعاء وممارسة الشعائر التي زرعوها عبر التاريخ  ( البويهي والسلجوقي  )  وما قام به الشاه إسماعيل الصفوي وابنه طهماسب عند احتلال العراق ، وفي اليوم الأول من تسلط خميني على الشعوب الإيرانية وسرقة الثورة الشعبية التي فجرها المتظاهرين ضد نظام الشاه وفساده ودكتاتورية ومصادرة حقوق الشعوب الإيرانية ليكون الفرس هم المتسلطين في كل نواحي الحياة ، رفع الخميني والملالي شعار تحرير القدس ولكن من اين يبدأ التحرير ،  وفق وجهة نظرهم من العراق العربي مهبط الرسالات السماوية وموطن ومثوى الأنبياء والرسل عليهم السلام  وجمجمة العرب  والحاضر رجاله في محن ومعارك الامة وكان جواب القيادة الوطنية القومية وعلى لسان الشهيد الحي صدام حسين مخاطبا خميني (( ان كنتم صادقين بنيتكم وتوجهكم أوقفوا حربكم الظالمة المبيته على العراق وسيكون العراق برجاله وكل إمكاناته وقدراته معكم  )) ولم يكن هناك رد على المقترح لان نيتهم السيئة ليس الذهاب الى فلسطين لتحرير القدس الشريف  بل النفاذ للداخل العراقي والتموضع بمواقع بالقرب من بغداد الحبيبة والقيام بجريمتهم الاخلال بالأمن الوطني القومي العراقي ، وان كانوا حقا صادقين فان سوريا بنظام حافظ الأسد الحليف لهم والذي فتح مخازن سلاحه ليقتل أبناء العراق وتقصف مدنه هي الأقرب لهم  ، اكرر ان كانوا صادقين  كانت هناك الكثير من الفرص التي يستطيعون البرهان على  نواياهم ونصرتهم لأبناء فلسطين وينالون هم وبسيجهم وحرسهم شرف الشهادة او الحسنا الثانية النصر  ، وهنا لابد من التطرق للشهادة  ومكانتها في الإسلام  وعند المسلمين الصادقين الايمان ، للشهادة في نفوس الناس منزلة عظيمة وللشهيد مكانة ومنزلة في القران والسنة النبوية  ، الشهيد ومكانته في القرآن والسنة إطلاق لفظ ( الشهيد ) على من مات مسلما في الحرب  وإطلاق لفظ ( الشهيد ) على من مات في غير ميدان المعركة  ، فما المقصود بالشهيد ؟  جاء في كتب اللغة  الشهيد الحَاضرُ وكُلُّ مَا كان شَهِد اللَّهُ فإِنه بِمعنى عَلِمَ اللَّهُ  ، وقَوْم شُهُود أَي حُضور ، واسْتُشْهِدَ قُتِلَ شهِيدا والشَّهِيدُ الحيُّ والشَّهِيدُ مِنْ أَسماء اللَّهِ وَقِيلَ  (( الشهيدُ الَّذِي لَا يَغيب عَنْ عِلْمه شَيْءٌ )) ويكون معنى الشهيد صفة تفيد الحضور والعلم والحياة ويطلق مصطلح الشهيد  ((  على هو من مات من المسلمين في قتال الكفار ويشترط أن يكون القتال مشروعا والنية خالصة لله تعالى  ))  ،  والعلاقة بين المعنى اللغوي والشرعي لكلمة ( شهادة ) والعلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي أن الشهيد -  رجلا كان أم امرأة -  حضر موقفا حقا بنفسه وذاته ، وخبره بما فيه وكان له فيه موقف صادق حيث كان حضوره بنفسه وربما ماله ، وهو في هذا كله قد ضحى بأعزّ ما يملك  ، وأنواع الشهداء { أشارت السنة إلى أنواع الشهداء ، وقد ذكر الفقهاء أن الشهداء على ثلاثة أقسام { الأول شهيد الدنيا والآخرة ، والثاني شهيد الدنيا ، والثالث شهيد الآخرة  } ( الموسوعة الفقهية (26/ 273 ) فشهيد الدنيا والآخرة (( وهو الذي يقتل في قتال مع الكفار ،  لتكون كلمة الله هي العليا ، مقبلا غير مدبر مبتغيا بذلك وجه الله تعالى ، روى عَن أَبِي مُوسى قال -  جَاء رَجلٌ إلى النّبيّ صلَّى اللهُ عَليْهِ واله وسَلَّم  فَقالَ الرّجلُ -  يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ  ؟  -  قَالَ صل الله عليه واله  * مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّه * ))  أما شهيد الدنيا (( ومن قتل في قتال مع الكفار غير أنه ارتكب ذنبا ، كأن يكون غلّ في الغنيمة ، أو قاتل رياء  )) قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاله وسَلَّمَ *  بَلْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ المَغَانِمِ ، لَمْ تُصِبْهَا المَقَاسِمُ  لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا * ، أما شهيد الآخرة فهو (( المقتول ظلما من غير قتال ، أو الميت بداء ما ببدنه وبالأخص بطنه ، كمن مات بالطاعون أو بالغرق ، وكالميت في الغربة ، وكطالب العلم إذا مات في طلبه والنفساء التي تموت في طلقها ، ونحو ذلك )) وذكر العلماء في هذا الصنف نحوا من ثلاثين قال ابن حجر وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة ( فتح الباري لابن حجر (6/43 )  وقد جاءت كثيرة في هذا الصنف ، وروى أن رَسُول اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ قال * مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟ * قَالُوا  يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، قَالَ  *  إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ  *  ، قَالُوا فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ  ؟  قَالَ *  مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهِيدٌ  ، وبهذا الاختصار يطرح السؤال على ملالي قم وطهران  والولائيين  هل انتم تؤمنون بذلك ؟ ، فلماذا لم تقدمون عليها صادقين باذلين الغالي والنفيس المال والولد لتحضوا بشرفها  وعزها  ،  وان كان العكس كما انتم ظهرتم به فهو الخسران  الأكبر عدم رضا الله العلي الأعلى  ، وللحقيقة انكم لا تؤمنون بالتضحية المباشرة بل تدفعون من عميت بصيرتهم  وصدقوا ضلالكم  كي تكون ايران بمنئا من الضرر ،  ومن ميزات القبول من الخالق البارئ الثبات في الميدان علامة الفلاح الابدي لإنّ قتال أعداء الله ومقارعتهم بالسلاح المتيسر والقتال وعدم الفرار هو أمر له مكانة عليا في الإسلام المحمدي النقي من الضلال  والخداع والتكفير ، لأنّ الفرار من أرض المعارك ينتهي إلى هزيمة المؤمنين والقضاء على الدِّين  ،  وقد صنَّف القرآن الكريم الفارّين من الجهاد في عداد المغضوب عليهم ، ولهذا ورد فيه من التغليظ والتهديد ما ورد ، ومنها آية النهي عن الفرار ﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ  ﴾ وقد أنّب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الفارّين من معركة صفّين من جيشه كاليعافير -  أي الجواد السابقا بلسان العرب  -  قائلا ((  وأيم الله لئن فررتم من سيف العاجلة ، لا تسلموا من سيف الآخرة وأنتم لها ميم العرب والسنام الأعظم ،  إنّ في الفرار موجدة الله والذلّ اللازم والعار الباقي وإن الفارَّ لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين يومه )) فاذا كنتم حقا متبعي  منهج ال البيت عليهم السلام لما لا تأخذ وا هذه الخصلة من مولاكم الذي كان في ساحة القتال ثابتاً كالجبل الراسخ ولذا كان افتخاره عليه السلام ((  فإنّي لم أفرّ من الزحف قطّ ولم يُبارزني أحد إلا سقيت الأرض من دمه )) وعنه عليه السلام أيضاً (( فعاودوا الكرّ، واستحيوا من الفرّ، فإنَّه عارٌ في الأعقاب، ونارٌ يوم الحساب. وطيبوا عن أنفسكم نفساً، وامشوا إلى الموت مشياً سجحاً )) ،  وهل تدركون الهروب من المعركة هروب من الله  ، فيا لها من مكانة بائسة ارتضيتموها  وكشف الله جل علاه  زيفكم  لأنكم ارتضيتم  كثرة الكلام  وعبارات التشدد بدلا من المنازلة فها هي غزة تتعرض لكل أنواع الجريمة ضد الانسانية والقتل والدمار الشامل ولم يسلم الرضيع والكهل النساء والرجال ، وانتم وصهاينة العرب حكام العهر والرذيلة تتفرجون ورجولتكم في بيانات الاحتجاج  والشجب  فياله من عار وذل وسواد وجوه لنصرتكم الكافر على المسلم  حتى وان اختلف معكم في موقف او قرار او توجه.

 

إن نصر الله لقريب

 






الجمعة ٤ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة