شبكة ذي قار
عـاجـل










 

المنصة الشبابية

 

انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه وطرح قضاياه الراهنة والتعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه ما يصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة.

 

حرب المصطلحات التفتيتية

للهوية العربية والقضية الفلسطينية

(الجزء الثالث)

الشرق الأوسط الجديد

يحيى محمد سيف - اليمن

 

مشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد لشمعون بيرز الذي طرحه في ظل المتغيرات الدولية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبروز الدبلوماسية الاقتصادية كأحد أهم العلاقات الدولية للسيطرة والتحكم في العالم. يتألف من شقين الأول أمني والثاني اقتصادي، والشقان متداخلان وكل منهما يدعم الأخر عبر إيجاد سلسلة من المتشابكات من المصالح تستهدف في النهاية، حسب رأي صاحبه، رفع مستوى المعيشة وانحسار ما أسماه الإرهاب الأصولي الإسلامي ومن ثم حفظ أمن الكيان الصهيوني. ويرى أن (السلام) ضرورة لسوق شرق أوسطية وهو فرصة لبناء (إسرائيل) أفضل وأكثر أمناً وازدهاراً ولذا يقول يتعين أن نعمل باتجاه إقامة شرق أوسط جديد يقوم على الازدهار والأمل (16).

 

وقد طرح شيمون بيرز تصوراته حول هذا الشرق الأوسط في نوفمبر 1992م أمام المعهد القومي لدراسات الشرق الأوسط في القاهرة. وطالب العرب نسيان الماضي والتركيز على المفاوضات ووضع حد للنزاع لبناء (الشرق الأوسط الجديد) وسوق مشتركة، وإنشاء كونفدرالية فلسطينية أردنية مع الكيان الصهيوني.

 

🔸مشروع مارشال للشرق الاوسط

 

هذا وكان شيمون بيريز قد اقترح خلال زيارته للولايات المتحدة الامريكية في إبريل 1986م اعتماد مشروع مارشال للشرق الأوسط على غرار مشروع مرشال لأوروبا الغريبة بعد الحرب العالمية الثانية والذي أدى إلى قيام السوق الأوروبية المشتركة، وذلك لحل أزمات الكيان الصهيوني الاقتصادية ودمجها في المنطقة والهيمنة عليها. ووعدت الولايات المتحدة الأمريكية بدراسة اقتراحات بيريز بعناية مع حلفائها.

 

وقد نشر بيريز مخططه عن النظام الإقليمي الجديد في كتابة الذي صدر عام 1993م تحت عنوان (الشرق الأوسط الجديد) ورغم الموضوعية الزائفة لبيريز كما يقول فتحي شهاب الدين وهو يتحدث عن فشل الحروب وأهمية السلام غير أنه سرعان ما يكتشف القارئ الواعي أن هذا السياسي الصهيوني المخضرم إنما يدس السم في العسل. يقول بيريز بالنص سوف يكون شعار الحقبة القادمة (الخبز مقابل الدبابة).

وينطلق بيريز من أن التطبيع مع العرب قائم وأن دولة الكيان الصهيوني ستقوم بدور المركز والقائدة والقوة الأساسية لتحويل النظام الإقليمي الجديد إلى قوة عظمى على غرار الاتحاد الأوروبي وبالتعاون والتنسيق معه.

 

وطرح بيريز صيغة التعاون العربي مع الكيان الصهيوني في الفترة القادمة زاعماً ان (العرب يملكون المال والنفط ونحن نملك العلم والعقل فإذا حدث تزاوج بين الاثنين استطاع كل منهما أن يحقق المعجزات للأخر)

 

🔸 الهندسة المعمارية "لإسرائيل" العظمى

 

وحدد معالم السلام المقبل مع الكيان الصهيوني على انه (أولاً وقبل كل شيء هندسة معمارية ضخمة، هندسة تاريخية لبناء شرق أوسط جديد متحرر من صراعات الماضي) وأعترف في كتابه بأن (فكرة السوق الشرق أوسطية حلم صهيوني وأن فتح الحدود التجارية وخفض النفقات الدفاعية وإقامة نظام إقليمي للحياة وإعادة الحياة لسكة حديد الحجاز وإنشاء طرق سريعة ومواني موسعة جديدة وقناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت كفيلة بتعزيز النظام الإقليمي الجديد).

 

ويعترف بيريز بأن السبب الرئيسي في توجهه الجديد هو الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها الولايات المتحدة الأمريكية مما يقلل من إمكانياتها في تقديم المساعدات المالية للصهاينة في دولتهم، ويؤكد أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على الاستمرار في تقديم المساعدات المالية الضخمة لبلده.  ويتناول في نهاية كتابه مشكلة اللاجئين ويرفض حقهم في العودة إلى وطنهم لأن ممارسة العرب لحق العودة برأيه ستقضي على الوجه القومي للكيان الصهيوني وتحويل الغالبية اليهودية إلى أقلية.

 

ويرمي الكيان الصهيوني من طرح مشروع (الشرق الأوسط الجديد) إلى تحقيق إسرائيل العظمي اقتصادياً، بدلاً من إسرائيل الكبرى جغرافياً، ويقول حرفياً: (إن إسرائيل تواجه خياراً حاداً أن تكون إسرائيل الكبرى اعتماداً على عدد الفلسطينيين الذين تحكمهم أو أن تكون إسرائيل الكبرى اعتماداً على حجم السوق التي تحت تصرفها).

ويمضي بيرز في كتابة بوقاحة منقطعة النظير قائلاً (أنا أقوال إنه لن يكون هناك أي حل دائم إذا لم يصبح هناك شرق أوسط جديد) (17).

 

 🔸 السوق الشرق أوسطية

 

لقد ابتدع أصحاب المشروع هذه التسمية البعيدة كل البعد عن حقيقة السوق ورددها ذوي الغفلة من العرب للتضليل بها على نحو ما تفعل دولة الكيان الصهيوني بمصطلحات أخرى مثل (الأمن والسلام)، حيث تعطيها مضموناً خاصاً بعيداً عما يعرفه العالم تحت اسم الأمن والسلام كي تستفيد من هذه الكلمات المقبولة عالمياً للتعمية على أهداف أخرى غير مقبولة هي احتكار القوة والسيطرة على الوطن العربي. فقد ابتدعت تسمية السوق كي يستقر في أوهام الواهمين من العرب الفكرة الاقتصادية ومنافع الربح التجارية وحسب.

 

ومنذُ بداية التسعينات من القرن الماضي، وبعد توقيع اتفاقية أسلو بدأت محاولات التنفيذ لهذا المشروع وعقدت المؤتمرات الخاصة في بعض العواصم العربية بمشاركة صهيونية، مدعية أن ما تسعى إليه هو مماثل لما يحدث في مناطق أخرى من العالم كالسوق الأوروبية المشتركة، إلا أن حقيقة الأمر هو أن الأخيرة قائمة على علاقات اقتصادية بحتة متكافئة بين الاعضاء الاوربيين ومن دون اهداف مبطنة أخرى، أما ما تسعى اليه دولة الكيان الصهيوني فهو الهيمنة الاقتصادية المطلقة إضافة إلى الهيمنة الأمنية والسياسية الأكبر.

 

🔸إعادة النظر في الشرق الأوسط

 

وضع الصهيوني الأمريكي (برنارد لويس) مخططاً للشرق الأوسط تحت عنوان (إعادة النظر في الشرق الأوسط)، انطلق فيه من التخلي الرسمي عن حلم القومية العربية! ورسم بدلاً عن ذلك شرق أوسط جديد تصل حدوده الجغرافية إلى الجمهوريات الإسلامية. وقال لويس باحتمال إلغاء دور العرب في التاريخ الجديد للمنطقة لمصلحة قوى إقليمية أخرى وفي طليعتها (إسرائيل، وتركيا) (18).

 

 يتبع لطفاً..






الثلاثاء ١٤ شــوال ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والإعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة