تعمل الميليشيات المتنفذة التي تشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة على قائمة
الفتح بزعامة “هادي العامري”، على ضمان التصويت لها عبر تهديد السكان بالتهجير حال
عدم التصويت لتلك للقائمة، لا سيما في محافظة نينوى، حيث بدأت جهات سياسية في نينوى
التخطيط لتزوير الانتخابات في المحافظة، من خلال الزج بمقاتلين في ميليشيا الحشد
وعوائلهم ضمن قوائم التصويت الخاص، وجمع بطاقات الناخبين مقابل أموال.
وقال مرشح في نينوى في تصريح صحفي إن “قادة في ميليشيا الحشد يضغطون على بعض
السكان في نينوى للتصويت لصالح قائمة معينة، وإلا يواجهون التهجير”.
وأفاد مصدر صحفي في تصريح له بأن “عدد المقاتلين الذين سيتم تزوير أصواتهم
يصل إلى اكثر من 50 ألف شخص، حيث وجّه أغلبهم بالتصويت لصالح كتلة شيعية أو شخصيات
تابعة للحشد الشعبي”.
واوضح المصدر أن “توقف توزيع بطاقات التصويت “البايومترية” في نينوى يهدد
بتوسع عمليات التزوير، فضلاً عن أنّ نحو نصف الناخبين لم يحصلوا على البطاقات
البديلة ولم يبق على يوم الاقتراع سوى أيام”.
وأضاف المصدر أن “جهات مسلحة وأخرى متنفذة في المحافظة تمنع بعض المرشحين من
الدخول إلى مناطق نفوذها أو تعليق “البوسترات، كما يواجه مرشحو أحزاب كردية مضايقات
في مناطق شمال الموصل، مقابل ذلك كل شيء متاح أمام 940 مرشحاً عن محافظة نينوى
لتعبئة أصوات أكثر من مليوني ناخب، 80 % منهم في الموصل، قبل موعد الانتخابات فى
نهاية الأسبوع الحالي، بدءاً من عمليات فرش الأحياء السكنية بـ”السبيس”، وتنظيم
فعاليات رياضية وثقافية وحضور حفلات الزفاف، وتوزيع الهدايا والأموال”.
وأكد المرشح عن محافظة نينوى “مليح الزوبعي” في تصريح صحفي أن “الانتخابات
المقبلة “غير نزيهة”، وإن هناك محاولات كثيرة لتزوير النتائج، مضيفا أن قادة في
الحشد يضغطون على بعض السكان في نينوى للتصويت لصالح قائمة معينة، وإلا يواجهون
التهجير، كما أن تلك الجهات “تمنع بعض المرشحين من الدخول إلى مناطق نفوذهم وتمزق
البوسترات والدعاية الانتخابية”.
من جهته قال النائب عن نينوى عن الحزب الديمقراطي الكردستاني “ماجد شنكالي”،
في تصريح صحفي إن “قادة الحشد خاصة في غرب الموصل وتلعفر، يطالبون السكان بالتصويت
لصالح قائمة الفتح، مضيفا أن الأحزاب والمرشحين الكرد يتعرضون إلى مضايقات في مناطق
سهل نينوى، زمار، سنجار، ويمنعون من الترويج لقوائهم، محذرا من إمكانية التزوير في
“التصويت المشروط” الذي سيجرى في مخيمات النازحين خارج المحافظة، وسيشمل نحو 200
ألف ناخب”.
من جانبه اعتبر المرشح “علي الزوبعي” أنّ “بعض قادة الحشود العشائرية
والشعبية في المحافظة، جمعوا بطاقات المقاتلين وعوائلم لاستخدامها في التصويت
الخاص”، موضحاً أن “مفوضية الانتخابات منعت الحشود من التصويت الخاص، باستثناء
الموجودين على الحدود، مؤكدا أن أعدادا قليلة من الحشود متواجدين على الحدود، لكن
أغلب قادة الحشد سيدعون وجود مقاتليهم هناك مستغلين البطاقات التي تم سحبها من
المنتسبين في الحشد”.
ويبلغ تعداد السكان في الساحل الأيمن للموصل 700 ألف نسمة، أغلبهم خارج
المدينة الآن، وهو عدد مؤثر في الانتخابات المقبلة إذا تمت مقارنته ببعض المحافظات
التي يبلغ جميع سكانها مليون شخص.
من ناحية أخرى أفاد مرشحون بأن “نحو 800 ألف ناخب في نينوى لم يحصلوا على
البطاقات (البايومتري) حتى
الآن، وذلك بسبب صعوبة إجراءات الاستبدال وقلة مراكز التوزيع”.
ويتوزع نازحو نينوى بين محافظات الوسط وإقليم كردستان، فضلا عن وجود نزوج
داخلي ضمن 9 أقضية، ونزوح داخل القضاء الواحد بين المدن، ما يجعل مهمة خوض عملية
ترويج للانتخابات من القضايا الصعبة للغاية.
وكانت الامم المتحدة قد كشفت مؤخراً، عن موجات ارتداد جديدة للنازحين
العائدين الى الموصل، وصل ما يقارب 5.597 عائلة عادت الى معسكرات النازحين في
الموصل.
الاثنين ٢١ شعبــان ١٤٣٩هـ - الموافق ٠٧ / أيــار / ٢٠١٨ م