شبكة ذي قار
عـاجـل










ماذا بعد طوفان الأقصى   - الحلقة السادسة

 

زامل عبد

 

المجتمع الدولي الذى تسيطر عليه أمريكا وعواصم الغرب بمؤسساتها السياسية والاقتصادية والإعلامية قرر فرض التعاطف مع (( إسرائيل )) تحت عنوان الدفاع عن النفس باعتباره مرادفا للتحضر والتقدم والرقى ، واعتبار المواقف الداعمة لفلسطين إما مجرمة لأنها ترادف التعاطف مع الإرهاب ، أو مشكوك في صحتها باعتبارها منحازة ضد الإنسانية  والسامية  ،  ومن ثم فإن هذا المجتمع الدولي لن يكون في مقدوره ولا في رغبته أو نيته السياسية تقديم أي دعم إنساني حال قيام (( إسرائيل ))  باجتياح برى شامل أو محدود لغزة ورغم أن ما يقوم به العدو الصهيوني من فرض للحصار الشامل على غزة بما فيه منع المدنيين من الحصول على الطعام والشراب والدواء وهذا بعينه جريمة حرب وفق المعيار الدولي ، إلا أن أمريكا وعواصم غربية قررت السكوت والتجاهل أو حتى في بعض الأحيان تقديم التبريرات  ووصل بها الامر منع اصدار أي قرار لإيقاف الحرب لإعطاء العدو الصهيوني الفرصة الكافية لإمعانه بالجريمة وتدمير كامل البنى التحتية في غزة  بالإضافة الى التلويح بان مصير مدن عربية سيكون هكذا ان اتخذ النظام العربي الرسمي موقف ما  يهدد الامن (( الإسرائيلي )) ، ومن ثم فإن التكلفة المباشرة لهذه التغييرات المحتملة هو سفك دماء الفلسطينيين دون تفرقة بين مدنى أو مسلح ، سيدة أو طفل أو عجوز ، هناك مجزرة تلوح في الأفق وهى بالحسابات (( الإسرائيلية )) الرد الوحيد المناسب لإعادة الثقة في الدولة ومؤسساتها في الجولة الثانية من العدوان المبيت وصولا الى الاستسلام العربي الكامل ،  يعلم الصهاينة أن تصفية حماس والقضاء عليها بشكل نهائي هو أمر غير ممكن  وهذا ما قاله منسق السياسة الخارجية الأوربية ان كان هذا صحوة ضمير او مجبر لأبعاد اوربا من شبه عبر عنه الإرهاب ، كما أنهم يعلمون أن الحصول على الرهائن أحياء عن طريق تحريرهم بعملية عسكرية شاملة هو أمر غير محتمل ، قد تكون هذه كلها أهداف معلنة من الجانب (( الإسرائيلي ))  لكن الهدف الحقيقي هو الانتقام العشوائي لحفظ الكبرياء ولا شيء غيره لكن تكلفة هذا الانتقام لحفظ الكبرياء الصهيوني سيكون عالي التكلفة على النظام الدولي برمته وخاصة أمريكا  وان ما ذهب اليه بعض المسؤولين الكبار في الخارجية الامريكية من طرح وجهة نظرهم والتساؤلات عن المكانة الدولية لأمريكا ماذا ستكون مستقبلا  ولحق هذا الموقف اراء بعض المشرعين الامريكان ان تكون المساعدات المقدمة (( لإسرائيل )) مشروطه  ، فإذا استمرت الدول الغربية في موقفها الحالي دون تغيير من استهداف القطاع وتجويعه والتعامل مع الفلسطينيين والفلسطينيات كحيوانات بشرية  كما قالها وزير الحرب الصهيوني محبوسة في قفص غزة ، فإن التكلفة لن تكون فقط في فلسطين ولكنها ستكون في شكل انفجارات مدوية على جميع الأصعدة في الشرق الأوسط وخارج الشرق الأوسط  فمزيد من العنف والدماء والحروب الأهلية والإرهاب سيكون في انتظار هذا النظام العالمي المعطوب بشكل قد يقودنا إلى حروب قد تتخطى المنطقة وقد تصل إلى ما يشبه حرب عالمية ثالثة بدون أي مبالغات ولهذا حديث لاحق  ، بالإضافة الى ان أبعاد متباينة ستكون حاضرة ثمة عدد من الروابط المتبادلة بين تفجر المشهد السياسي والأمني بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني وعدد من الأبعاد المتباينة على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية أسهمت بدورها في هندسة مشهدي طوفان الأقصى وردت الفعل العدوانية المنفلتة  - السيوف الحديدية -وذلك على النحو التالي المستوى الداخلي وينقسم بدوره إلى الأبعاد الداخلية بكل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، فعلى المستوى الصهيوني كشفة طوفان الأقصى مدى هشاشة نظرية الردع ، فضلا عن الانقسام الأمني بالداخل الصهيوني واحتمالية اختراق وتراخى المنظومة الاستخباراتية  لاحقا اكثر مما حصل وهذا ما يُضفى مزيدا من التعقيدات والأزمات على ائتلاف الحكومة اليمينية الصهيوني غير المستقرة والدفع نحو تعميق عملية  السيوف الحديدية لتشمل القطاع بكامله ولربما أجزاء من سيناء لتحقيق التهجير القسري وهذا الاحتمال لا يستبعد عن الأردن لان العقل الصهيوني يرى في شرق الأردن هو موطن الفلسطينيين  بينما على المستوى الفلسطيني فقد رسخت العملية نظرية  المساحات المشتركة  بين فصائل المقاومة الفلسطينية  فضلا عن تعزيز قبضة حماس على القطاع والشارع الفلسطيني ككل وهو ما قد ينعكس سلبا على موقف السلطة الفلسطينية المسئولة عن الدفاع عن القضية الفلسطينية وهى تلك النقطة التي قد تُوظف باعتبارات المصلحة الإسرائيلية وهذا ما تتحرك عليه أمريكا  والكيان الصهيوني والغرب المتصهين تحت عنوان ما بعد المرحلة الانتقالية بعد انتهاء العمليات العسكرية في غزة والدور الذي تلعبه سلطة محمود عباس فيها وهذا الامر يتناغم معه محمود عباس وجماعته

 

يتبع بالحلقة  السابعة

 






الاثنين ٢١ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة