شبكة ذي قار
عـاجـل










دروس وعبر من غزة الصابرة المحتسبة لله من ظلم حكام العهر والرذيلة -  الحلقة الثالثة

 

زامل عبد

 

كلما أرادوا إطفاء جذوة الجهاد في نفوس الأمة تأججت من جديد ، ومن حيث أرادوا إذلال المسلمين وتشتيتهم اجتمعت قلوب المسلمين حول غزة وأهلها المجاهدين، وأخزى الله الخائنين لأمتهم وازدادوا مهانة وخزيا وبغضا في قلوب المسلمين، ومن حيث أراد العدو إرهاب المسلمين بأسلحته الفتاكة ظهر عجز القوة المادية أمام قوة الإيمان واليقين وعلمتنا غزة أن الإعلام عندما يسخر لخدمة قضايا الأمة فإن بوسعه أن يفعل الكثير؛ من بيان الحقائق وتثبيت المرابطين وفضح جرائم المعتدين وكشف النقاب عن الخائنين، وعلمتنا أن الأخذ بأسباب النصر من ضرورات بقاء الأمة وصمودها وعلمنا خذلان بعضهم لغزة أن الحلف الذي جمع اليهود والمنافقين في غزوة الأحزاب لازال قائما، وأن المنافقين على صلتهم القديمة باليهود وغيرهم من أعداء الأمة علمتنا غزة أن هذه الأمة لم تمت ولن تموت، لأنها خلقت لتبقى حتى يقاتل آخرها الدجال كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. وعلمتنا أن الوهن مهما بلغ بالأمة مبلغه فإنه يزول متى ما تهيأت أسباب زواله وعلمنا أبطال غزة معنى قول الله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) (آل عمران – 173174 ) إن الأمة التي اختارها ربها لحمل أمانة التبليغ والهداية، والشهادة على الأمم، لن تزول، وسيبقى في كل زمان منها مؤمنون صابرون، ومجاهدون صادقون، وكرام باذلون، وغيورون صادقون وأما ما يرجف به البعض من أن أهل غزة لم يستشيروا غيرهم في هذه المعركة، فأحوال المسلمين لا تخفى، وتخاذلهم وتآمر بعضهم ظاهر للعيان، وكثير من أصحاب القرار غير مؤتمنين على مصالح الأمة وأما عن عدالة هذه المعركة فلا يشك في عدالتها إلا جاهل أو مكابر، فلدى الفلسطينيين من أسباب الثأر الكثير، منها الانتهاكات المتكررة للأقصى الشريف والتي تكاثرت في الفترة الأخيرة بسبب وصول مجموعة من الفئة الأكثر تطرفا لمواقع مؤثرة، ومن الأسباب اعتقال اليهود لأعداد كبيرة من حرائر فلسطين وأحرارها، والتضييق على الفلسطينيين في معيشتهم وتنقلاتهم، وتشديد الخناق عليهم عاما بعد عام إن الأمة التي اختارها ربها لحمل أمانة التبليغ والهداية، والشهادة على الأمم، لن تزول، وسيبقى في كل زمان منها مؤمنون صابرون، ومجاهدون صادقون، وكرام باذلون ، وغيورون صادقون يهبون للنجدة ، ويسعون لغوث المنكوبين في كل أزمة ، ويبقي في أكناف بيت المقدس رجال باعوا أنفسهم لله ، ويبقى في الشام الفتية مؤمنة التي تناولها المغفور له القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق في خطابه بذكرى المولد النبوي 1943 من على مدرجات جامعة دمشق  والتي هي اليوم حاضرة في موضوع الاعداد لانقاذ الامه من الوهن وما اراده اعداؤ العروبة والاسلام المحمدي النقي من كل انواع البدع والتضليل والدجل  وفتاوى التكفير ،  لقد كان مصاب أهلنا في غزة فادحا  أزهقت فيه أرواح وأهلك فيه الحرث والنسل ، فلا ينبغي لقادر أن يتأخر عن نجدة إخوانه وإغاثتهم وتخفيف آلامهم ، فواجب الأمة نحوهم البذل بسخاء ، شكرا لهم وثبيتا لأقدامهم ، ونكاية في عدوهم ولا شك أن ثبات أهل فلسطين ثبات للأمة ، وأن خذلانهم خطر على الأمة في دينها ودنياها ، وفي حاضرها ومستقبلها ، وأن البخل في مواقف البذل من أسباب الهلاك كما قال تعالى *  وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين *  ( البقرة – 195 ) ، وهذا عتاب ووعيد من الله جل وعلا لمن يبخل * ها أنتم هٰؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم *  ( محمد – 38 ) وتجلت بقول الخالق البارئ * ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ ‌الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ * ( المائدة: 23 ).

 

يتبع بالحلقة الأخيرة.

 






الخميس ٩ شــوال ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة