ماذا بعد طوفان الأقصى   - الحلقة الخامسة

زامل عبد

قبل تناول التكلفة المتوقعة لابد من التطرق الى امر مهم وهو الاليات التي ستعتمدها المقاومة الفلسطينية والجماهير العربية الساندة لها وهنا اشتراط  {  ان عادة قيادة حماس الى المراهنة على الجماهير العربية من المحيط الى الخليج  وليس كرهانها على الدور الإيراني  الذي ثبت انه اعلامي ودعائي وعندما جد الجد أعلنت ايران ولاية الفقيه وذيولها التملص من عملية طوفان الأقصى باعتراف مباشر من خامنئي وبوقه حسن نصر الله }  ومن هذه آليات المشهد العمليات للمقاومة فثمة تطور بالآليات التي تم عبرها إدارة عملية طوفان الأقصى ومن أبرزها الانتقال الى الهجوم الذي لم يتوقعه العدو الذي اعتاد على  النمط القديم من عمليات استشهادية او التعرض المحدود عندما تسنح الفرصة في الجنوب اللبناني أو رد الفعل وذلك من خلال التمهيد لعملية طوفان الأقصى الهجوم بأكثر من 5000 صاروخ بالعديد من المناطق الخاضعة لسلطة الاحتلال وما أعقبة من تحرك برى منظم بالعمق غلاف غزة وبحدود 40 كم مما اذهل العدو الذي لم يكن رده مركزا ، كذلك الجهد الاستخباراتية لدى فصائل المقاومة وهو ما تم اختباره بسياقات العملية دون كشفها مسبقا من جانب الاستخبارات (( الإسرائيلية )) بالرغم من كل الإجراءات المتخذة لوضع غزة تحت المراقبة الكاملة والمشددة ، فضلا عن السلاح  الذي استخدم  في العملية بالرغم من الحصار المطبق المفروض على غزة وهنا يظهر جلي للدور الذي يلعبه الصيادين الغزاويين وبدو سيناء المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية ووجوب انتصارها بالرغم من جملة العمليات العسكرية التي يتخذها النظام المصري تحت عنوان مكافحة الإرهاب وما قامت به القوات المصرية من تدمير الانفاق التي اكتشفت والتي كانت تستخدم لأغراض توفير المواد الغذائية وما تحتاجه المقاومة لغرض التصنيع العسكري المحلي  ، والالية الثانية التي كان لها حضور في طوفان الأقصى التكتيكات النوعية عبر إطلاق الصواريخ والقذائف بكثافة على مواقع الاستهداف مما شل دفاعات العدو عبر القبة الحديدية ، التخطيط للعمليات البرية عبر تنظيم عمليات اقتحام منظمة للمستعمرات – مستوطنات - (( الإسرائيلية )) الغلاف الحدودي لقطاع غزة ، ومدى الصواريخ المستخدمة لتصل قدراتها الفعلية لتطول نهاريا قرب حدود فلسطين المحتلة واللبنانية في أقصى الشمال وذلك مقارنه بالمدى الصاروخي لعمليات استهداف المقاومة لتل أبيب والقدس المحتلة والاستفادة من نتائج المعارك السابقة التي خاضتها المقاومة في غزة او ما سبقها من عمليات فدائية واستشهادية  وتطور التكتيكات الهجومية للفصائل الفلسطينية من حيث أهداف حيوية بالنظر إلى خريطة الهجوم ، فقد عمدت كتائب القسام للتحرك نحو السيطرة - ولو بصورة مؤقتة – واقتحام الأجزاء المهمة داخل مستوطنات غلاف غزة بعمق نحو 40 كم داخل الأراضي المحتلة ، فضلا عن تطويق العديد من المواقع الأمنية والعسكرية وتدميرها ، بالإضافة إلى استهداف الجنود والمستوطنين وأسرهم ، على نحو ما قد ينبئ بانتقال الصراع إلى مرحلة أكثر حيوية يمكن البناء عليها كأوراق للمقايضة سياسيا وكما يحصل الان لتحرير الاسرى الفلسطينيين الذين مضوا سنين في الاسر  ، وكذلك  تنسيق الفصائل وتُبنى تلك الفرضية على توظيف مكاسب طوفان الأقصى المادية والمعنوية - فى اختبار ما يُعرف بمبدأ وحدة الساحات الذى دوما ما تتحدث عنه فصائل المقاومة الفلسطينه ، وذلك بالنظر إلى دعوة كتائب القسام وسرايا القدس لكل الفصائل والمقاومين داخل الضفة والقدس للانضمام والمشاركة بـ  طوفان الأقصى  بهدف تطويق جميع التحركات (( الإسرائيلية )) ومحاصرتها وإرباكها بما يخدم ويعزز الموقف التفاوضي للقضية الفلسطينية  والجدير بالذكر أنه ما لبث أن بدأت عملية طوفان الأقصى حتى أعلنت حكومة الاحتلال بدء عملية السيوف الحديدية كهجوم مضاد يستهدف تدمير البنية التحتية في غزة ، بالإضافة إلى تكثيف الهجوم لاغتيال عدد من قيادات حماس كمحاولة لتحجيم تحركات ما بعد طوفان الأقصى  وإضعاف رغبة المقاومة نحو إبرام صفقة سياسية حول تبادل الأسرى مع ارتفاع حصيلة الأسرى (( الإسرائيليين )) لدى الفصائل كذلك وأد أطروحات فك الحصار عن المعاملات المالية والاقتصادية لدى فصائل المقاومة وفى مقدمتها حركة حماس ، وقطاع غزة ككل وهذا ما ورد بتصريح الناطق الرسمي باسم سرايا القدس والذي اشترط الانتقال الى المرحلة اللاحقة من الوساطة والمفاوضات  بالاشتراط أعلاه والا العودة الى المواجهة العسكرية الشاملة كما يدعيها الصهاينة ليلاقوا هزيمة نكراء لهم على ارض غزة التي تعد رمال متحركة ستبتلع كل جهدهم العدواني 

يتبع بالحلقة السادسة