معهد واشنطن يصدر تقريرًا حول استراتيجية أمريكا تجاه العراق وإيران




شبكة ذي قار

نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط تقريرا قام خلاله بتحليل إستراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران والعراق، وذلك من خلال ملاحظات عدد من كتابه في المنتدى السياسي للمعهد.
 
 واوضحت الباحثة المقيمة في المؤسسة العربية “جنيف عبده”، في ملاحظاتها أن “القادة الإيرانيين قاموا بمبادرات للتقرب من المجتمع السني في العراق في ظل الوضع غير المستقر الذي تمر به بلادهم، بعد فرض عقوبات أمريكية إضافية على إيران، بينما يسرع الأوروبيون في الاتجاه المعاكس، الأمر الذي يترك العراق نافذة الأمل الأكبر بالنسبة لطهران للتعامل مع العقوبات”.
 
 وأضافت أنه “فضلا عن التدخل الإيراني في العملية الانتخابية والاقتصاد في العراق، تعمد طهران أيضا إلى زيادة انخراطها في حكومة إقليم كوردستان، مستخدمة إياها كأداة سياسية، فقد تتيح حكومة الإقليم لطهران فرصة التحكم بتشكيل الحكومة في بغداد، فتضمن بذلك تأييد رئيس الوزراء والوزارات المختلفة للمصالح الإيرانية”.
 
 ولفتت الباحثة إلى ان “الولايات المتحدة يمكن أن تتحكم في تشكيل الحكومة المقبلة في العراق، بتجاوزها العلاقات العسكرية والسياسية التقليدية من خلال تعزيز الخدمات الاجتماعية في البلاد، والتي يمكن أن تقوي بدورها الحكومة المركزية، لكن ذلك لا يعني أنه يجب على واشنطن إهمال القضايا العسكرية والسياسية، لأن المسؤولين العراقيين يشعرون بالقلق من سحب الولايات المتحدة دعمها للمعركة القائمة ضد مسلحي (تنظيم الدولة) وبالتالي يتعين على المسؤولين الأمريكيين طمأنتهم بأن هذه المعركة ما زالت تشكل أولوية”.
 
 وبينت عبده أنه ” ينبغي على واشنطن تعديل عقوباتها على إيران للحد من آثارها السلبية على العراق، وحتى مع توسيع الإيرانيين نفوذهم في بغداد، فمن المرجح أن تمنعهم العقوبات من تقديم نفس مستوى الخدمات للعراقيين التي كانوا يوفرونها في الماضي”.
 
 من جهتها أكدت الزميلة المشاركة في “چاتام هاوس” والمستشارة السابقة للمعهد الأوروبي للسلام، “نسيبة يونس”، ان “الغضب والعنف اللذين شهدتهما التظاهرات الأخيرة في جنوب العراق، لا يقلق المسؤولين العراقيين رفيعي المستوى، ولا يبدو أنهم يشعرون بالحاجة إلى إعادة الثقة إلى النظام السياسي، ربما لأن معظمهم منفصلون تماما عن مظالم الشعب، فالسياسيون داخل شبكات المحسوبية البيروقراطية الضخمة في العراق، لا يعتقدون أنهم فاسدين، بل يعتبرون الفساد جزءا من الحوكمة الرشيدة – كونهم أسخياء ويأخذون من موارد الدولة لإعالة شبكاتهم الخاصة”.
 
 وأشارت يونس إلى أن “انخراط إيران في اربيل هوالآن أعمق من ضلوع بغداد، ففي ظل الضعف الذي يساور الكورد، قدمت طهران حججا قوية لهم للتحالف معها، معلنة للمسؤولين الكورد بأنه باستطاعتهم تحقيق هدفهم المتمثل بانتزاع قدر أكبر من الحكم الذاتي والتمويل من الحكومة المركزية إذا قاموا ببناء علاقات مع سياسيين وأحزاب شيعية مرتبطة بإيران في بغداد، بما فيها “منظمة بدر” ونوري المالكي و”تحالف الفتح”.
 
 وأوضح التقرير أنه “وفقا لهذه الحجة، يمكن لإيران أن تضمن للكورد الكثير من الأمور التي فشلوا في تحقيقها من خلال تحالفهم مع الولايات المتحدة، وحتى الآن، يبدو أن الحزبين الكرديين الرئيسيين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، مقتنعان بهذا الطرح، حيث يتعين في المرحلة القادمة، ان تقوم الولايات المتحدة بالبدء بالتواصل مع العراقيين من مختلف الأطياف السياسية حول المسائل ذات الأولوية القصوى وأن تعرض المساعدة في توفير الخدمات الأساسية”.
 
 وأفاد “مايكل نايتس” وهو زميل أقدم في معهد واشنطن، انه “على الرغم من فوز تحالف العبادي باثنين وأربعين مقعداً في الانتخابات الأخيرة، إلّا أن العبادي بحد ذاته لا يسيطر سوى على ستة مقاعد، فيما يسيطر الزعيم الكوردي مسعود بارزاني على ما يقل عن ستة وعشرين مقعدا، بينما يشكل الفصيلان الشيعيان “تيار الحكمة الوطني” وتحالف “سائرون” حاليا نواة الحكومة المقبلة، ومع ذلك، ينظر إلى هذه النتائج وتأثيرها على توازن القوى في بغداد بشكل مختلف داخل العراق وخارجه”.
 
 وبين نايتس أنه “كان من اللافت للانتباه أن العراقيين كانوا أقل تركيزا على إيران خلال هذه الدورة الانتخابية، فهم يعلمون أن بلادهم ليست على ما يرام، وبالتالي يعتبرون أن اختيار السياسيين القادرين على معالجة الوضع يبدو أكثر أهمية بالنسبة لهم من اتباع خطوط حزبية طائفية”.
 
 وبخصوص إيران أكد نايتس، ان “إعادة فرض عقوبات أمريكية ثقيلة على طهران ستصبح بلا شك مسألة ساخنة بالنسبة للعراقيين، فبعضهم يعتبر أنه يجب إعفاء بلادهم من هذه العقوبات لأن إيران توفر الكهرباء والخدمات الأساسية الأخرى للعراق، غير أن آخرين يعتقدون أن الاقتصاد العراقي سيستفيد إذا ما أبقت العقوبات بعض الواردات الإيرانية خارج العراق”.


الثلاثاء ٢ ذو الحجــة ١٤٣٩هـ - الموافق ١٤ / أب / ٢٠١٨ م


اكثر المواضع مشاهدة

عمود قصير - الى / الفضائيات والصحف ( العراقية والعربية والأجنبية ) الغراء : امامكم تقريراً موثقاً عن المنجزات الكبيرة والخطيرة التي حققها ( العبادي ) لإيران .. ( الرسالة الرابعة )
تجمع طلبة الرافدين في المهجر - إرادة الطُلاب قوّة تَصنَع التَّغيير
قــائــد عظيــم يـــرثيـــه شــاعـــر عظيــــم - قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد في رثاء القائد العظيم الرئيس الشهيد صدام حسين
- الشيخ احمد الغانم الأمين العام لمجلس عشائر العراق العربية في الجنوب يؤكد في تصريح لــه بعد الانسحاب المزعوم للقوات الأمريكية القتالية من العراق
هداج جبر - تهنئة الى الاخوة في موقع شبكة ذي قار
ماجدات شنقيط - رحيل السيدة الفاضلة و الام الطيبة أم كلثوم بنت سيدي عبد الله بنت الطالب احمد المقري
علي الأمين - في ذكرى الميلاد الميمون
د. أبا الحكم - لماذا ستغادر قيادة حماس السياسية دولة قطر؟
ماهر التويتي - رمز شيطاني في علم إيران
الرفيق امين سر قيادة فرع عبدالرحمن الداخل ضمن تنظيمات الرشيد - برقية تهنئة الى الرفيق المناضل المجاهد ابو جعفر امين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي
المجلس السياسي العام لثوار العراق - مــن يــزرع الفتــن يحصــد العــواصـــف
قيادة القطر السوري - في ذكرى وفاة المرحوم القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق / قيادة القطر السوري
الشاعر حامد الرعد - أصرخ ياسيدي ألحسين ( ع )
نبيل ابراهيم - ســعدون جابــــر ... بـــــلا ذيـل
الرفيق أبو صالح - تهنئة الى الرفيق العزيز المؤمن المجاهد الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد العام للقوات المسلحة العراقية والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني , المهيب الركن عزت إبراهيم
أحدث الاخبار المنشورة
٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٢٤