شبكة ذي قار
عـاجـل










الحرب على غزة عدوان جديد أم تسوية (دائمة) كما يدعي الخرف بايدن ؟  - الحلقة الأخيرة

 

زامل عبد

 

 أمّا على الصعيد الفلسطيني عززوا وجود غرفة العمليات المشتركة الخاصة بفصائل المقاومة ، والتي أدت مكوناتها كلها دورها في هذا العدوان بما لديها من قدرات وإمكانات ، وهي تدل على شكل متقدم في أداء المقاومة يعبر عن وحدة الخطاب السياسي والسلوك الميداني ، وقد أسفرت الجولة الأخيرة عن زيادة ملحوظة في النفوذ القطري داخل الأراضي الفلسطينية ، تمثلت في تبنيها ملف المحتجزين الصهاينة وكذلك ملف الاسرى الصهاينة لاحقا وحسبما اوضحته قيادة حماس في مجمل تصريحاتها المعلنة  ومن هنا يمكن القول ان الدور المصري اصبح ثانويا في هذه المرحلة   ،  وارى انه انعكس على مواقف النظام المصري في موضوع فتح معبر رفح بشكل دائمي  حيث اركنت الحكومة المصرية هذا الامر الى المواقف والمساعي كما تزعم الامريكية والموقف (( الإسرائيلي ))  ، أما على صعيد النتائج الاقتصادية (( الإسرائيلية )) المباشرة للعدوان على غزة فقد ظهرت نتائجه فأخرها مؤتمر صحفي للمجرم نتنياهو قال  (( ان ميزانيتهم تكفي لشهر ونصف  بالإضافة الى استقراض ستة مليارات دولار بفوائد عالية نسبيا  )) واتجاههم الى تقليص عدد الجنود الاحتياط لتقليص النفقات الباهظة  كما توقف الإنتاج في بعض المعامل والتغيب عن العمل في بعض المرافق وتراجع السياحة والإقبال على المطاعم وأماكن الترفيه وهذا كله يمسّ بالنشاط الاقتصادي اليومي بسبب توقف العمل لدى انطلاق صافرات الإنذار ، التداعيات المستقبلية ووضع العدوان (( الإسرائيلي ))  ، كانت تتزايد المؤشرات إلى اقتراب موعد إعلان صفقة الرهائن والتي ارها  تقرأ بموقفين الأول قدرة المقاومة – حماس – على فرض موقفها وتحقيق جزء من  أسباب ومسببات عملية طوفان الأقصى وهو تحرير الاسرى الفلسطينيين ومنهم بعض القادة من فصائل أخرى كفتح مثلا - مروان البرغوثي - الذي يعد البديل الشرعي في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية  بعد محمود عباس  ، والامر الثاني  هو يرى الصهاينة وقف اطلاق النار المتزامن مع تبادل الرهائن هو انتصار لحماس واعطائها الفرصة لإعادة ترتيب بيتها من حيث الموقف العسكري  والميداني بشكل عام  وهذا الموقف يراه الخرف بايدن والغرب المتصهين وخاصة رئيس وزراء بريطانيا والمستشار الألماني  ،  وهناك راي يقول لعل الصفقة بحاجة إلى هدوء أمني في غزة بالذات لا يعكر صفو أجوائها وهذا يراه الفرنسيون والبلجيكيون الذين يصرون على قيام محكمة العدل الدولية بواجبها القانوني لإدانة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية  ، وفي ظل الوساطة المتعثرة التي تقوم بها أمريكا وقطر والأمم المتحدة فإن هذه الأطراف ربما تستطيع انتزاع تهدئة أمنية من المقاومة  و (( إسرائيل )) في غزة تحت عنوان قضايا إنسانية ، إلى حين إعلان هذه الصفقة من دون معارضتها من الناحية العملية العسكرية  ، والخلاصة هو ما تدعيه الإدارة الامريكية  والغرب من انهاء الصراع الفلسطيني (( الاسرائيل )) بحل الدولتين على ان لا يكون لحماس الدور السياسي والإداري المستقبلي فيها  وهناك اراء منها إعطاء الدور لحكومة محمود عباس ما بعد المرحلة الانتقالية التي تعقب انتهاء العمليات العسكرية (( الإسرائيلية )) على ان يضمن الامن التام للكيان الصهيوني وعدم وجود أي تهديد له مستقبلي وهذا الموقف سارع حكام النظام العربي العهر المتصهينين للترحيب به والعمل على تنفيذه وهذا ما يقرأ في مخرجات البيان الختامي للقمة العربية الإسـلامية في الرياض في  11 تشـرين الثاني 2023 الذي ارتكز على السـلوك السـياسي فقط وموقف الكيان الصهيوني غير معلن بشكله النهائي ما عدى الأفكار والآراء التي يطرحها نتنياهو ومجلس الحرب وهو القضاء التام على حماس في غزة وخارجها  وان يكون (( لإسرائيل )) المجال العسكري والأمني لتأمين الامن (( الإسرائيلي )) وبمعنى الرفض لمقررات المؤتمر انطلاقا من الصلف والمنهجية الصهيونية وهذا دليل على إصرار الكيان الصهيوني على عدم إعطاء الحق للشعب الفلسطيني  في الضفة الغربية وغزة بالرغم من انبطاح النظام العربي بإقراره مبادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في مؤتمر القمة العربية المنعقد في بيوت في 27 – 28 اذار  ،  الأمر الذي يجعل إعلان صفقة  حل الدولتين محاطاً بمخاطر التعنت الصهيوني مما يؤدي الى التنازل من حكام العهر والاستسلام عن الحق الفلسطيني للكيان الصهيوني ،  دون  ان يستخلصون الدروس والعبر مما سبق وبمختلف الصعد وسط ترقّبهم كيف ستسير الأمور لعجزهم وهزيمتهم ، ولا سيما اما عدم التزام (( إسرائيل ))  والسؤال على ضوء ذلك هل العدوان على غزة  ردت فعل  على نتائج عملية طوفان الأقصى أم تسوية دائمة وبالحقيقة التنازل عن الحق العربي بالكامل وإعطاء المشروعية للكيان الاستيطاني.

بموقف الجماهير العربية وقوتها الحية البعث الخالد تتحطم كل مشاريع التسوية.

 

 

 

 






الخميس ١٠ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة