شبكة ذي قار
عـاجـل










الافتتاحية

ثورة الثامن من شباط إحدى عوامل نهضة الأمة


حركة البعث لم تكن إضافةً عددية للقوى والحركات والأحزاب المكونة لخارطة السياسة العربية بل كانت تمتلك سمة الارتقاء فوق جميع الحدود المرسومة في أهداف السياسة وغاياتها وتمتلك فضلاً عن سمة الارتقاء سمة العمل الميداني معياراً مركزياً جوهرياً لتشكيل الهوية.

البعث ولادةٌ لمنهج أمة فقدت وحدتها وحريتها، وفقدت كل معايير العدل والمساواة فتحولت إلى كيان إنساني فاقد الإرادة وفاقد القدرة على تحريك طاقاته واستثمارها.

البعث هو حزب الانقلاب على الواقع العربي بتحريك طاقات الأمة الذاتية، وحزب الثورة العربية باستخدام ممكنات العرب، وهي ممكنات عملاقة لو تمكن العرب من كسر الأغلال والقيود التي كبلت بها أيديهم وأرجلهم.

لقد أدرك البعث أن السياسة لوحدها بمفاهيمها التقليدية لن تغير حال الأمة بل على النقيض ستسير بها إلى هاويات السكون والركود والكسل وتقبل الهزائم ببساطة.

أدرك البعث أن حرق المسافات والأزمنة بيننا وبين العالم المتقدم لا يتحقق بالسياسة الإصلاحية والترقيع والتطور التدريجي بل بالثورة الشعبية الشاملة وتثوير ذات الإنسان العربي (الانقلاب على الذات).

كانت ثورة شباط ١٩٦٣ هي التعبير الحقيق عن كل ذلك، من نظرية وعقيدة وأهداف ورسالة قومية عربية، إنها الثورة التي صُممت لإبلاغ العرب بجدية مشروع البعث الثوري القومي الوحدوي التحرري.

ثورة الثامن من شباط كانت مشروعاً وطنياً وقومياً يبرهن على أن البعث طاقة جبارة قادرة على التغيير الجذري المفضي إلى تحقيق ذات الأمة، وكانت مساراً جسوراً لإثبات قدرات البعث على صناعة دولة ذات إدارة مقتدرة وصناعة أمن مجتمعي مستتب وحياة اقتصادية تنمو باضطراد واستقلال سياسي واقتصادي ناجز. 




الاحد ١ شعبــان ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صدى نبض العروبة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة