الشهيد هو الذي اقتحم الموت

ولم يخف من أزيز رصاص الجبناء

زينب علي

الشهيد هو من بذل روحه وحياته دفاعاً عن وطنه وأبنائه، وهو من تخلى عن كل متاع  الحياة لإعلاء كلمة الحق وحفاظاً على كرامة النفس والشعب والوطن، ومن تضحياته تصاغ معاني الإيثار والعزة والكرامة، وأمام شجاعته ينحني الأبطال الأشاوس، وفي وصف شجاعته تعجز الكلمات والحروف.

يوم الشهيد العراقي 1-12  هو يوم لإحياء ذكرى شهداء العراق، ففي هذا اليوم الأسود نفذت إيران جريمتها البشعة بإعدام ١٥٠٠ شهيد وقعوا في الأسر بعد نفاذ ذخيرتهم، وارتوت أرض البستين بدمائهم الطاهرة، واعتُبِر هذا اليوم هو يوم وطني للشهيد العراقي، وقال فيه القائد صدام حسين مقولته الشهيرة: (الشهداء أكرم منا جميعاً)، ولأن الشهادة امتياز والتضحية في سبيل تراب الوطن (واجب مقدس وصدق مع النفس) والمجاهد في سبيل الله أفضل الناس بنص كلام الحبيب؛ قيل: يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله)، وقال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) سورة آل عمران آية ١٦٩ ...

الجهاد ذروة سنام الإسلام؛ فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد)) .

إن الشهادة في سبيل الله درجة عالية لا يهبها الله إلا لمن يستحقها؛ فهي  اختيار من العلي الأعلى للصفوة من البشر ليعيشوا مع الملأ الأعلى ؛ (وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء) سورة آل عمران: آية ١٤٠

شهداء العراق وطوفان الأقصى والأمة العربية ليسوا كغيرهم، هم رجال من نوع آخر، في حديثهم يسكن الإصرار، وفي عيونهم تلمع دموع العزة والكرامة والصمود، وعلى ألسنتهم تتلألأ درر الكلمات التي تغلفها الأصالة وعشق الوطن والرغبة الصادقة في التضحية والفداء والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، شاهدنا شهداء طوفان الأقصى فلا يسعنا إلا أن نقول أن الشهيد هو ذلك العملاق الذي يقف أمامنا عالياً بشموخ، ننظر إليه فنقرأ في قسمات وجهه معاني العزة والشجاعة والإقدام والكرم والإيثار، منه نتعلم كيف يكون الإنسان حراً، وأن يكون عزيزاً لا يذل الرقاب لغير الله سبحانه وتعالى، هو الذي نجلس أمامه بخشوع، نتعلم منه جوهر الحياة، علينا أن نضمخ أيدينا بدمائه، باختصار الشهيد هو الذي اقتحم الموت ولم يخف من أزيز رصاص الجبناء.