شبكة ذي قار
عـاجـل










افتتاحية العدد 391 –مجلة صدى نبض العروبة

قضية الحلبوسي تلقي أضواءً كاشفةً جديدةً

 على خراب (العملية السياسية)

 

بغض النظر عن الاتهامات التي وزعها محمد الحلبوسي على شركائه في العملية السياسية والتي حاول في مؤتمره الصحفي أن يحولها إلى قضايا رأي عام ليثبت براءته شعبياً بعد أن أخفق في اثباتها أمام محكمة العملية السياسية التي كان الحلبوسي أحد رئاساتها الثلاث، فإن أذن السامع الواعي قد التقطت من تصريحاته ما يمثل اسقاطات ضوء كاشفة مضافة تزيد من عري العملية السياسية وضحالة المتوظفين فيها وتهالكهم على منافع شخصية وعائلية وحزبية بعيدة كل البعد عن مصالح العراق وشعبه التي يحاولون التواري خلفها.

الحلبوسي كشف جوانب من تآمر أطراف العملية السياسية على بعضهم البعض الأمر الذي يثبت مجدداً أن اللاعبين في ساحة العملية الاحتلالية لا تحكمهم أخلاق وبعيدون عن ثوابت القيم والمبادئ والرجولة والوطنية.

إن السلوك السيئ والانحلال الذي طبع مسار سياسي العملية السياسية منذ بدايتها وبعد مرور عشرين سنة على تأسيسها من قبل الولايات المتحدة بعد احتلال العراق يؤكد أن الفساد الأخلاقي والسياسي والمالي والإداري هو جزء من تكوين هذه العملية، متأصل في حيثيات بنائها واستمراريتها تحت حماية دول الاحتلال وخاصة أميركا وبريطانيا وإيران والكيان الصهيوني، وإن أي حديث عن إصلاح لها من داخلها هو محض هراء ولهاث خلف سراب.

يحاول اللاعبون في مسارات العملية الاحتلالية أن يقنعوا الشعب العراقي أنهم يشتغلون في هذه العملية خدمة للعراق ولشعبه، وهذا يثبت أن في نفوسهم عواصف من القلق والرهاب والخوف من ساعة آتية لا ريب فيها يحاسبهم بها شعب العراق حساباً عسيراً.

هم يعرفون أن انخراطهم في العملية السياسية هو خيانة للعراق وغدر بشعب العراق، هم يعرفون أنهم عملاء للمحتل وذيول لإيران وأميركا والكيان الصهيوني وغارقين في كل الجرائم التي ارتكبت منذ غزو العراق وإلى يومنا هذا.

الحلبوسي يعرف وكلهم يعرفون أن العراق بعد الاحتلال قد صار عبر عمليته السياسية منفذاً لسياسة أميركا خاضعاً لتوجهاتها، وأولها أن العراق قد صار خارج إطار توازنات الصراع العربي الصهيوني، وأن أميركا قد غزت العراق واحتلته لكي تخرجه من دوره العربي، وتلغي تماماً موقفه الثابت من الاحتلال الصهيوني للأرض العربية في فلسطين.

الحلبوسي يعلم أن حال العراق هذا لا يغيره تصريح صحفي منه ولا من أي جهة داخلة في صراع المناصب والمكاسب التي فرشتها لهم أميركا في العراق.

إن كل ما في العراق من ثروات وأموال وموازنات وتعاقدات كلها محكومة بتوجيهات وبتوجهات الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها، وأولهم إيران، وهذا يعني ضمناً وجدلاً أنها محكومة من قبل الكيان الصهيوني لأن أميركا هي الكيان والكيان الصهيوني هو أميركا.

إجمالاً، إن من يظن من عبيد الاحتلال المنغمسين في خراب وفساد عمليته السياسية أن ثوب الوطنية والدين والمذهب والعروبة قد يسترهم، فإننا نقول إن هذا الثوب لم ولن يستر جرائمهم وخيانتهم العظمى، لأن العالم كله يعي ويعرف أن أميركا لا دين لها ولا مذهب ولا عرق ولا إنسانية، بل هي نظام صهيوني امبريالي بالمطلق.






الثلاثاء ٢٩ جمادي الاولى ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / كانون الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة