شبكة ذي قار
عـاجـل










يهود بلاد فارس (إيران) ودورهم  حقائق ودلالات   - الحلقة الخامسة

 

زامل عبد

 

يأتي في سياق تلافيها لأي صدام مجاني مع الغرب ، وهو أمر يدركه الكيان الصهيوني الذي لا يحاول استقطاب يهود إيران للعيش في فلسطين ، كما يفعل مع اليهود في أنحاء العالم  كما أن إعطائهم مزيداً من التمثيل في الانتخابات البرلمانية الإيرانية الأخيرة ، ليتحول تمثيلهم من مقعد واحد إلى أربعة مقاعد ، يأتي في إطار حالة التقارب الإيراني مع الغرب  ، وهنا لابد من الاشارة الى ان الغالبية من يهود ايران ركبوا موجة ما يسمى بالثورة في ايران واندمجوا في المجتمع (( الشيعي الموالي لولاية الفقيه )) لكي يتمتعوا بالمزايا والحقوق التي يتمتع بها (( الشيعة )) ، ومن ذلك المساهمة في إدارة الدولة  وتقرير سياساتها ومصيرها واستمرار التأثير السلبي في عقيدة الشيعة من داخلها ، فقد صار معلوما من خلال مراجعت الحوادث التاريخية التي مرت بها بلاد فارس نجد أنه عند قيام الدولة الصفوية في إيران عام  1502  ، كان هناك 300 قرية يهودية في إيران ركبت موجة التشيع ، لأن اليهود وجدوا فيه ما يحقق أغراضهم الخبيثة ضد الإسلام المحمدي النقي والمسلمين من خلال الضلال والتكفير والتزمت الفكري وصولا للطعن بالصحابة  والخلفاء لتعميق الفتنة والفجوة المجتمعية ، ويبلغ تعداد اليهود في إيران حاليا  بين  25 – 45 ألفا ، بحسب المصادر الصحفية 9900 يهودي ، بحسب إحصاءات الوكالة اليهودية 2017 نصفهم يعيشون بطهران ، وبقيتهم يتوزعون في أصفهان وهمدان وشيراز  ويتعايشون في وئام مع الشيعة والنصارى الأرمن  ،  ويعتبر اليهود في إيران حاليا في وضع ممتاز جدا مقارنة بالأقليات الأخرى التي تتعرض إلى الاضطهاد ومحاولات طمس الهوية وبخاصة ابناء الاحواز المحتلة والمسلمين (( السنة )) والمحرومين من كل الحقوق  ،  فاليهود في إيران يتمتعون بكافة حقوقهم الدينية والاجتماعية والثقافية ولديهم مقعد في البرلمان الإيراني ، باعتبارهم أقلية دينية معترف بها ، بجانب الأقليات المسيحية والأقلية الزرادشتية ، وذلك طبقا للدستور الإيراني ، ويتجاوز عدد المعابد اليهودية في إيران  25 معبدا ، منها 10 معابد  في طهران وحدها ، في حين لا يوجد بها مسجد واحد (( للسنة )) ، رغم أن أعدادهم فيها تتجاوز المليون ولليهود في إيران مدارس خاصة بهم ، ومطاعم ومحلات للجزارة ، ومكتبة مركزية ودارا للنشر ، تنشر الكتب والأبحاث بجميع اللغات وهي دار -  بروخيم - ، ولديهم مقابر خاصة بهم  ودارا للعجزة ، ومنظمات شبابية ونسوية ، ومؤسسات ثقافية ، كمؤسسة أنجومان كاليميان بطهران ، والتي تنشر مجلة شهرية بالفارسيّة بعنوان (  أفق بينا ) ، ناطقة باسم الجمعية اليهودية بطهران ،  ولديهم صحيفة بالفارسية ، اسمها ( شهياد ) ، ولديهم جمعيات خيرية لحل المشكلات الاجتماعية والصحية والاقتصادية لليهود ، كما أن لليهود مستشفى خيري بطهران ، ممول من التبرعات اليهودية ، إلا أن حكومة الرئيس الايراني السابق روحاني خصصت له ميزانية قدرها 400 ألف دولار ، وإلى جانب ذلك يحصلون على عطلات رسمية في أعيادهم ومناسباتهم ، وتصل عطلة عيد الفصح إلى ستة أيام ، في حين لا تتجاوز عطلة كل من عيد الفطر وعيد الأضحى عن يومين على الأكثر لأن كل منهما يعتبر من أعياد أهل (( السنة )) لان العيد الاكبر عند الفرس والنظام الايراني الصفوي الحالي هو نوروز ،  كما أنه مسموح ليهود إيران زيارة أقاربهم في الكيان الصهيوني عبر قبرص ، كما تسمح السلطات الإيرانية بزيارة يهود الكيان الصهيوني لأقاربهم في إيران ، وتتولى السفارة الإيرانية بتركيا تزويد هؤلاء المسافرين بجوازات سفر خاصة  وفي 2015 أقيم في المقبرة اليهودية بطهران نصب تذكاري تكريما للجنود اليهود الإيرانيين الذين قتلوا في الحرب الإيرانية العراقية  ، وسمح  للمدارس اليهودية بالعطلة يوم السبت

 

يتبع بالحلقة الاخيرة

 






الاربعاء ٧ ذو القعــدة ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠٢٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة